الجبل الأسود تنضم لـ"العقاب" الدبلوماسي الغربي ضد روسيا
جمهورية الجبل الأسود قالت إن القرار اُتخذ تماشيا مع خطوات "الحلفاء والشركاء والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي"
دولة جديدة قررت الانضمام إلى قائمة الحرب الدبلوماسية التي يشنها الغرب ضد موسكو، جراء أزمة تسميم الجاسوس الروسي السابق، سيرجي سكريبال، في بريطانيا.
فقد قررت جمهورية الجبل الأسود، الأربعاء، طرد دبلوماسي روسي على خلفية واقعة تسميم سكريبال، وذلك بعد ساعات من اتخاذ لوكسمبورج خطوة استدعاء سفيرها بموسكو.
وقالت حكومة الجبل الأسود، أحدث عضو في حلف شمال الأطلسي والدولة الساعية للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، في بيان نقلته وكالة أنباء رويترز، إن القرار اُتخذ تماشيا مع خطوات اتخذها "الحلفاء والشركاء والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي" وتضامنا مع بريطانيا.
كما سحبت حكومة الجبل الأسود اعتمادها للقنصل الشرفي الروسي، فيما لم ترد تعليقات من دبلوماسيين روس في العاصمة بودجوريتشا بشأن تلك الخطوة.
وتوترت العلاقات بين روسيا وجمهورية الجبل الأسود، منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2016، بعد مزاعم عن مؤامرة دعمتها روسيا لقتل رئيس وزرائها والإطاحة بحكومتها ومنع الجمهورية اليوغوسلافية السابقة من الانضمام لحلف شمال الأطلسي.
ونفى الكرملين الاتهام الذي طال روسيا، واصفا إياه بـ"السخيف".
وفي الرابع من مارس/ آذار الجاري، عُثر على العميل الروسي المزدوج وابنته، مغمى عليهما على أريكة في مدينة سالزبوري جنوب شرقي بريطانيا.
واتهمت لندن موسكو بتسميم سكريبال وابنته، ما فجّر أزمة دبلوماسية بين الجانبين، لم تضع أوزارها حتى الساعة، في وقت اصطف فيه عدد كبير من البلدان الغربية خلف المملكة المتحدة، مؤيدين اتهاماتها ضد موسكو و"حقها في الدفاع عن سيادتها وحرمة أراضيها".
وتصدرت عدة بلدان أوروبية طليعة المؤيدين للموقف البريطاني، عبر طرد دبلوماسيين روس من على أراضيها، وهي: ألمانيا التي أعلنت طرد 4 دبلوماسيين، وفرنسا (4)، وبولونيا (4). تليها تشيك التي طردت 3، وليتوانيا (3)، وإيطاليا والدنمارك وهولندا (اثنان لكل منها).
أما إستونيا ولاتفيا وفنلندا، فقد أعلنت كل منها طرد دبلوماسي روسي، لتنسج على منوالها رومانيا والسويد وكرواتيا.
ففرنسا التي كانت من أوائل البلدان الأوروبية التي سارعت بإعلان دعمها للمملكة المتحدة، لم تتأخر في تفعيل دعمها عبر إعلان وزير خارجيتها، جان إيف لودريان، في بيان: "أبلغنا السلطات الروسية بقرارنا طرد 4 من الموظفين الروس الحاملين للصفة الدبلوماسية، وقد أمهلناهم أسبوعا لمغادرة أراضينا".
وعلاوة على ما تقدم، أعلنت أوكرانيا طرد 13 دبلوماسيا روسيا من على أراضيها، في قرار قال رئيس البلاد، بترو بوروشنكو، إنه يأتي "في إطار روح التضامن مع شركائنا البريطانيين وحلفائنا عبر الأطلسي، وبالتنسيق مع بلدان الاتحاد الأوروبي".
من جهتها، أعلنت واشنطن، الإثنين، طرد 60 "جاسوسا" روسيا، في إطار تدابير التضامن المتخذة بالتنسيق بين الدول الغربية.
وفي الوقت الذي أشادت فيه لندن بموجة التضامن الغربية معها، توعدت موسكو بالرد.
وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، حيا ما وصفه بـ"الرد الاستثنائي" لحلفاء بلاده ضد روسيا، معتبرا في تغريدة عبر «تويتر» أن "أكبر موجة طرد للعملاء الروس في التاريخ، من شأنها أن تحمي أمننا المشترك".
رد "جماعي" رأت فيه موسكو "استفزازا"، وفق الخارجية الروسية التي قالت في بيان: "نستنكر بشدة قرار العديد من بلدان الاتحاد الأوروبي ودول الناتو طرد دبلوماسيين روس".
واعتبر البيان أن "هذه الحركة الاستفزازية للتضامن المزعوم مع لندن (…) يشهد على استمرار خط مواجهة يرمي لتصعيد الوضع"، لافتا إلى أن البلدان التي اختارت طرد الدبلوماسيين "إنما سارت وراء لندن دون أن تكلف نفسها عناء الفهم (…)، وهذا ما حدث".
وجددت الوزارة استنكارها لـ "الاتهامات المجانية" ضد موسكو، مشيرة إلى أن "هذا القرار غير الودي لن يمر دون عواقب، وسنرد عليه بالضرورة".