دراسة صينية تربط بين قلة النوم والإصابة بالسرطان
الحرمان من النوم يتسبب في تلف بنية الحمض النووي في جسم الإنسان، ويفقده القدرة على إصلاحه؛ ما قد يؤدي إلى زيادة فرص الإصابة بالسرطان.
كشفت دراسة صينية جديدة أن الحرمان من النوم يتسبب في تلف بنية الحمض النووي في جسم الإنسان، ويفقده القدرة على إصلاحه؛ ما يؤدي إلى زيادة فرص الإصابة بالأمراض الوراثية مثل السرطان.
وذكرت شبكة أخبار "شين لانج" الصينية، أن مجموعة من الباحثين بجامعة "هونج كونج" الصينية أجروا دراسة على مجموعة من الأطباء المحليين، لكشف تأثير قلة النوم على صحتهم، ووجدوا أن الأطباء الذين يعملون في دوريات ليلية لديهم مستويات أعلى من تلف الحمض النووي، وانخفاض مستويات النشاط الوراثي المرتبطة بإصلاح هذا التلف.
وقال الدكتور جوردون وونج تين تشون، الباحث المشارك في الدراسة، إن تلف الحمض النووي يعني تغيرا في تركيب المادة الوراثية، ما يؤثر على نمو الخلايا ووظائفها في الكائنات الحية.
وأضاف وونج أن "هذا التلف عادةً لا يمكن إصلاحه، ما يزيد من فرص تطور الأمراض الناتجة عن الطفرات الوراثية مثل السرطانات"، مؤكدا أن نتائج الدراسة قد تنطبق على الأشخاص الذين لديهم أنماط عمل مشابهة للأطباء الذين يجرون عمليات تغيير غير منتظمة في ساعات العمل بين عشية وضحاها.
وشملت الدراسة 49 طبيبا من مستشفيين محليين، من بينهم 24 طبيباً يعملون في دوريات ليلية إضافية من المساء إلى الصباح التالي، من 5 إلى 6 دورية شهرياً، في حين أن الـ25 طبيباً المتبقين لا يخضعون إلى مثل هذه الدوريات الليلية.
وبعد 3 أيام من النوم الكافي، أخذ الباحثون عينات دم من جميع المشاركين، وجمعوا عينات دم من الأطباء الذين يضطرون إلى العمل في نوبات ليلية خلال صباح اليوم التالي، أي بعد حرمان طويل من النوم.
ووجد الباحثون أن الأطباء في المناظرات الليلية كان لديهم انقطاع في الحمض النووي بنسبة 30%، مقارنة بالذين يعملون وفقاً لساعات العمل العادية، كما وجدوا أن هذا الضرر الناتج عن الحمض النووي يزيد بنسبة 25% بعد ليلة من الحرمان الشديد من النوم.
وتوصل الباحثون إلى أن الأطباء الذين يعانون من نقص في النوم لديهم مستويات أقل من نشاط الجينات المرتبط بإصلاح الحمض النووي.
فيما تختلف ساعات النوم الموصي بها للأشخاص باختلاف الفئات العمرية، إذ يحتاج الشخص البالغ الذي يتراوح عمره بين 18 و60 عاماً إلى 7 ساعات على الأقل من النوم كل ليلة، وفقاً للموقع الإلكتروني للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
وقال البروفيسور مايكل إيروين، رئيس قسم التخدير في جامعة هونج كونج، إن آثار الحرمان من النوم ليست جسدية فحسب بل نفسية، ويمكن أن تؤثر على القدرة على اتخاذ القرارات.
وأضاف إروين: "بالنسبة للأطباء الذين يعملون في الليل والتعامل مع أشياء تقنية للغاية مثل التخدير أو الجراحة، يجب أن نحاول حقا تقليل كمية الإجراءات التي تتم بين عشية وضحاها"، متابعا: "ربما يجب علينا إعادة النظر في عادات النوم، وأن نوليه مزيدا من الاحترام حفاظاً على أنفسنا".