انشقاقات ومواجهات ومماطلة.. تحديات تواجه "سلام" جنوب السودان
ما بين انشقاقات طالت المعارضة وبعض المواجهات المسلحة واتهامات بالمماطلة، يواجه اتفاق السلام في جنوب السودان العديد من التحديات.
وأكدت آلية "مراقبة وقف إطلاق النار بدولة جنوب السودان" على أن استمرار الانشقاقات في صفوف الأطراف الموقعة على اتفاق السلام وما يترتب عليها من أعمال عنف مسلحة يمثل واحدة من التحديات التي تعيق تنفيذ اتفاق السلام المنشط.
وقال الجنرال دفع الله حامد محمد، الرئيس المكلف للآلية، إنه وعلى الرغم من صمود اتفاق وقف إطلاق النار إلا أن التوترات بين الأطراف وأعمال العنف المتفرقة تبدو مثيرة للقلق.
وأضاف، في تصريحات للصحفيين بالعاصمة جوبا، الجمعة، أن "استمرار التوترات وانتهاكات وقف إطلاق النار في معسكرات التدريب بمنطقة "موروتو"، وموقع "ليناق" لتجميع القوات بإقليم الاستوائية يمثل مؤشرا خطيرا يهدد الاتفاق، ويعود السبب وراء ذلك للانشقاقات التي يقوم بها قادة عسكريون بارزون بالمعارضة المسلحة مع القوات الموالية لهم".
وآلية مراقبة وقف إطلاق النار هي واحدة من المؤسسات التي نصت عليها اتفاقية السلام، والمعنية بمراقبة اتفاق الترتيبات الأمنية، تم تكوينها من قبل وساطة الهيئة الحكومية للتنمية بشرق أفريقيا (الإيجاد)، لكتابة تقارير دورية عن سير تنفيذ الاتفاق ورصد الانتهاكات التي يقع فيها الأطراف.
وشدد دفع الله حامد على أن استمرار تلك الأوضاع سيمثل تهديدا واضحا لتنفيذ بنود اتفاق السلام المنشط، خاصة اتفاق الترتيبات الأمنية، مطالبا الأطراف بالالتزام بوقف إطلاق النار وحماية المدنيين.
ولفت الرئيس المكلف لآلية مراقبة وقف إطلاق النار بجنوب السودان إلى أن معسكرات ومراكز تدريب القوات المشتركة ما زالت تعاني من أوضاع بالغة السوء وتحتاج لتدخل عاجل.
وأضاف: للأسف الأوضاع داخل معسكرات التدريب لم تشهد أي تحسن حتى الآن، بل على العكس أصبحت تتدهور في كل يوم مما دفع بالعديد من المجندين لمغادرتها.
وتابع: "حتى الآن، لا يوجد كلام عن تخريجها وإعادة انتشارها، مطلوب من الحكومة الانتقالية مخاطبة تلك القضايا بصورة فورية وعاجلة".
وشهدت الأشهر الثلاثة الماضية وقوع مواجهات عسكرية متفرقة بين قوات المعارضة المسلحة الموالية لريك مشار والجيش الحكومي بعد انشقاق أحد جنرالات المعارضة وانضمامه للحكومة في إقليم الاستوائية.
والأسبوع الماضي، تعهدت وزيرة الدفاع أنجلينا تينج بتخريج القوات المشتركة الموجودة بالمعسكرات في القريب العاجل بعد أن تحصلت على تطمينات من الجهات العليا بتوفير الاحتياجات اللوجستية التي عرقلتها طوال الفترة الماضية.
وفي سبتمبر/ أيلول 2018 وقعت الأطراف المتحاربة بدولة جنوب السودان على اتفاق سلام بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، تم بموجبه تكوين حكومة انتقالية ممثلة لجميع الأطراف الموقعة في فبراير الماضي، دون إكمال بقية هياكل السلطة على مستوى الجهاز التنفيذي والتشريعي.
وبحسب اتفاق السلام، كان من المتوقع أن يتم تخريج 83 ألف جندي بمشاركة من جميع أطراف الاتفاق بمجرد تكوين الحكومة، ليكونوا النواة الرئيسية للجيش المستقبلي بالبلاد.
لكن مضى عام كامل منذ تشكيل الحكومة الانتقالية في فبراير 2020 وتلك القوات قابعة في معسكرات بائسة وفقيرة في انتظار اكتمال تدريبهم وتخريجهم.
aXA6IDE4LjIyMi4yMC4zMCA= جزيرة ام اند امز