عاد تميم بخطاب مليء بالتناقضات (كمن سكت دهرا ونطق كفرا).. تماما كحال سياسة حكومته البائسة، التي ما تزال تدور في حلقة فارغة منذ بداية الأزمة، وتتلقى صفعات متتالية من المجتمع الدولي
يقال: "الكذب والكذب حتى يصدقك الآخرون، ثم الكذب أكثر حتى تصدق نفسك." ويقال أيضا: "كلما كبرت الكذبة وتكررت أكثر سهل تصديقها." وهذا ما تتبعه حكومة قطر بالتعامل مع الأزمة وما بدا جليا في خطاب تميم.
فبعد الغياب والصمت كل هذه المدة، عاد تميم بخطاب مليء بالتناقضات (كمن سكت دهرا ونطق كفرا).. تماما كحال سياسة حكومته البائسة، التي ما تزال تدور في حلقة فارغة منذ بداية الأزمة، وتتلقى صفعات متتالية من المجتمع الدولي بعد أن انكشف كافة أوراقها وخططها بالأدلة المادية والشواهد والإثباتات.. وكل هذا بهدف تضليل الشعب القطري المغلوب على أمره، ومحاولة كسب العاطفة الدولية، وذلك من خلال التلاعب بالمسميات وممارسة دور المظلوم.. ولولا مشاهدتي للخطاب لظننت أنه لأحد مرتزقته الإعلاميين، وهو ما قد يكون حقيقة بدليل سماعات التلقين التي كان يرتديها، ناهيك عن كونه خطابا مسجلا بدليل اختلاف الأماكن وتغير لوحاته وخلفياته .
استخدام مصطلح "حصار" بعد أكثر من شهرين من بداية المقاطعة، إما "تضليل" متعمد أو "جهل" سياسي مطلق، خاصة إذا جاءت على لسان من هو المفترض أنه يدير شؤون بلاده، وأمّا سيادتكم فأين كانت حين أجبرتم على الانضمام للتحالف كما تزعمون؟! أم أنكم تذكرتموها بعد أن كشفت أجندتكم الإرهابية، وتآمركم لإفشال هذا التحالف الذي انطلق لأهداف إنسانية وسياسية سامية بهدف إعادة الشرعية وإحقاق الحق الذي لا يروقكم؟
عاد تميم بخطاب مليء بالتناقضات (كمن سكت دهرا ونطق كفرا) تماما كحال سياسة حكومته البائسة، التي ما تزال تدور في حلقة فارغة منذ بداية الأزمة، وتتلقى صفعات متتالية من المجتمع الدولي
نحن لا تظلم ولا نحب أن نظلم، فحين نقول إن دولة قطر داعمة للإرهاب وراعية للإرهابيين، فهذه حقائق تدعمها شواهد وأدلة دامغة، وليست مجرد اتهامات وافتراءات كالتي تنشرها قناة الجزيرة والتي تبث سمومها منذ أكثر من عشرين عاما بهدف تضليل الشعوب والترويج للفوضى والإرهاب، فأين هي القيم والمبادئ والأصول والأعراف التي تدعو لها يا أمير؟!
يقول تميم في خطابه، إن الأيدولوجيات المتطرفة تصبح مصدرا للإرهاب فقط في بيئة سياسية اجتماعية تنتج اليأس والإحباط.. وكأنه يشير إلى دولته التي تفتقر إلى الاستقرار السياسي منذ نشأتها، دولته الهشة التي قامت بطرد أكثر من 1000 من أبنائها أصحاب الأرض والتاريخ، حتى أضحت بؤرة وملجأ لكل إرهابي ومرتزق ؛ ابتداء بالمجموعات الإرهابية والهاربين من دولهم، إلى مرتزقة الإعلام وحتى المغردين الذين لم يجدوا المساحة لنشر أفكارهم المضللة إلا في قطر، ثم هل هناك أكثر يأسا وإحباطا من أن يفقد الحاكم الثقة بأبناء وطنه بل وإجبارهم على تسليم مواقعهم للأتراك ذاتهم الذين قاتلهم آباؤهم وأجدادهم؟! ثم تدعو إلى الإعتماد على النفس وعدم الاتكالية، وأنت تستقوي بالأجنبي وتفتخر بذلك، بعد أن أبحت دولتك للتركي والفارسي.
يريد التفاوض والتحاور وحل الأزمة عن طريق تعهدات متبادلة والتزامات مشتركة، وكأنه ليس الوحيد الذي خان ونقض معاهدة الرياض، ثم تلاها بالتآمر على أبناء جلدته والتحالف مع أعداء الأمة.
خطاب عقيم يؤكد على هشاشة الحاكم وحكومته، مخرجاته استمرار حكومة قطر بالكذب رغم معرفة من يسمى أميرها بأنها رذيلة.. رحم الله من بين لنا صفاته المعروفة، الموروثة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة