أكبر 6 أضعاف من كورونا.. سباق لفك شفرة جينوم "جدري القردة"
في 19 مايو/ أيار المنصرم، قام باحثون في البرتغال بتحميل أول مسودة جينوم لفيروس جدري القردة الذي تم اكتشافه هناك.
بعدها بأيام أعلن مركز جنيف للأمراض الفيروسية الناشئة، نتائج التسلسل الأولى لجينوم جدري القردة من سويسرا، وقال في بيان إن ذلك سيتيح مزيدًا من التحليل والمقارنة مع تسلسل الجينوم من البلدان الأخرى.
وأوضح البيان الصادر أمس، أنه وفقًا للنتائج الأولية، يرتبط تسلسل الفيروس في أول حالتين في سويسرا ارتباطًا وراثيًا بالحالات المبلغ عنها في العديد من البلدان الأخرى في سياق التفشي الحالي.
وأضاف البيان أن فريق المختبر المرجعي الوطني للفيروسات الناشئة بسويسرا يشارك تسلسل الجينوم الذي قام بإعداده مع المجتمع العلمي، عبر منصة بنك الجينات.
وكان جوستافو بالاسيوس، عالم الفيروسات في كلية الطب في مستشفى جبل سيناء في مدينة نيويورك، علق على المسودة البرتغالية بعد يوم واحد من نشرها بقوله لموقع مجلة "نيتشر"، إنها لا تزال مسودة مبكرة جدًا وهناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به قبل التمكن من استخلاص أي استنتاجات نهائية.
وشدد محمد سمير، أستاذ الأمراض المشتركة بجامعة الزقازيق شمال شرق القاهرة على نفس المعنى في تعليقه لـ "العين الإخبارية" على ما أعلنه فريق مركز جنيف للأمراض الفيروسية الناشئة.
وقال سمير: "الأمر صعب جدا إنجازه في هذا الوقت القصير، أتصور أن الأمر يحتاج لمزيد من الوقت بسبب كبر حجم جينوم فيروس جدري القردة".
وجينوم جدري القردة أكبر بنحو 6 أضعاف من جينوم فيروس كورونا المستجد، وهذا يعني أنه من الصعب تحليله بست مرات على الأقل، ويمثل ذلك أحد مشكلات هذا الفيروس.
وكانت دورية نيتشر أشارت لتلك المشكلة في تقرير لها نشرته قبل أيام، ذهبت فيه إلى أن أحد الأسئلة التي لا تزل تبحث عن إجابة، هي هل "يمكن للتغيير الجيني في فيروس جدري القردة أن يفسر تفشي المرض الأخير؟".
وقال إليوت ليفكوويتز، عالم الفيروسات الحاسوبي بجامعة ألاباما الأمريكية، الذي درس تطور فيروس الجدري، ردا على هذا السؤال، إن فهم ما إذا كان هناك أساس جيني لانتشار الفيروس غير المسبوق خارج أفريقيا سيكون صعبا للغاية، لأن حجم جينوم جدري القردة هائل مقارنة بالعديد من الفيروسات الأخرى.
وكانت راشيل روبر، عالمة الفيروسات بجامعة إيست كارولينا بولاية نورث كارولينا الأمريكية، اشتكت خلال نفس التقرير من أن الأسباب التي تزيد من صعوبة الأمر هو أن العالم لم يستثمر في دراسة هذا الفيروس، حيث يوجد لدى الباحثين عددا قليلا من التسلسلات الجينية التي يمكنهم مقارنتها مع تسلسلات جدري القرده الجديدة في التفشي الحادث الآن.