بالصور.. حقائق وشائعات حول الصويا في نظامنا الغذائي
تعرف على أهمية الصويا في نظامنا الغذائي وما يقوله العلم حول فوائده.. وهل هناك ما يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي فعلاً؟
أصبحت الصويا عنصرا أساسيا في النظام الغذائي.. لكن المناقشات ما زالت محتدمة منذ سنوات حول إذا كان للصويا فوائد صحية حقا، ومن هنا عرضت شبكة الأخبار الأمريكية "سي إن إن" تقريرا عن أهم الدراسات المتعلقة بالصويا، التي تكشف ما له وما عليه، لكل المهتمين ومتابعي البرامج الغذائية الصحية.
وقد رأت بعض الدراسات أن استهلاك فول الصويا والمنتجات القائمة على فول الصويا مثل "التوفو" لها فوائد على صحة القلب والأوعية الدموية، وفقدان الوزن والوقاية من بعض أنواع السرطان، وأشارت الدراسات إلى أن بعض مكونات فول الصويا قد تكون مرتبطة بتحفيز نمو خلايا سرطان الثدي، وإضافة إلى ذلك فإن فول الصويا هو من بين أسباب الحساسية الغذائية الأكثر شيوعا، وهنا نظرة على التاريخ المثير للجدل للصويا، وما يقوله العلم مؤخرا حول هذا الموضوع.
الأربعينيات
تحتوي الصويا على مركب استروجين طبيعي يسمى الإيسوفلافون، والذي يبدو أنه قد أثار عاصفة من الارتباك حول كيفية تأثير الصويا على الصحة العامة.
وبعد ظهور أدلة على أن الإيسوفلافون قد تكون له آثار ضارة بدأت أولى شرارات الخلاف حول الصويا.
وأشارت دراسة أجريت عام ١٩٤٦ في المجلة البيطرية الأسترالية إلى أن الأغنام التي تناولت البرسيم الغني بالإيسوفلافون غرب أستراليا شهدت مشاكل في الخصوبة والتكاثر، ومع ذلك وجد هذا فقط في الأغنام وليس في البشر.
الخمسينيات
حوالي ٨٠% من فول الصويا المنتجة حاليا في الولايات المتحدة يستخدم كعلف للحيوانات، وهي صناعة تبلغ قيمتها مليار دولار، وتغطي القارات وتغذي ملايين الماشية في جميع أنحاء العالم، وفقا لصندوق العالم العالمي للطبيعة، ولكنها لم تكن دائما بهذه الطريقة.
ففي الخمسينيات كانت صناعة الصويا مجرد بداية لاستكشاف كيف يمكن أن تستخدم الصويا في علف الحيوان، وكيف يمكن للإيسوفلافون أن تؤثر على الحيوانات، وبحلول عام ١٩٥٩ وصفت وجبة زيت فول الصويا بأنها "مصدر ممتاز لتعزيز النمو" لدى حيوانات المزارع.
الستينيات
أكثر من ملياري شخص يستهلكون فول الصويا كل يوم حاليا، ومع تاريخه الطويل في آسيا ظهر فول الصويا بالتدريج كمصدر غذائي للبشر في الولايات المتحدة في الستينيات.
السبعينيات
بحلول أوائل السبعينيات سلطت المزيد من الدراسات الضوء على استخدام بروتين الصويا في الأطعمة المخبوزة والخصائص الوظيفية لبروتينات الصويا، وبعد ذلك تناقضت الدراسات حول الفوائد الصحية المحتملة من الصويا مما خلق حالة من الارتباك.
الثمانينيات
أشارت دراستان حيويتان -واحدة على القرود نشرت في عام ١٩٨٦، وأخرى على الفئران نشرت في عام ١٩٨٧- إلى أن الوجبات الغذائية المكونة من الصويا تسببت في زيادة سرطان البنكرياس.
وردا على تلك الدراستين وغيرهما نظمت شعبة "مرض السرطان في المعهد الوطني للسرطان" ورشة عمل لمناقشة حالة البحوث المتعلقة بفول الصويا فيما يتعلق بمخاطر السرطان.
بعد ورشة العمل نشر المشاركون تقريرا في مجلة أبحاث السرطان في عام ١٩٨٩، وأكدوا أنه لا يوجد دليل على أن الأطعمة المشتقة من فول الصويا لها آثار ضارة على البنكرياس البشري، بل إنه لوحظ أن الأشخاص الذين تناولوا طعاما به كميات كبيرة من فول الصويا انخفضت لديهم معدلات الإصابة بسرطان البنكرياس.
التسعينيات
أكدت دراسة كبري عام ١٩٩١ نشرت في مجلة الجمعية الأمريكية للتغذية أن فول الصويا يحتوي على فوائد محتملة مضادة للسرطان، ولكن تغيرت الأمور في عام ١٩٩٦ عندما أشارت دراسة تجريبية نشرت في مجلة علم الأوبئة للسرطان والعلامات الحيوية والوقاية إلى أن استهلاك بروتين الصويا قد يحفز فعلا نمو خلايا سرطان الثدي.
ولكن المزيد من الدراسات أشارت إلى أن النساء في المناطق التي يستهلك فيها فول الصويا في المقام الأول، مثل اليابان والصين، يملن إلى انخفاض معدلات الإصابة بالسرطان عن النساء اللواتي يستهلكن الوجبات الغذائية الغربية.
الألفية
أشارت دراسة أخرى نشرت في مجلة أبحاث السرطان في عام ٢٠٠١ إلى أن الإيسوفلافون في الصويا يحفز نمو خلايا سرطان الثدي البشرية التي تعتمد على هرمون الاستروجين، ثم في عام ٢٠٠٧ نشرت في مجلة السرطان دراسة أكدت قلة الارتباط بين الصويا وسرطان الثدي، واقترحت تجنب زيادة الوزن والحد من استهلاك الكحول للتقليل من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
وهناك فوائد أخرى أيضا، بما في ذلك أن استبدال الوجبات السريعة في النظام الغذائي الخاص بك مع فول الصويا يمكن أن يساعد في تجنب زيادة الوزن، وفقا للأبحاث التي نشرت في عام ٢٠٠٤ و٢٠٠٩.
وفي ذلك الوقت تقريبا، اكتسب بروتين الصويا والإيسوفلافون أيضا اهتماما لوجود دور محتمل لهما في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية.
وفي منتصف الألفينيات قدمت البحوث المزيد من المعلومات توضح أن تناول فول الصويا قد يؤثر على وظيفة الغدة الدرقية، وأشارت الأدلة عام ٢٠١٠ إلى أن الصويا يمكن أن يساعد في تقليل بعض أعراض انقطاع الطمث مثل الهبات الساخنة.
بعد ٢٠١٠
أثبتت المزيد من الأبحاث فوائد النظام الغذائي القائم على النباتات، وتناول ٢٥ جراما من نباتات غنية بالصويا له فوائد صحية، ومن ثم انتشرت صناعة الطعام المزود بفول الصويا مثل حليب الصويا والتوفوو الأرز البني، وازداد الإقبال على المكسرات والخضروات الورقية.
وأوضحت الأبحاث أن الفائدة الصحية التي ستحصل عليها من أغذية الصويا قد يعتمد على كيفية إعداد فول الصويا.
٢٠١٧
أكدت دراسة نشرت في مجلة السرطان وبشكل قاطع أنه لا يمكن أن تشكل الصويا خطرا على النساء، واحتمال إصابتهن بسرطان الثدي، بل إنه على العكس من ذلك فإنه قد يرتبط في الواقع بانخفاض خطر الوفاة لمدة ٩ سنوات لدى بعض النساء.
وأشار الباحثون إلى عوامل أخرى قد تؤثر على معدلات الوفيات مثل الوضع الاجتماعي والاقتصادي، وممارسة الرياضة، والوزن والعادات مثل التدخين أو شرب الكحول.