"حلقة النار" الأولى منذ 172 عاماً.. الشمس تشرق "مكسوفة" الخميس
الكسوف الحلقي أحد أنواع كسوف الشمس ويحدث في بداية الشهر القمري عندما يحجب القمر معظم قرص الشمس وهو آخر ظواهر 2019 الفلكية
تشهد مناطق عدة في الخليج العربي، من بينها جنوب الإمارات، الخميس، كسوفا حلقيا للشمس أو ما يعرف بـ"حلقة النار" وهي ظاهرة نادرة تحدث للمرة الأولى منذ عام 1847، أي منذ نحو 172 عاما، بينما تشهد مناطق أخرى كسوفا جزئيا.
وهذا الكسوف هو آخر ظواهر عام 2019 الفلكية، ولن يتكرر حتى 21 يونيو/حزيران 2020، إذ يحدث كسوف حلقي يمكن مشاهدته من جنوب شبه الجزيرة العربية.
والكسوف الحلقي أحد أنواع كسوف الشمس، ويحدث في بداية الشهر القمري عندما يحجب القمر معظم قرص الشمس، لكن يبقى جزء خارجي من الشمس كحلقة تحيط بالقمر.
ويمكن لراصدي الظواهر الفلكية رؤية القمر أمام الشمس مباشرة بالمناطق الواقعة في مسار الكسوف الحلقي، لكن لن يغطيها بالكامل لأن القمر سيكون بعيدا عن الأرض وحجمه الظاهري لن يكون كبيرا بما يكفي، لذلك ستبقى حلقة مضيئة حول القمر تسمى "حلقة الضوء".
عن السبب عدم تغطية القمر قرص الشمس كاملا، قالت الجمعية الفلكية بجدة إن القمر يتحرك في مدار بيضاوي وليس دائريا تماما، لذلك فهو يتحرك أحيانا بعيدا عن الأرض وقريبا في أحيان أخرى.
وقالت الجمعية، في بيان: "يوم الكسوف سيكون القمر اجتاز 7 أيام من وقوعه في نقطة الحضيض (أقرب نقطة من الأرض)، وقبل 7 أيام من نقطة الأوج (أبعد نقطة من الأرض)؛ لذلك سيكون القطر الظاهري لقرص القمر أصغر بنسبة 1.% عن المتوسط، ولن يكون قادرا على تغطية قرص الشمس بشكل، ويحدث الكسوف الحلقي".
وأوضحت أن الكسوف يشاهد في شكله الحلقي بعدد من دول الخليج العربي تشمل الإمارات وسلطنة عُمان، في حين يشاهد في شكله الجزئي بنسبة 91% في البحرين، و81% في الكويت، إلى جانب مساحات واسعة من الشرق الأوسط والمحيط الهندي وجنوب وشرق آسيا وشمال غرب أستراليا.
قال المهندس محمد شوكت عودة، مدير مركز الفلك الدولي بالإمارات، إن "الكسوف الحلقي لن يكون مشاهدا في كل مساحة الدولة التي ستكون محظوظة برؤية هذه الظاهرة"، التي لم تحدث منذ 170 عاما.
وأضاف عودة، في تصريحات نقلتها وكالة "أنباء الإمارات"، أن المناطق التي تشاهد الكسوف الحلقي تقع داخل شريط ضيق قطره نحو 155 كم، يبدأ من سلطنة عمان مرورا بجنوب الإمارات وينتهي في شرق السعودية.
وأوضح أن الشريط الضيق للكسوف الحلقي يبدأ من جنوب شرق الإمارات متمركزا حول منطقة أم الزمول، ويتجه غربا قاطعا منطقة ليوا ومدينة زايد، ثم يعبر الساحل الغربي للإمارات.
وتابع: "معظم جنوب الإمارات يشاهد الكسوف الحلقي، في حين تشهد الإمارات الأخرى الحدث ككسوف جزئي فقط، منها أبوظبي والعين".
في السعودية، قالت الجمعية الفلكية بجدة إن مسار الكسوف الحلقي يبدأ مع شروق الشمس في منطقة تبعد 180 كيلومترا غرب مدينة الدمام.
وأوضحت أن أول منطقة مأهولة بالسكان واقعة في الخط المركزي لمسار الكسوف الحلقي ستكون مدينة الهفوف بمحافظة الإحساء، إذ يتمكن الراصدون هناك من رؤية الكسوف الحلقي مع شروق الشمس لمدة دقيقتين و59 ثانية.
وتابعت: "أما باقي مناطق المملكة ستكون خارج مسار الكسوف الحلقي، إذ تشرق الشمس مكسوفة جزئيا بنسب متفاوتة، ففي مكة المكرمة تشرق الشمس 6:56 صباحا مكسوفه بنسبة 43.9% وينتهي الكسوف الجزئي الساعة 7:38 صباحاً".
وأضافت: "في المدينة المنورة تشرق الشمس الساعة 6:59 صباحا مكسوفه بنسبة 39.9% وينتهي الكسوف الجزئي الساعة 7:41 صباحا، أما في العاصمة الرياض تشرق الشمس الساعة 6:35 صباحاً مكسوفه بنسبه 88.5% وينتهي الكسوف الجزئي الساعة 7:46 صباحاً".
بينما أعلنت الجمعية الفلكية العمانية أن نصيب السلطنة من الكسوف الحلقي سيكون وافرا، موضحة أنه يستمر ساعتين و29 دقيقة ونصيب الكسوف الحلقي منها ٣ دقائق بالمناطق الواقعة في مسار عبوره.
وقالت الجمعية، في بيان، إن محافظات الظاهرة والداخلية والوسطى وجنوب الشرقية تتمكن من مشاهدة الكسوف الحلقي، في حين يظهر ببقية المحافظات جزئيا.
فيما يتعلق برصد الكسوف سواء كان حلقيا أو جزئيا، فإن الأمر يتطلب تجهيزات خاصة لحماية العين، مثل استخدام نظارات الكسوف التي تمنع أكثر من 99.99% من ضوء الشمس والأشعة فوق البنفسجية وتحت الحمراء، أو استخدام الفلاتر (المرشحات) الخاصة بالشمس للتلسكوبات والمناظير والكاميرات.