الصومال في أسبوع.. غضب شعبي يتصاعد ومطالب بتنحي فرماجو
تصاعدت موجة غضب الشعب الصومالي خلال الأسبوع الماضي إزاء فشل حكومة فرماجو في حفظ الأمن في البلاد وتعالت الأصوات المطالبة بتنحيه.
تصاعدت موجة الغضب الشعبي في الصومال خلال الأسبوع الماضي، إزاء فشل حكومة الرئيس محمد عبدالله فرماجو في وقف الهجمات التي تشنها حركة الشباب الإرهابية.
- تحذيرات من مظاهرات عارمة بالصومال ومطالب شعبية بتنحي فارماجو
- واشنطن تؤكد مقتل القائد الثاني في داعش بالصومال بغارة جوية
كما تصاعدت، خلال الأسبوع نفسه، الأصوات المطالبة بتنحي فرماجو عن الحكم، لفشلة في حفظ الأمن والاستقرار، وعلاج الأزمات الإنسانية التي تعاني منها البلاد.
وخلال الأسبوع الماضي، واصلت حركة الشباب الإرهابية، هجماتها التي استهدفت المسؤولين والمدنيين؛ حيث ضربت العاصمة مقديشو أكثر من 3 انفجارات راح ضحيتها 10 مواطنين وأعداد كبيرة من الجرحى.
ويقول مراقبون: "رغم الإجراءات الأمنية المشددة في الشوارع بمقديشو فإنها لم تمنع حركة الشباب من تنفيذ هجماتها الإرهابية وآخرها الهجوم الذي استهدف سيارة مدير جهاز الأمن والمخابرات في ولاية غلدمغ في قلب العاصمة، وأسفر عن مقتل أكثر من 5 مواطنين.
تصاعد الغضب الشعبي
وألقى استمرار الهجمات الإرهابية بظلاله على المواطنين، حيث تصاعد الغضب الشعبي لعدم تعاطي الحكومة بجدية مع ملف الأمن في وقت تصاعدت فيه هجمات قوات الشرطة على سائقي التوك توك وضربها للمحتجين على سياسة فرماجو بالرصاص الحي.
وفي بداية الأسبوع الماضي، قُتل أحد سائقي التوك توك على يد شرطي ما قاد إلى اندلاع موجة احتجاجات عارمة في أحياء متعددة في العاصمة مقديشو.
وحسب شهود عيان خرج جميع سائقي التوك توك في مقديشو وضواحيها في مظاهرات، منددين بانتهاكات الشرطة الصومالية واستهدافها للمواطنين والعجز عن التصدي لهجمات حركة الشباب.
وحاول المحتجون الغاضبون الوصول إلى القصر الرئاسي وطالبوا بتنحي الرئيس فرماجو عن الحكم ومحاسبة المسؤولين من قادة الشرطة وتقديمهم للمحاكمة.
وحسب إحصائيات محلية فقد وصل عدد القتلى إلى 12 قتيلا وإصابة أكثر من 20 مدنيا جراء الاشتباكات بين المحتجين وقوات الشرطة.
ووفقا للكاتب والمحلل السياسي الصومالي محمد نور سيدو فإن الوضع السياسي والاجتماعي في حالة احتقان بسبب انعدام الأمن وتسلط المسؤولين في الشرطة على المواطنين.
وقال، في حديث مع "العين الإخبارية"، إن قوات الشرطة مسؤولة عن قتل المتظاهرين وسائقي التوك توك الذين أرهقتهم الإجراءات الأمنية في شوارع العاصمة وفشل حكومة فرماجو في التصدي لحركة الشباب الإرهابية ومعاقبة المواطنين الرافضين لخطط الحكومة.
وأضاف سيدو أن حكومة فرماجو فشلت فشلا ذريعا في محاربة حركة الشباب الإرهابية ومنعها من ضرب مقديشو، مؤكدا أن السبب يعود لتعيين فرماجو مسؤولين فاسدين في إدارات الشرطة وتورط أغلبهم في التعاون مع حركة الشباب وتقديم المعلومات لها لتنفيذ هجماتها.
وأضاف المحلل السياسي الصومالي أن هذا الوضع المعقد أغرى الحركة بتكثيف هجماتها لفرض وجودها في المعادلة السياسية في البلاد.
ومضى قائلا: "المطالب الشعبية التي رفعها المحتجون خلال الأسبوع الماضي بتنحي الرئيس فرماجو مشروعة وتستمد شرعيتها من التدهور الأمني في العاصمة وبقية المحافظات".
وتحوطا لاندلاع موجة مظاهرات جديدة؛ قامت السلطات، الخميس، بنشر عدد من المدرعات في التقاطعات الرئيسية في قلب مقديشو وحول الشوارع المؤدية إلى فيلا صوماليا لاند المقر الرئاسي وعند مداخل المحافظات وشوهدت المدرعات وتشكيلات عسكرية مسلحة في شوارع العاصمة.
وفي السياق ذاته، حذر مراقبون صوماليون في أحاديث منفصلة مع "العين الإخبارية"، من اندلاع موجة مظاهرات شعبية جديدة ضد الرئيس فرماجو بسبب الفشل الذي لازم أداء حكومته في حفظ الأمن وتردي الخدمات وفساد المسؤولين الحكوميين وارتهان البلاد لتوجهات قطر التي يتهمها المواطنون بإفساد المسؤولين ورشوتهم بالأموال من أجل تنفيذ أجندتها للسيطرة على البلاد.
انتفاضة برلمانية
وفي البرلمان الصومالي، طالب عدد من البرلمانيين وزير الأمن محمد أبوبكر اسلو بتقديم استقالته نتيجة فشل الجهاز الأمني في محاربة الإرهاب وتصاعد هجمات حركة الشباب الإرهابية.
كما طالبت مجموعة من البرلمانيين الوزير خلال جلسة البرلمان التي انعقدت منتصف الأسبوع الماضي لمناقشة الوضع الأمني في البلاد بضرورة عزل مسؤولي الأمن الفاسدين.
وخلال الجلسة العاصفة، طالب البرلمانيون بضرورة تعيين رئيس لجهاز الأمن والمخابرات بعد تقديم الرئيس السابق حسين عثمان استقالته في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ما مهد الطريق لسيطرة عميل قطر فهد الياسين على الجهاز السيادي.
بدوره، أكد الصحفي الصومالي سعيد عبدالقادر أن هناك تخوفات من قبل عدد كبير من المواطنين من خطة حكومية بتعليمات من قطر لإبقاء منصب رئيس جهاز الأمن شاغرا؛ تمهيدا لتقوية نفوذ عميل قطر فهد الياسين وزيادة سيطرته على مفاصل الجهاز كجزء من مخطط قطري لإحكام السيطرة على البلاد.
وقال عبدالقادر إن الياسين وفرماجو مسؤولان عن حالة الفراغ الأمني وتزايد العمليات الإرهابية لحركة الشباب على العاصمة مقديشو، ما يؤكد تواطؤ الحكومة الحالية مع قيادات الشباب.
ولم يقتصر الغضب الشعبي على الداخل الصومالي، بل امتد إلى الخارج، حيث شهدت لندن مظاهرة حاشدة للجالية الصومالية أمام السفارة القطرية في وسط العاصمة البريطانية.
وندد أبناء الجالية في مظاهرتهم بالتدخل القطري في الشأن الصومالي ودعم الدوحة لديكتاتورية حكومة فرماجو وحركة الشباب التي تزايدت هجماتها الإرهابية على العاصمة مقديشو.
وقال المتحدث باسم حزب المسار الصومالي سيد عبدالله إن الجالية الصومالية في بريطانيا قررت تنظيم مظاهرات منددة بالتدخل والعبث القطري بمقدرات البلاد.
وأضاف عبدالله، في حديثه مع "العين الإخبارية"، أن الجالية الصومالية قررت توصيل رسالة للعالم بأن ما يجري في الصومال من تخريب على يد الدوحة لضرب أمن واستقرار البلاد.
وواصل حديثه قائلا إن "قطر تخطط لتخريب الصومال من خلال تحريك أذرعها مثل فهد الياسين نائب رئيس جهاز المخابرات وحركة الشباب الإرهابية التي لم تتوقف هجماتها ضد الشعب الصومالي".
ورفع المتظاهرون شعارات منددة بقطر، ورددوا هتافات ضد الرئيس فرماجو، منددين بالاعتداءات التي يتعرض لها الشعب في مقديشو، خاصة سائقي عربات التوك توك على يد الشرطة الصومالية وشراء الدوحة المسؤولين، مؤكدين أن قطر ترعى الإرهاب في الصومال وتعبث باستقراره.
وضع إنساني حرج
وإلى جانب تدهور الوضع الأمني، تفاقمت أيضا الأوضاع الإنسانية للشعب الصومالي في مناطق متعددة، خصوصا في شمال البلاد.
وفي الأسبوع الماضي، كشف مارك لوكوك، منسق معونات الإغاثة الطارئة ومساعد السكرتير العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أن صندوق الأمم المتحدة للطوارئ والصندوق الصومالي للمساعدات الإنسانية قدما 45 مليون دولار لدعم جهود الحكومة ووكالات الإغاثة الرامية إلى المساعدة على إنقاذ أرواح أكثر من 4.2 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات عاجلة خلال العام الحالي.
وقال منسق معونات الإغاثة الطارئة إن هذه الأموال ستسهم في تمكين الوكالات الإنسانية العاملة في الصومال من تقديم معونات غذائية عاجلة ومياه شرب نقية وتوفير رعاية صحية ودعم الخدمات التعليمية في أقصر وقت إلى المناطق التي يحتاج سكانها إلى مساعدات إنسانية.
وأضاف لوكوك أنه يتم إعطاء الأولوية لتقديم المعونات إلى الأطفال والنساء وكبار السن والمعاقين الذين يعانون من استمرار الجفاف والصراعات في الصومال.
وأوضح أن هناك 823 ألف شخص يعانون من ناقص حاد في الغذاء بالمناطق الشمالية، وأنه سيتم استخدام الأموال لتقديم مساعدات غذائية وصحية ودعم الخدمات التعليمية وتوفير مأوى للمشردين في شمال الصومال.
وأشار إلى أنه سيتم القيام أيضا بأنشطة لإنقاذ أرواح المحتاجين في وسط وجنوب الصومال، وأن معظم الأموال ستقدم إلى منظمات وطنية ودولية غير حكومية.
وأكد أهمية هذه المعونات في التخفيف من آثار الأزمة الإنسانية، مشددا على ضرورة الحصول على المزيد من التمويل من أجل المساعدة على استمرار عمليات الإغاثة.
aXA6IDMuMTQ5LjI1MS4yNiA= جزيرة ام اند امز