الانتخابات الإسبانية.. توقعات بتصدر رئيس الحكومة وصعود اليمين
الناخبون الإسبان توجهوا لصناديق الاقتراع لاختيار برلمان جديد وسط ترجيحات بفوز بيدرو سانشيز وتحقيق اليمين المتطرف والقومي نتائج جيدة
توجه الناخبون الإسبان، الأحد، إلى صناديق الاقتراع لاختيار مجلس نيابي جديد وسط ترجيحات بفوز رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز، واحتمال تمكن اليمين المتطرف والقومي من تسجيل نتائج جيدة، بعد أكثر من 40 عاماً على وفاة الجنرال فرانكو.
وتعطي استطلاعات الرأي سانشيز ترتيبا متقدّماً لكن من دون الحصول على الغالبية المطلقة، ما سيجبر كل الأحزاب على السعي لتشكيل تحالفات في برلمان مشرذم وسط أجواء من الاستقطاب منذ محاولة انفصال كتالونيا في 2017.
ويعدّ حزب "فوكس" (الصوت) القومي المتشدد مفاجأة هذه الانتخابات التشريعية الثالثة خلال 3 سنوات ونصف.
وكان هذا الحزب ثانويا قبل 6 أشهر فقط، لكنه أحدث زلزالا سياسيا بحصوله على حوالي 11% من الأصوات في انتخابات بمنطقة الأندلس (جنوب).
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن هذا الحزب يمكن أن يحصل على أكثر من 10% من الأصوات ليشغل بذلك نحو 30 مقعدا في مجلس النواب في بلد غاب عنه اليمين القومي منذ عهد الجنرال فرانسيسكو فرانكو الذي انتهى في 1975.
وتؤكد هذه الاستطلاعات، أن نتائج الحزب الشعبي والليبراليين في حزب المواطنة و"فوكس" لن تسمح للأحزاب اليمينية الثلاثة بتشكيل أغلبية مثل تلك التي سمحت بطرد الاشتراكيين من السلطة في معقلهم الأندلس في بداية العام الجاري.
وحذر سانشيز الذي تولى رئاسة الحكومة في يونيو/حزيران الماضي، على إثر مذكرة بحجب الثقة عن المحافظ ماريانو راخوي (الحزب الشعبي)، من موجة لليمين القومي.
وقال إن "هناك احتمالا واقعيا ومؤكدا" أن يكون أداء حزب "فوكس" أفضل مما تتوقعه استطلاعات الرأي.
وفي مدريد، يشير عامل البناء المتقاعد كارلوس غونزالس إلى أنّه صوّت للاشتراكيين، وهو "خيار معتدل" وفقاً له.
وقال إنّ "فوكس يعود إلى الوراء، إلى الماضي، هذا ليس المستقبل المتمثل بأوروبا موحّدة".
وفي إقليم كاتالونيا، تتمنى المتقاعدة تيريزا دياز (63 عاماً) التي صوّتت لصالح حزب المواطنين، أنّ "يفوز اليمين لتنظيم الأوضاع هنا قليلاً".
وبعدما كانت كتالونيا مسرحاً لأسوأ أزمة سياسية تشهدها إسبانيا في غضون أكثر من 40 عاماً، يبقى الإقليم مركز اللعبة السياسية.
وقام اليمين القومي والمتطرف بحملة شرسة ضدّ سانشيز الذي وُصف بأنّه "خائن" لوصوله إلى السلطة بفضل أصوات الانفصاليين الكتالونيين بالأخص.
وفي مشهد سياسي مشتت، يبدو أن إسبانيا ستشهد مشاورات مكثفة لتشكيل حكومة بعد الانتخابات.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب سانشيز لن يشغل أكثر من 120 إلى 130 مقعدا في البرلمان، بفارق كبير عن الأغلبية المطلقة المحددة بـ176 مقعدا.
لكن سانشيز يفضل تجنب الحاجة إليهم من جديد بعدما اضطروه للدعوة إلى انتخابات مبكرة بسبب رفضهم التصويت على ميزانيته.
من جانبه، أشار زعيم الحزب الشعبي بابلو كاسادو إلى أنّه جاهز لتشكيل حكومة مع حزب المواطنين و"فوكس" في حال نجحوا في الحصول على الأغلبية.