أول استخدام لـ "تيكوفورمات" في علاج مرضى جدري القرود
كشفت دراسة كانت قد أجريت قبل التفشي الحالي لجدري القرود، عن أول استخدام لدواء جدري القرود "تيكوفورمات " في علاج البشر.
ولم يتطلب إقرار الدواء هذا العام، كعلاج لجدري القرود، إجراء دراسات سريرية على البشر، ذلك لأن معدلات انتشار الإصابات قبل التفشي الحالي، لم تكن كبيرة، بما يسمح بإجراء دراسات، وتم الاكتفاء بالدراسات الحيوانية لإثبات فعالية الدواء، مع اجراء دراسات أخرى لتقييم سلامة الدواء لدى الأشخاص غير المصابين.
ومع ذلك، فإن الدراسة المصغرة جدا، التي أجريت بين عامي 2018 و 2021، وشملت 7 مرضى فقط نجحت في اختبار فعالية هذا الدواء كعلاج عند مقارنته مع مضادات الفيروسات الأخرى، وكان هذا أول استخدام للعلاج مع البشر.
وتشير هذه الدراسة التي شملت سبعة مرضى تم تشخيص إصابتهم بجدري القرود في المملكة المتحدة بين عامي 2018 و 2021، إلى فاعلية "تيكوفورمات" في تقصير فترة الأعراض والتخلص من الفيروس في الجهاز التنفسي العلوي، مقارنة بالحالات الأخرى التي أخذت دواء "برينكيدوفوفير".
وخلال الفترة بين عامي 2018 و 2019، تم علاج أربعة مرضى تمت ملاحظتهم في هذه الدراسة من جدري القرود في مستشفيات بإنجلترا، ثلاث من هذه الحالات تنتمي لغرب إفريقيا، وكانت الحالة الرابعة لعامل رعاية صحية تم علاجه بعد 18 يومًا من التعرض الأولي للفيروس، وكانت أول مثال على انتقال جدري القرود في مستشفى خارج إفريقيا.
وتم علاج المرضى الثلاثة الأوائل بإستخدام دواء "برينكيدوفوفير" بعد سبعة أيام من ظهور الطفح الجلدي الأولي، بينما لم يستخدم أي دواء مع الرابع، ولم يلاحظ أن هذا الدواء له أي فائدة سريرية مقنعة في علاج جدري القرود ولوحظت تغييرات في اختبارات دم الكبد.
ولاحظ الباحثون أنه من غير المعروف ما إذا كان استخدام "برينكيدوفوفير" في وقت مبكر من مسار المرض أو في جدول جرعات مختلف سيؤدي إلى نتائج سريرية مختلفة، وعلى الرغم من ذلك، تعافى المرضى الثلاثة، بالإضافة إلى المريض الرابع.
وتم الإبلاغ عن الثلاث حالات الأخرى التي شملتها الدراسة، في عام 2021 في عائلة قادمة من نيجيريا، مع وجود حالتين من هذه الحالات هما أول مثالين للانتقال المنزلي خارج إفريقيا.
وحدثت إحدى هذه الحالات في طفل تمت ملاحظته بعناية بسبب ارتباط احتمالية أعلى للوفاة من جدرى القرود عند الأطفال، لحسن الحظ، عانى هذا الشخص من مرض خفيف وتعافى تمامًا.
عولج أحد هؤلاء المرضى بدواء "تيكوفورمات"، وشهد فترة أقصر من الأعراض وتم التخلص من الفيروس في الجهاز التنفسي العلوي للمرض، مقارنة بالحالات الأخرى في هذه المجموعة.
ويقول الدكتور هيو أدلر من مؤسسة مستشفيات جامعة ليفربول، والمؤلف الرئيسي للدراسة، أنه "بينما يحاول مسؤولو الصحة العامة فهم سبب تفشي مرض جدري القردة في مايو 2022 في أوروبا وأمريكا الشمالية، والذي أثر على العديد من المرضى الذين لم يبلغوا عن سفر أو ارتباط محدد بحالة معروفة سابقًا، فإن هذه الدراسة تقدم بعض الأفكار الأولى في استخدام الأدوية المضادة للفيروسات لعلاج جدرى القردة لدى البشر".
ويضيف أنه "على الرغم من أن هذا التفشي الأخير قد أثر على عدد أكبر من المرضى مما واجهناه سابقًا في المملكة المتحدة ، إلا أن جدري القردة تاريخيا لم ينتقل بكفاءة عالية بين الناس، وبشكل عام فإن الخطر على الصحة العامة منخفض".