"عيل بور" الصومالية.. حرب الخلاص على أبواب مدينة الفخار
يزحف الجيش الصومالي في عمق مناطق سيطرة حركة الشباب الإرهابية، ويركز عملياته في في ولايتي هيرشبيلى وغلمدغ.
ويعتبر الهدف الأبرز القادم للحملة العسكرية مديرية "عيل بور" الاستراتيجية القديمة في محافظة جلجدود وسط الصومال.
وعيل بور مديرية استراتيجية تقع في محافظة جلجدود وسط الصومال، تتألف من 5 أحياء، وهي من المديريات التاريخية والقديمة في الصومال.
وكانت عيل بور تحت سيطرة حركة الشباب منذ ظهورها عسكريا باستثناء ثلاث سنوات (2014 و2017) وتضم مقارا حيوية كبيرة أبرزها مقر فرقة 22 لقيادة القوات المسلحة الصومالية.
ويصل عدد السكان المحليين نحو 100 ألف نسمة وفق آخر التقديرات الرسمية قبل ست سنوات .
وتشتهر المدينة بالتجارة والصناعة المحلية للفخار، وتتمتع بتنوع النسيج الاجتماعي القبلي فيها.
ماذا يعني استعادتها؟
وتعتبر استعادة عيل بور انجازا ذي أبعاد استراتيجية في الحسابات العسكرية حيث يعني تحريرها تطهير حركة الشباب بشكل كامل في مناطق ولاية غلمدغ.
كما يسهم تحرير المدينة بحسب مراقبين في رفع الروح المعنوية للجيش الذي يواصل نجاحات غير مسبوقة في المعارك ضد الشباب الإرهابية.
وطالما ظلت عيل بور مركزا تجاريا وسط البلاد، فإن عودتها تحت سيادة الحكومة الصومالية يعني انتعاش اقتصاد المنطقة وعودة حركة الصناعة المحلية للفخار التي تراجعت في ظل بقاء المدينة في قبضة الإرهابيين.
وتتحول عيل بور حال تحريرها من الإرهابيين إلى مركز قيادة العمليات العسكرية الموجهة في ولاية جنوب غرب الصومال بسبب موقعها الاستراتيجي لتوفير المعدات الضرورية للجيش.
تقارير صومالية أكدت إصدار توجيهات من الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إلى قيادة الجيش من أجل تجهيز عملية خاصة وقوة عسكرية تصل قوامها ألف عسكري لتحرير عيل بور في أقرب وقت ممكن.
وأكد وزير الداخلية الصومالي أحمد معلم فقي في أوائل أبريل/نيسان الجاري، خلال مشاركته في مساحة صوتية في تويتر، حول العمليات العسكرية بأن الحكومة الصومالية ستحرر مديرية عيل بور في غضون شهرين دون مزيد من التفاصيل.
وذكرت وسائل إعلام حكومية بأن هناك خلافا حادا داخل حركة الشباب حول التعامل مع الهجوم الحكومي المرتقب حيث يرى بعضهم خوض معركة شرسة والدفاع عن وجود الحركة بينما يطلب آخرون بالانسحاب التكتيكي من المدينة وعدم القتال داخل المدينة، ودخول حرب عصابات فيما بعد.
وأفادت وسائل إعلام رسمية تسليم حركة الشباب أسلحتها إلى زعماء القبائل في المدينة لكن لا يعرف حتى الآن الهدف من ذلك هل هي بهدف مشاركة القتال إلى جانبهم أم خطة استسلام واتخاذ قرار عدم القتال في حال الهجوم على المدينة من قبل الجيش.
ويقول المحلل السياسي الصومالي محمد نور لـ"العين الإخبارية" إن تحرير عيل بور انتصار عريض على الإرهاب، وإنجاز مذهل للعملية العسكرية.
ويعتقد المحلل السياسي الصومالي أن سياسة الحكومة في استهداف المدن ذات القيمة الاستراتيجية كانت ولا تزال من أبرز ملامح العملية العسكرية التي انطلقت العام الماضي.
وبحسب المحلل السياسي فإن هزيمة الإرهابيين في معركة عيل بور تبدو محسومة قبل أن تبدأ نتيجة الخلاف بين أجنحة التنظيم في مواجهة الهجوم المرتقب، ويعجل إطلاق العملية في أقرب وقت.