طموح الهيدروجين الأخضر يغذي إسبانيا.. 3.7 مليار دولار لغزو أوروبا بالوقود النظيف

تعتزم إسبانيا استثمار مليارات الدولارات للتحول إلى مركز لإنتاج الهيدروجين الأخضر، والاكتفاء الذاتي منه ثم تصديره للجيران في أوروبا.

والهيدروجين الأخضر صديق للبيئة، وهو عبارة عن إنتاج الهيدروجين من خلال التحليل الكهربائي باستخدام الطاقة المتجددة.

وعن الخطط الإسبانية قال أرتور جونزالو إيزبيري الرئيس التنفيذي لشركة "إينغاز" الإسبانية المشغلة لشبكة الغاز في مؤتمر بشأن الهيدروجين إنه تم التخطيط لاستثمارات بقيمة 3.5 مليار يورو (3.7 مليار دولار) وحوالي 1.2 مليار يورو لبناء خطوط أنابيب محلية وبناء منشأتين للتخزين.

• قمة الهيدروجين الأخضر في أبوظبي.. العالم يتحرك للطاقة النظيفة
  

وقال للمشاركين في المؤتمر في مدريد إن هذه المشاريع كلها ستطرح للمناقصة خلال الأشهر المقبلة.

وتقوم إسبانيا أيضا ببناء خط أنابيب "إتش 2 ميد" للغاز تحت البحر لتوريد الهيدروجين من برشلونة إلى مرسيليا بتكلفة حوالي 2.5 مليار يورو، في مشروع يتضمن البرتغال أيضا.

وقالت وزيرة الدولة الإسبانية للطاقة سارة أجسين "تمتلك إسبانيا شركات ومواهب وصناعة، ولديها كل ما تحتاجه لتصبح مرجعية للهيدروجين المتجدد في جميع أنحاء العالم".

الشمس والرياح مصدران للطاقة

وتستطيع إسبانيا تحقيق فوائد من الظروف المناخية والجغرافيا الجيدة لمصادر الطاقة المتجددة، حيث توفر الكثير من فترات سطوع الشمس والرياح، علاوة على ذلك فإن هناك مساحات شاسعة غير مطورة في البلاد، مما يسمح ببناء توربينات رياح ومحطات للطاقة الشمسية.

كما أكدت وزيرة التحول البيئي تيريزا ريبيرا أن إسبانيا "تتمتع بموقع جيد بشكل خاص"، حيث إنها موطن لـ20% من مشاريع الهيدروجين الصديق للبيئة المخطط لها في جميع أنحاء العالم، وتأتي في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة.

وفي الوقت نفسه، فإن حرب روسيا على أوكرانيا جعلت من الهيدروجين الأخضر مصدرا أكثر جاذبية للطاقة.

وتقدر "إينغاز" أن إسبانيا ستتمتع بإمكانية إنتاج تصل إلى ثلاثة ملايين طن من الهيدروجين المتجدد سنويا في عام 2030، منها 1.3 مليون طن سيتم استهلاكها محليا والباقي يتم تصديره إلى دول أوروبية أخرى عبر خط "إتش 2 ميد".

وسيشكل هذا حوالي 10% من إجمالي الطلب في أوروبا. وبحلول عام 2040 تريد إسبانيا إنتاج ما يصل إلى 4 ملايين طن من الهيدروجين المتجدد سنويا.

قصة الهيدروجين الأخضر

ينتج الهيدروجين الأخضر عند القيام بفصل المياه عن طريق التحليل الكهربائي، والذي يستلزم تمرير تيار كهربائي خلالها، وبذلك تنفصل المياه إلى هيدروجين وأكسجين، وبهذه الطريقة يمكن استخراج الهيدروجين من المياه، كما ينطلق الأكسجين في الهواء.

والذي يجعل تسميته الهيدروجين الأخضر هو عندما يجري توليد الكهرباء المستخدمة لفصل المياه يتم استخدام مصادر الطاقة المتجددة، وبالتالي يضمن الحد من تلوث البيئة.

الإمارات وألمانيا تبحثان تطوير التعاون في طاقة الهيدروجين

وقالت وكالة الطاقة الدولية إنه "في حين أن أقل من 0.1% من إنتاج الهيدروجين العالمي المخصص حاليا يأتي من التحليل الكهربائي للماء، ومع انخفاض تكاليف الكهرباء المتجددة، لا سيما من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، هناك اهتمام متزايد بالهيدروجين الناتج عن استخدام التحليل الكهربائي للمياه". وعلى الجانب الآخر فإن الطرق التقليدية لاستخراج الهيدروجين تتسبب في انبعاث ثاني أكسيد الكربون.

وعلى الصعيد العالمي، يجري إنتاج نحو 120 مليون طن من الهيدروجين سنويا، معظمه باستخدام الغاز والفحم الأحفوري اللذين يمثلان معا 95% من الإنتاج العالمي، وفق تقرير إمدادات الهيدروجين العالمي لعام 2021 الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة.

والهيدروجين هو العنصر الأكثر وفرة في الكون، ولكن على الأرض لا يبدو نقيا في الطبيعة، ويتطلب طاقة لفصله حيث يعتبر الأسلوب الأكثر شيوعا هو استخراج الهيدروجين من الماء.

ومثل أي غاز، يمكن ضغط الهيدروجين وتخزينه في خزانات، ثم استخدامه حسب الحاجة.