مصدر الإماراتية توقع اتفاقية مع 4 شركات هولندية لتطوير سلسلة توريد الهيدروجين الأخضر
أعلنت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" عن توقيع اتفاقية مع 4 شركات هولندية، لدعم احتياجات السوق الأوروبية من الهيدروجين الأخضر.
وأوضحت "مصدر"، في موقعها على الإنترنت، أنه تم توقيع الاتفاقية مع كل من "ميناء أمستردام" و"سكاي ان آر جي"، و"إيفوس أمستردام" و"زينيث إنرجي"، بهدف استكشاف سبل تطوير سلسلة توريد الهيدروجين الأخضر بين أبوظبي وأمستردام، لدعم احتياجات السوق الهولندية والأوروبية.
وتم توقيع الاتفاقية بحضور الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، الرئيس المعيّن لمؤتمر COP28، رئيس مجلس إدارة شركة "مصدر"؛ وفوبكه هوكسترا وزير الخارجية بمملكة هولندا.
وقام بالتوقيع كل من محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة "مصدر"؛ وغيرت يان نيوفينهويزن، العضو المنتدب لميناء أمستردام الدولي؛ ومارتن فان دايك، الرئيس التنفيذي للتطوير في "سكاي ان آر جي"؛ وبارت فان در مير، مدير التطوير التجاري في "ايفوس"؛ وايلين روهتاس، المدير العام للطاقات الجديدة في "زينيث انرجي".
وقال الدكتور سلطان الجابر: تماشياً مع توجيهات القيادة بتطوير قطاع الهيدروجين الأخضر، وامتداداً لعلاقات التعاون والشراكة القوية بين دولة الإمارات ومملكة هولندا، يأتي توقيع هذه الاتفاقية ليعكس التزام البلدين المشترك بالسعي لتطوير حلول فعالة لتأمين مصادر طاقة منخفضة أو عديمة الانبعاثات.
وأضاف: تتطلع دولة الإمارات إلى القيام بدور محوري في اقتصاد الهيدروجين الذي يشهد نمواً متسارعاً، وكلنا ثقة بأن تعاوننا مع ميناء أمستردام والشركات الأخرى الناشطة في مجال الهيدروجين الأخضر سيساهم في ترسيخ مكانة أبوظبي كمركز رئيسي لتطوير هذا المجال الحيوي.
من جانبه، قال فوبكه هوكسترا، وزير الخارجية بمملكة هولندا: تحرص هولندا على تعزيز علاقات الشراكة مع الدول الرئيسية المصدّرة للهيدروجين الأخضر في المستقبل مثل دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأوضح أن هولندا تتمتع بإمكانات جيدة تؤهلها لكي تصبح مركزاً لسوق الهيدروجين في منطقة شمال غرب أوروبا. ونرحب بالتعاون بين الشركات الهولندية والإماراتية في مجال الهيدروجين، ونتطلع إلى تعزيز هذا التعاون بين البلدين.
أهداف الاتفاقية
بموجب الاتفاقية، ستتعاون جميع الأطراف لتطوير سلسلة توريد للهيدروجين الأخضر، مع التركيز على الإنتاج في أبوظبي والتصدير إلى هولندا عبر ميناء أمستردام.
وسيتم تسليم الهيدروجين الأخضر المُصدَر إلى القطاعات الأوروبية الرئيسية والتي تشمل، وقود الطيران المستدام، وصناعة الحديد، وتوفير الوقود لسفن الشحن البحري، كما سيتم نقله إلى الشركات الأوروبية الجديدة والناشئة المشترية للطاقة عبر خطوط الأنابيب والشاحنات والبارجات.
وستعمل الأطراف في الاتفاقية على استكشاف عدد من الطرق لنقل الهيدروجين الأخضر، مع التركيز على حاملات الهيدروجين العضوي السائل والهيدروجين السائل.
وقال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة "مصدر": تؤمن مصدر بأهمية الهيدروجين الأخضر كمصدر طاقة واعد يخدم القطاعات عالية الانبعاثات، بما يدعم الجهود العالمية للحد من انبعاثات الكربون، وهو ما دفعنا إلى إطلاق إدارة خاصة للهيدروجين الأخضر الشهر الماضي.
وتابع قائلا: نحن سعداء بشراكتنا مع كل من ميناء أمستردام وسكاي اإن آر جي وايفوس أمستردام وزينيث انرجي، حيث سنعمل معاً على توظيف مختلف إمكاناتنا وخبراتنا في قطاعات الطاقة والخدمات اللوجستية، للاستفادة من الهيدروجين الأخضر في تحقيق أهدافنا الخاصة بإزالة الكربون وتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة.
وتلتزم شركة "ميناء أمستردام"، الشركة المشغلة لرابع أكبر ميناء في أوروبا، بتوسيع نطاق الاستفادة من إمكانات الهيدروجين الأخضر، كما أنها تتعاون بشكل وثيق مع الأطراف التجارية النشطة في مينائها على تطوير الهيدروجين الأخضر.
وتقوم "سكاي إن آر جي"، الشركة العالمية الرائدة في مجال وقود الطيران المستدام، بتطوير شبكة من مرافق إنتاج وقود الطيران المستدام التي تتطلب الهيدروجين الأخضر كمصدر للطاقة.
وتعد كل من "زينيث إنرجي" و"ايفوس أمستردام" شركتين مشغلتين لمجموعة من أبرز محطات المزج والتخزين في الميناء، حيث تقوم الأولى بتطوير سلسلة توريد الهيدروجين السائل، بينما تعمل الثانية على سلسلة توريد حامل الهيدروجين العضوي السائل.
وبهذه المناسبة، قال كوين أوفرتوم، الرئيس التنفيذي لـ"ميناء أمستردام": سعداء بهذا التعاون الجديد.
وتعتبر جهود كل من سكاي إن آر جي وزينيث انرجي وايفوس أمستردام هي المحرك الرئيسي وراء تطوير أعمال الهيدروجين الأخضر ضمن ميناء أمستردام، كما أنها تلعب دوراً رئيسياً في تحقيق هدفنا المتمثل في استيراد مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنوياً على أقل تقدير. ولا شك أن التعاون مع شركة رائدة مثل مصدر سوف يقربنا أكثر من تحقيق هدفنا، فضلاً عن المساهمة في بناء الربط المنشود بين أبوظبي وأمستردام.
إنتاج الهيدروجين الأخضر
يتم إنتاج الهيدروجين الأخضر بالكهرباء الخضراء المولدة من مصادر طاقة متجددة مثل طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية، في عملية تفصل جزيء الماء إلى أكسجين وهيدروجين عن طريق التحليل الكهربائي.
وبحسب الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، فإن الهيدروجين سيكون مكوناً أساسياً ضمن نظام الطاقة عديم الانبعاثات، كما سيلعب دوراً رئيسياً في إزالة الكربون من القطاعات التي يصعب تشغيلها بالكهرباء، مثل الصناعات الثقيلة وقطاع النقل.
ومن المتوقع أن تصل قيمة سوق الهيدروجين الأخضر العالمي إلى 72 مليار دولار بحلول عام 2030، بينما قدرت شركة (بي دبليو سي) أن الطلب على الهيدروجين قد يتراوح بين 150 إلى 500 مليون طن متري سنوياً بحلول عام 2050.
وكانت "مصدر" أعلنت في ديسمبر/كانون الأول الماضي عن هيكلة المساهمين الجديدة وإطلاق إدارتها الجديدة المخصصة للهيدروجين الأخضر، حيث تستهدف تعزيز قدرتها الإنتاجية لتصل إلى 100 غيغاواط من الطاقة المتجدّدة، وإنتاج مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنوياً بحلول العام 2030.
وتشارك "مصدر" حاليا في عدد من مشاريع الهيدروجين الأخضر. فقد وقعت اتفاقيات مع مؤسسات مصرية رائدة مدعومة من الدولة للتعاون في تطوير مصانع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في جمهورية مصر العربية، مستهدفة إنتاج ما يصل إلى 480 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنويا بحلول عام 2030، من خلال محللات كهربائية بقدرة 4 غيغاواط.