القمة العالمية لطاقة المستقبل.. 9 مميزات للمدن الذكية تقود لكوكب أخضر
ما هي المدينة المستدامة؟ وكيف لها أن تقود كوكبنا نحو مستقبل أخضر؟
تخيل معي هذا المشهد، أنت الآن تخرج من منزلك الذكي، الذي يعمل بأحدث التكنولوجيا، إلى حديقة خضراء مريحة للنظر، ثم تستقل سيارتك الكهربائية إلى العمل، تسير على طريق حديث مُدعم ببنية تحتية قوية وإدارة مرور مُحكمة، ثم تصل إلى مكان العمل، هناك في ذلك المبنى الذكي المدعم بالطاقة المتجددة، كل أدوات العمل رقمية؛ فقليل ما تجد نفايات ورقية، ثم تعود إلى منزلك الدافئ المدعم بنظام تدفئة وحماية ذكي وتقضي بقية يومك في سلام وأمان. مرحبًا بك في المدينة الذكية.
من هنا وجدت القمة العالمية لطاقة المستقبل، اليوم الثلاثاء، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض «أدنيك» أهمية أن تدرج المدن الذكية على أجندتها في نسخة 2024.
ما هي المدينة الذكية؟
هي المدينة التي تقوم على استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات؛ لتحسين جودة الخدمات الحكومية وتحقيق الرفاهية للمواطنين، من خلال مشاركة المعلومات مع الجمهور وتعزيز الكفاءة التشغيلية. وقد بدأت قصتها في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، عندما قررت الولايات المتحدة استخدام قواعد البيانات المتاحة لديها في توجيه الموارد وإصدار التقارير والحد من الكوارث والفقر. ومع تطور التكنولوجيا أكثر فأكثر، زادت أعداد المدن الذكية حول العالم.
كيف تعمل المدينة الذكية؟
تعتمد المدن الذكية على التكنولوجية، وتتبع 4 خطوات؛ اعتمادًا على انترنت الأشياء:
- التجميع: تجمع أجهزة الاستشعار الذكية البيانات من كل مكان في المدينة، ومن أبرز الخصائص، أنّ البيانات والمعلومات التي تجمعها تكون في الوقت الفعلي وليس تقريبي.
- التحليل: بعد تجميع البيانات، تأتي عملية تقييم البيانات للوصول إلى نتائج وحلول مفيدة، يمكنها تطوير المدينة.
- التواصل: بعد الحصول على نتائج وحلول، يتم تمريرها إلى صناع القرار من خلال شبكات اتصال قوية.
- التنفيذ: وفي هذه المرحلة، تبدأ عملية تنفيذ القرارات والإجراءات المناسبة لتحسين نوعية حياة المواطنين المقيمين.
ما الذي يميز المدن الذكية؟
حسنًا، في الحقيقة هناك العديد من المميزات التي تتمتع بها المدن الذكية، نذكر منها:
1- الحوكمة
وتتمثل الحوكمة الذكية في توفير التعليم الإلكتروني لدى المواطنين، ومن ثم استخدام معرفتهم هذه في تعزيز التواصل بين المواطن والخدمات الحكومية، ويتمثل ذلك في توفير التطبيقات الإلكترونية التي تساعد المواطن في التعامل مع الآلة بسرعة، وغيرها من الوسائل التي تتم بدون تدخل بشري.
2- الطاقة
وهذا يعني أنّ المدن الذكية لا تتعامل مع الطاقة بالطرائق التقليدية، بل تعتمد على مصادر الطاقة المتجددة، التي تقلل الانبعاثات والتلوث، ما يجعلها صديقة للبيئة وأكثر استدامة، ويظهر هذا في تعزيز البنية التحتية للسيارات الكهربائية، واستخدام الشبكات الذكية ووسائل تخزين الطاقة الذكي.
3- الرعاية الصحية
وهذا أمر هام لقطاع يعني بصحة المواطنين، وتأتي الرعاية الصحية الذكية متمثلة في إنشاء أنظمة تتبع المرضى ومراقبتهم عن بُعد، ما يقلل الضغط على المستشفيات والأطباء والممرضين، ويساعد في نجدة المريض في حال ما إذا كان المشفى بعيدًا عنه مسافة كبيرة. يساعد هذا النوع من الرعاية في توفير حياة صحية أكثر استقرارًا للمواطنين.
4- البناء الذكي
عبارة عن مبانٍ، مصممة بطريقة ذكية، تعتمد على التكنولوجيا؛ لتحقيق أقصى قدر من الكفاءة والإنتاجية، وتوفر الأمان لسكانها وصديقة للبيئة، وتشتمل على أنظمة الإضاءة والتدفئة الذكية؛ لتعزيز الكفاءة العامة للمبنى.
5- التنقل الذكي
عندما تتحرك في المدينة الذكية، لا تتوقع أن ترى عوادم السيارات ترتفع ومعها تلوث ودخان يسبب أمراضًا خطيرة، بل سيارات كهربائية ودرجات وقطارات وحافلات، كل هذه الوسائل تُدار بواسطة إدارة حركة مرور ذكية. وإذا أردت السفر إلى أي مكان، ستتعامل فقط بالعملات الرقمية، وليس بالعملات النقدية.
6- زراعة ذكية
وهي تعتمد على التقنيات الزراعية المتقدمة، لتحسين الاستدامة في الإنتاج الزراعي، هذه أيضًا ستتوافر في المدن الذكية.
7- هواء نقي
أنت الآن في مدينة ذكية، لديك رفاهية الهواء النقي الذي يذهب البشر إلى أقصى الأرض كي يستنشقوه؛ بعيدًا عن صخب المدن وتلوثها.
8- بنية تحتية
تتمتع المدن الذكية ببنية تحتية أقوى من أي مدينة أخرى، تتمتع بالإدارة الرقمية للمياه والنفايات؛ وهي بذلك تحفظ الموارد وتتخلص من النفايات بدون انبعاثات.
9- اللون الأخضر
وفي المدينة الذكية، ستنتشر الأشجار والنباتات بكثرة، والتي بدورها تنقي الهواء وتعزز صحة سكان المدينة.
لمستقبل أخضر
تأتي المدن الذكية في صورة حلٍ فعّال للتكيف مع التغيرات المناخية والتخفيف من حدتها في نفس الوقت؛ فهي مستدامة وأكثر قدرة على مواجهة تلك الظروف التي قد لا يتحملها الإنسان في وقت ما، لذلك، فالمدن الذكية تمثل درع حماية قوية للبشر والنظام البيئي أيضًا.
ففي سبتمبر/أيلول 2015، انعقدت قمة الأمم المتحدة وفيها تبنت 193 دولة 17 هدفًا للتنمية المستدامة، ويأتي الهدف رقم 11، متمثلًا في الحاجة إلى مدن ومجتمعات أكثر استدامة، وفي هذا الهدف إشارة إلى المدن الذكية، والتي صارت ضرورة لا بد منها.
وبالفعل هناك العديد من الدول التي بدأت في إنشاء المدن الذكية، لدينا في المنطقة العربية، منها: دبي ومصدر بالإمارات العربية المتحدة، مدينة نيوم في المملكة العربية السعودية.
تأتي المدن الذكية كنوع من التطور الحضري، في نفس الوقت، توفر حياة هانئة لسكانها وتميزهم بالكثير من الخدمات التي تيسر حياتهم والأهم أنها وسيلة هامة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والارتقاء بحياة البشر.
aXA6IDMuMTQ4LjEwNi40OSA= جزيرة ام اند امز