تمثال يحاكي معاناة فتاة إيزيدية شمال العراق.. شاهد على وحشية "داعش"
كُشف النقاب في قضاء سنجار شمال العراق، السبت، عن تمثال يحكي عن فتاة إيزيدية أقدمت على الانتحار بعد تعرضها للاغتصاب من قبل عناصر تنظيم داعش الإرهابي إبان السيطرة على المدينة قبل 7 سنوات.
ويعد هذا التمثال شاهدا على الممارسات الإجرامية والدمار الذي ألحقه تنظيم "داعش" الإرهابي بالمدينة على مدار 3 سنوات، انتهت بتحريرها سنة 2017.
وجاء التمثال وسط قضاء سنجار في محافظة نينوى العراقية، معقل المكون الإيزيدي الأكبر في العراق، وسط حضور من قبل أبناء المدينة وذوي الفتاة الضحية جيلان برجس التي يحكي التمثال معاناتها.
واستمر العمل على إتمام المجسم النحتي للفتاة الإيزيدية، نحو شهرين بارتفاع يصل إلى 3 أمتار مع القاعدة الأرضية وهو مصنوع من مادة "الفايبر جلاس".
يقول نينوس ثابت، النحات الذي تكفل بإنشاء النصب، إنه "جاء تخليداً لمعاناة المكون الإيزيدي وما لاقوه من فجيعة كارثية كبيرة خلال استباحة تنظيم داعش الإرهابي لمدن العراق وخصوصاً قضاء سنجار".
ويضيف ثابت خلال حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "ذوي الضحية الشابة، أبدوا رغبتهم في تضمين النصب بعض الإشارات والحركات النحتية لإظهار جوانب متعددة في حياة جيلان".
ويلفت نينوس إلى أن "أهل وأقارب الضحية الشابة هم من تبرعوا بتكلفة صنع التمثال"، داعياً في الوقت ذاته الجهات المعنية لـ"تقديم الدعم لتعميم هذه التجارب بشكل أكبر وبنتاج أضخم".
كان تنظيم داعش الإرهابي استباح قضاء سنجار في صيف 2014، وقام بقتل أبناء المكون وسبي النساء وبيعهن خارج العراق.
وعد ما لحق بالمكون الإيزيدي في العراق وفق التقديرات الأممية، بـ"المجزرة الجماعية"، والجريمة النكراء التي لن ينساها التاريخ البشري.
وما يزال المئات من أبناء المكون الإيزيدي أثرهم مفقوداً حتى الآن رغم مضي أكثر من 7 سنوات على تلك الفجيعة الإنسانية.
وأقر البرلمان العراقي، في مارس/آذار الماضي، قانون الناجيات من مختلف الطوائف الإثنية والدينية، اللواتي استهدفهن تنظيم داعش المتطرف، عقب احتلاله مساحات شاسعة من العراق، صيف 2014.
ويعترف القانون الجديد رسميا بالإبادة الجماعية التي ارتكبت ضد الإيزديين، ويضع إطارا للتعويضات المالية وغيرها من التعويضات الملموسة، ويوفر سبل جبر الضرر.
وأعلنت وزارة الخارجية العراقية في وقت سابق، عن تخصيص الثالث من أغسطس/آب من كل عام يوما وطنيا عراقيا لتعريف العالم بجرائم "التنكيل والاختطاف والعنف الجنسي والسبي والتهجير" التي وقعت على الإيزيديين وباقي المكونات الأخرى.