حرب أوكرانيا.. 6 دروس في عامين من القتال
6 دروس في عامين من القتال في أوكرانيا، الحرب التي تدخل سنتها الثالثة في ظل جمود يفتح سيناريوهات المستقبل على كافة الاحتمالات.
وعلى مدار عامين من الحرب استنزفت روسيا وأوكرانيا لحد بعيد، في حين وصل القتال إلى طريق مسدود على مدى الأشهر الستة الماضية.
ويمكن استخلاص 6 دروس من الحرب، وفقا لتقرير نشره الموقع الإلكتروني لمعهد الشؤون الدولية، الذي يتخذ من العاصمة الإيطالية روما مقرا له.
قيادة بوتين الصلبة
أثبتت الحرب أن القيادة الروسية صلبة مستعدة للمخاطرة، وهو ما دفعها لمواصلة حرب استنزاف واسعة النطاق وعالية الكثافة، وذلك رغم تكاليفها الهائلة من حيث القتلى والمكاسب الإقليمية المحدودة التي تحققت.
وبالنسبة للكرملين وجزء من المجتمع الروسي تنطوي الحرب على نوع من الطابع الوجودي المتمثل في استعادة مكانة روسيا كقوة عظمى، والحد من النفوذ الغربي على الجمهوريات السوفياتية السابقة، وربما تدمير الوحدة الأوروبية وعبر الأطلسي.
ويبدو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واثقا من قدرته على تحقيق النصر في أوكرانيا على المدى البعيد، إذا توقف الدعم العسكري الأمريكي لكييف.
أخطاء البداية
أخطأت روسيا في البداية في تقدير عدد من العوامل الرئيسية، مثل مرونة أوكرانيا كدولة، ونقاط قوتها العسكرية والدعم العسكري والاقتصادي الذي قدمته الولايات المتحدة وأوروبا لكييف.
كما ارتكبت موسكو أيضا أخطاء تتعلق بالتخطيط للحرب وتنفيذها، على المستويين الاستراتيجي والتكتيكي، مثل أزمة القيادة التي تجسدت في تمرد يفغيني بريغوجين قائد مجموعة فاغنر، وضعف الخدمات اللوجستية والتدريب.
ولكن روسيا تكيفت مع الإخفاقات الأولية، وعوضت حساباتها الخاطئة بتعبئة مواردها البشرية والمادية، وهو ما أسهم في حالة الجمود العسكري على الأرض منذ عام 2023.
عوامل المقاومة في أوكرانيا
عوضت عوامل مثل جغرافية أوكرانيا، وروحها، وقيادتها، وتنظيمها وتدريبها، والسيطرة على القيادة والاتصالات، اختلال التوازن المادي لصالح روسيا خاصة في النصف الأول من الحرب.
وفاجأت قوة المقاومة الأوكرانية، إلى جانب نقاط الضعف والأخطاء الروسية، عددا من المراقبين في أوروبا.
دور الدعم الدولي
في النصف الأول من عام 2022 واجهت أوكرانيا روسيا بدعم عسكري ضئيل من الخارج قبل أن تتلقى تدريجياً كمية كبيرة ومتنوعة من المعدات.
وعلى مدى العامين الماضيين كانت كمية وتوقيت الإمدادات موضع شك في أحيان كثيرة، كما كانت أقل بكثير مما تطلبه كييف، خاصة فيما يتعلق بالدبابات القتالية الرئيسية، والأسلحة بعيدة المدى، وطائرات «إف 16» التي لم يتم تسليمها حتى الآن.
وبدون هذا الدعم، لم تكن أوكرانيا لتتمكن من الاحتفاظ بأكثر من 80% من أراضيها، لكن الولايات المتحدة وحلفاءها وضعوا قيودا على العمليات الأوكرانية الكبيرة داخل الأراضي الروسية.
وقد يؤدي انسحاب الولايات المتحدة أو أوروبا من الحرب إلى توجيه ضربة هائلة لقدرة كييف العسكرية على الدفاع عن شعبها وأراضيها، وربما يؤدي إلى انتصار استراتيجي روسي على المدى المتوسط إلى الطويل.
الصناعات الدفاعية والحاجة للتكيف
لكن التبرعات العسكرية لأوكرانيا أدت إلى استنزاف ترسانات أمريكا الشمالية وأوروبا بشكل كبير، وواجهت الصناعات الدفاعية الأوروبية والأمريكية (وإن كانت بدرجة أقل) صعوبة في زيادة الإنتاج مما أدى إلى تراجع الدعم الدولي لكييف.
وبدأت أوروبا وأمريكا في تعديل ميزانيتهم ومشترياتهم العسكرية لمواجهة آثار الحرب، لكن مثل هذا التكيف سيكون طويلا ومكلفا ويصعب تنفيذه.
مستقبل الردع
أخيرا، خلال الحرب استخدمت روسيا حتى الآن خطابها النووي بشكل أساسي ضد حلفاء أوكرانيا لمنعهم أو على الأقل للحد من تقديمهم المساعدات العسكرية إلى كييف.
ورغم أن خطر التصعيد النووي لا يزال مطروحا على الطاولة، إلا أن الردع الأمريكي وردع حلف شمال الأطلسي (الناتو) كان له دور فعال في تقييد خيارات موسكو.
وإذا كان الردع الغربي قد نجح في منع روسيا من استخدام الأسلحة النووية، إلا أنه فشل في إجبارها على تجميد الصراع التقليدي، وهو أمر مثير للقلق خاصة بالنسة للناتو الذي لا يهدف فقط إلى منع الحروب النووية، لكن أيضا الحروب التقليدية في أوروبا.
وبناء على ذلك يتعين على الحلفاء التفكير في كيفية تعزيز الردع لدى الحلف والاستعداد للدفاع في حال فشل الردع.
aXA6IDE4LjIxOC43NS41OCA= جزيرة ام اند امز