المدرس المذبوح.. روشتة لانتشال فرنسا من براثن الإرهاب
أستاذة الفلسفة السياسية بجامعة "باريس" تقول إن ذبح المدرس يعد حادثا إرهابياً من الدرجة الأولى، ومزق نسيج المجتمع .
أثار قطع رقبة مدرس التاريخ في باريس، موجة انتقادات واتهامات للسلطات الفرنسية بالتقاعس عن مكافحة التطرف، والكراهية، ومطالبات بضرورة القضاء على هذه الآفة الخطيرة.
خبراء فرنسيون قدموا روشتة لكيفية القضاء على التطرف والإرهاب من الأراضي الفرنسية تتضمن عدة خطوات من بينها تجفيف منابع تمويل الإرهاب والتطرف، والتوقف عن استقدام أئمة للمساجد من تركيا.
والجمعة الماضية، قُطع رأس مدرس التاريخ صمويل باتي، بعد عرضه رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد، على تلاميذه خلال حصة حول حرية التعبير، وأردت الشرطة الجاني، وهو لاجئ روسي من أصل شيشاني يدعى "عبدالله أنزوروف" ويبلغ من العمر 18 عاماً.
واعتبرت أستاذة الفلسفة السياسية في جامعة "باريس ٨" عقيلة دبيشي، أن ذبح المدرس يعد حادثا إرهابياً من الدرجة الأولى، مشيرة إلى أن الواقعة مزقت نسيج المجتمع الفرنسي.
وأضافت خلال مناظرة أجرتها قناة "فرانس 24" الفرنسية حول مسألة تصاعد العمليات الإرهابية في فرنسا، مع إمام مسجد عبد العلي مأمون، وأستاذة علم الاجتماع في جامعة السوربون، شيرين بن عبد الله، أن الهجوم أدى لترويع الشعب.
ودعت دبيشي إلى ضرورة البحث عن أوجه القصور الأمني لمعالجة هذه المسألة، مشيدة في الوقت نفسه بإعلان الرئيس الفرنسي، إعادة النظر في استقدام الأئمة من تركيا للمساجد الفرنسية، بعد ملاحظة تنامي الخطاب الديني المتشدد والأصولي، وهو ما يشكل خطرا بالغا على فرنسا.
وطالبت أستاذة الفلسفة السياسية في جامعة "باريس ٨" بحل فوري ورادع للمتطرفين، ومن يمولهم، خاصة أن هناك تغييرات فكرية بدأت تتوغل في المجتمع الفرنسي تبرر العنف والقتل والدماء.
وعن السبيل الأفضل لعدم تكرار هذا الهجوم، قالت دبيشي "أعتقد أول شيء على الحكومة الفرنسية عمله، قطع كل الدوائر التي تمول الإرهاب، مشيرة إلى أن جريمة اغتيال المدرس تعد نقطة تحول كبيرة في الملف الأمني الفرنسي".
وتابعت دبيشي أنه "على السلطات تكثيف مراقبة المواقع التي تعمل على بث الكراهية والتطرف، مطالبة بعدم التساهل أو التراخي في تنفيذ أقصي العقوبات ضد المتطرفين حتى على المواقع الإلكترونية".
وأشارت أستاذة الفلسفة السياسية بجامعة "باريس ٨" إلى أن المتطرفين يريدون خلق دولة موازية وتنفيذ أحكامهم بعيدا عن القوانين الفرنسية، لافتة إلى ما قاله الرئيس إيمانويل ماكرون أنهم "لن يمروا"، في إشارة لهؤلاء الإرهابيين والمتطرفين.
من جانبه، أكد الإمام عبد العلي مأمون خلال المناظرة، أن ما حدث هو "إرهاب" مبني على مفهوم خاطئ لفهم مبادئ الدين الإسلامي، لأنه ليس هناك نص شرعي يبيح للإنسان أن ينتقم للرسول، مستشهداً بآيات قرآنية.
وأشار مأمون إلى أن منفذ الهجوم، أساء إلى الإسلام، موضحاً أن المدرس كان يقوم بعمله وهي حرية التعبير المكفولة من القرآن الكريم.
وفيما يتعلق بالرقابة الذاتية حول الموضوعات التي يتناولها أساتذة المدارس، قالت أستاذة علم الاجتماع في جامعة "السربون" شيرين بن عبد الله، إن هناك شرعية لما يقدمه المدرس ومكانته تمكنه لتقديم ما يراه الأنسب مهما كان الجمهور المقابل، وإن كان فيه مجموعة من الاختلافات، ولكن يجب الانتباه إلى طريقة تقديم المحتوى الذي يجب أن يكون موجها لكافة التلاميذ.
وتابعت: "ربما المشكلة في قضية، صمويل باتي، هي بسبب الفيديو الذي روجه وطالب فيه من التلاميذ المسلمين الخروج من الفصل الدراسي حتى لا يخدش مشاعرهم".
aXA6IDE4LjE4OC4yMjcuMTA4IA==
جزيرة ام اند امز