من الأرض للفضاء.. مخاطر الصراع الروسي الأمريكي "تتفاقم"
الحرب بين المعسكرين الشرقي والغربي التي بدأت قبل نحو قرن لم تترك شيئا لم تشمله، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وتكنولوجيا، فيما طالت أحدث الصراعات عالم الفضاء.
فوسط تصاعد الأزمة الأوكرانية، هددت موسكو باستهدف الأقمار الصناعية الأمريكية، حيث قالت الخارجية الروسية إن هذه الأقمار قد تكون أهدافا مشروعة لضربها إن استخدمت في المعارك التي تدور رحاها في أوكرانيا.
أمريكا ترد
وجاء الرد سريعا من الإدارة الأمريكية التي أكدت أنها "سترد بطريقة مناسبة" على أي هجوم روسي ضد الأقمار الصناعية، جاء ذلك على لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي.
وقال كيربي إن أي هجوم على البنية التحتية الأمريكية سيواجه برد مناسب وبطريقة مناسبة، لافتا إلى أن واشنطن ستحمّل روسيا مسؤولية أي هجوم من هذا القبيل في حال حدوثه.
وأوضح أن المعلومات المتاحة بشكل عام تظهر أن الروس يسعون للحصول على تقنيات مضادة للأقمار الصناعية.
حرب تتصاعد
وهي ليست المرة الأولى التي يدور فيها الحديث عن هذا الأمر، حيث صدرت تحذيرات عدة حول إمكانية انتقال الصراع إلى الفضاء، آخرها كان مطلع الشهر الجاري على لسان بن والاس وزير الدفاع البريطاني، الذي حذر من أن روسيا تستعد لشن حرب فضائية ضد الغرب.
وحذر بن والاس آنذاك من القدرات التي تمتلكها روسيا في هذا المجال والتي قد تلجأ إليها بعيدا عن عمليات القتال الجارية في الميدان بأوكرانيا.
وكان الفضاء أحد آخر مجالات التعاون المتبقية بين روسيا والغرب، حيث حملت موسكو منذ عقود رواد فضاء أمريكيين من وإلى محطة الفضاء الدولية على متن صواريخها من طراز "سويوز"، لكنها توقفت عن القيام بذلك في عام 2020.
ووفق محللين فإن الحرب الحديثة تعتمد على الوسائط التكنولوجية، حيث يساعد الغرب أوكرانيا استخباراتيا وبمعلومات حساسة مكنتها من مجابهة الجيش الروسي، رغم فارق الإمكانيات وكان بينها خدمة الإنترنت ستارلينك.
واعتبروا أنه رغم كونها أعمالا مدنية إلا أنها في صميم الحرب وأحيانا ترجح كفة على أخرى، ورغم إمكانيات روسيا الهائلة في المجال إلا أن موسكو الآن لا تحارب أوكرانيا وحدها وإنما دول حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة ميدانيا وتكنولوجيا.
محطة الفضاء الدولية
وفي يوليو/تموز الماضي، أعلنت روسيا أنها ستنسحب من مشروع محطة الفضاء الدولية بعد عام 2024، وفق تصريحات يوري بوريسوف الرئيس الجديد لوكالة الفضاء الروسية "روسكوسموس".
وقال بوريسوف إن موسكو ستتخلى عن المحطة الفضائية الدولية بعد 2024، على أن يتم إنشاء محطة مدارية وطنية روسية، مؤكدا أن بلاده سوف تفي، بطبيعة الحال، بجميع التزاماتها تجاه الشركاء.
وبحسب محللين فإن انسحاب روسيا سيقود لضرر بالغ وتغييرات في مجمل عمليات الملاحة الفضائية، وما تشمله من مجالات وأطر التعاون المشترك بين الولايات المتحدة وروسيا وكندا واليابان وغيرها من الدول المنضوية فيها.
واعتبروا أن القرار الروسي جاء على وقع العقوبات الغربية الكبيرة التي تتعرض لها، وشملت قطاع استكشاف الفضاء وتكنولوجياته وبعض تقنيات الأقمار الصناعية.