قصة الهزيمة.. صفعات متتالية لقطر بفعل المقاطعة العربية
لم تكن صفعة اليوم من محكمة العدل الدولية لقطر هي الأولى، منذ أن شذت قطر عن المسار العربي الآمن وتتوالى الضربات الموجعة للدوحة
لم تكن صفعة اليوم من محكمة العدل الدولية لقطر هي الأولى، منذ أن شذت قطر عن المسار العربي الآمن وتتوالى الضربات الموجعة لممارسات الدوحة وإصرارها على دعم الإرهاب.
وقررت محكمة العدل الدولية، الثلاثاء، أن مجلس منظمة الطيران المدني الدولي "الإيكاو" هو المختص للنظر في المزاعم القطرية الخاصة بالطيران المدني ضد الدول الأربع.
وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر في يونيو/حزيران 2017 العلاقات الدبلوماسية وخطوط النقل مع قطر؛ بسبب دعم الدوحة للإرهاب.
العالم ينتصر للإرادة العربية
وعلى مدار 3 سنوات، انتصر العالم أجمع للإرادة العربية الرشيدة، وفي 17 يونيو/حزيران اعتبرت منظمة التجارة العالمية، أن إجراءات السعودية ضد قطر كانت ضرورية لحماية أمنها، مضيفة أن قطع الرياض علاقتها مع قطر كان بسبب تنصلها من الاتفاقيات، مشيرة إلى أن السعودية سعت من خلال قطع العلاقات إلى الحماية من الإرهاب الذي تثيره قطر.
وقدمت المملكة توضيحات ووثائق مهمة تتعلق بحماية مصالح المملكة الأمنية الأساسية من أخطار سياسات قطر، واعتبر فريق تحكيم المنظمة أن هذه التوضيحات ذات صلة بالقضية وكافية ودقيقة، وبالتالي قرر الفريق ألا يقبل وجهة نظر قطر بهذا الشأن، كما أسقط فريق تحكيم المنظمة 5 ادعاءات من أصل 6 تضمنتها الادعاءات القطرية.
ما فعلته منظمة التجارة العالمية يعد انتصارًا للمقاطعة العربية لقطر، سبقه العديد من المواقف من دول العالم المؤيدة للمقاطعة العربية، والرافضة لسياسة قطر الإرهابية.
وفي فبراير/ شباط الماضي، رفضت فرنسا سياسة قطر في دعمها للإرهاب، وكشف موقع المعارضة القطرية " قطريليكس" عن رفض السلطات الفرنسية إطلاق قناة "الجزيرة"، البوق الإعلامي لنظام الحمدين الداعم للإرهاب في مختلف بقاع العالم، وإصدار نسختها باللغة الفرنسية، وذلك رفضًا من السلطات الفرنسية للأجندة الإرهابية التي تنفذها القناة القطرية التي يمولها نظام تميم.
إسبانيا تحذر
أما في 19 يوليو/ تموز 2019، حذرت وسائل إعلام إسبانية وأرجنتينية من وجود العديد من المخاطر التي تواجه بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022 المقرر إقامتها في قطر، وقالت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية إن السبب يعود للظروف الجيوسياسية، وتمويلها للإرهاب وعدم احترام حقوق الإنسان ودرجات الحرارة المرتفعة أهم الأسباب التي تجعل قطر خطرا على المونديال.
وأوضحت صحيفة "انفوباى" الأرجنتينية أن الفعاليات الرياضية الدولية تمثل دائما تحديات أمنية وشرطية لكل دولة مُستضيفة، إلا أن قطر تعتبر من أكثر الدول فسادا بسبب حصولها على الفوز بتنظيم مونديال 2022 رغم عدم أحقيتها، فضلا عن أنها أولى الدول الداعمة والممولة للإرهاب، مما يؤكد المخاوف التي تساور النظام الحاكم هناك لعدم امتلاكه القدرات اللازمة لتأمين هذا الحدث الكروي.
ترامب يرفض مقابلة تميم
وفي إبريل 2019، تلقى النظام القطري صفعة جديدة خارجية تلقاها، بعد أن رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقابلة تميم، وأكد تقرير قناة معارضة قطرية، أن الرفض الأمريكي أثار غضب أمير الإرهاب، الذي قدم كل وسائل الانبطاح الممكنة، والإغراءات غير المسبوقة من أجل أن ينال رضا البيت الأبيض.
وسبق وأن حذر ترامب قطر من الإرهاب في 2017، حيث قال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس في واشنطن، إنه يطلب من قطر والدول الأخرى في المنطقة بذل المزيد من الجهود لمكافحة الإرهاب.
معتبرا أن "دولة قطر للأسف قامت تاريخيا بتمويل الإرهاب على أعلى المستويات"مضيفًا: "لا يمكن لأي بلد متحضر أن يقبل بهذا العنف أو يسمح لهذا الفكر الخبيث أن ينتشر على شواطئه".
وفي 29 من نوفمبر 2018، علقت البرلمانية الإيطالية السابقة سعاد السباعى، على حادثة إلقاء الأمن الإيطالي في سردينيا القبض على شخص يشتبه بأنه كان على وشك تنفيذ هجمات في إيطاليا، حيث أرجعت هذه الحادثة إلى التوغل القطري في البلاد من خلال شراء الدوحة لأغلب المشروعات السياحية والاستثمارية.
وأوضحت النائبة، في مقال بصحيفة المغربية التي تصدر في إيطاليا، أن المزيد من التوغل القطري يعنى المزيد من الإرهاب، لافتة إلى أن قطر تريد تنفيذ حوادث إرهابية في جميع أنحاء إيطاليا.
روسيا ترفض
وفي 24 يوليو 2017، رفضت موسكو، على لسان نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الدوما، إلكسي تشيبا، اقتراحاً قطرياً باستضافة الدوحة محادثات سلام حول سوريا.
وبحسب المسئول الروسي من الصعب تحويل الدوحة إلى منصة جديدة للمحادثات، بسبب الوضع السياسي المتوتر في البلاد، والحديث حول دعمها للإرهاب.
ومن روسيا إلى إلى ألمانيا، طالب رينارد جريندل رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم، في 25 نوفمبر 2017، بضرورة سحب تنظيم كأس العالم 2022 من قطر، قائلاً في تصريحات سابقة إن "الاتهامات الموجهة لقطر بدعمهم الإرهاب قطعت الطريق أمام أحلامها لتنظيم المونديال، بلد ناشط في دعم الإرهاب مثل قطر من الصعب أن تنجح فى تنظيم المونديال، وأن يسمح له بتنظيم البطولة الكبرى".
وكذلك طالبت كلاوديا روث، نائب رئيس مجلس النواب الألماني، بإزاحة قطر من مونديال 2022 قائلة: "قطع العلاقات السياسية مع الدوحة من بلاد الجوار والبلاد العربية دليل واضح أن قطر ليس البلد المناسبة لتنظيم المونديال".
صفعة الـ"إيكاو"
وبعودة لصفعة اليوم كانت كل من الإمارات والمملكة العربية السعودية والبحرين ومصر، قد رفعوا ملف قضية المجال الجوي السيادي للدول العربية الأربع مع قطر والمنظورة داخل منظمة الطيران المدني الدولي "إيكاو" إلى محكمة العدل الدولية، بدعوى عدم اختصاص منظمة الطيران المدني بنظر ذلك النزاع.
وقال البيان الصادر عن الرباعي العربي، أن مجلس منظمة الطيران المدني الدولي "إيكاو"، كان قد نظر أثناء أعمال دورته الاعتيادية رقم 214، في طلبين قدمتهما دولة قطر إلى مجلس المنظمة تطلب فيهما تفعيل المادة (84) "تسوية النزاعات" من اتفاقية الطيران المدني الدولي (شيكاغو 1944) بشأن تسوية الخلاف حول تفسير وتطبيق اتفاقية شيكاغو وملاحقها مع كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، وخصوصاً بشأن إغلاق المجال الجوي السيادي للدول العربية الأربع أمام الطائرات المسجلة في دولة قطر، وكذلك منعها من الهبوط والإقلاع من مطارات الدول العربية الأربع.
إضافة إلى تفعيل البند الثاني من المادة الثانية بشأن تسوية الخلاف حول تفسير وتطبيق "اتفاق خدمات العبور الدولية" ضد كل من دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية.
وأوضح البيان، أن هذا الإجراء من الدول الأربع برفع ملف هذه القضية إلى محكمة العدل الدولية، جاء نظرًا لصدور قرار مجلس منظمة "إيكاو" بمنح قطر الفرصة للاستماع لمطالبها والذي لم يتضمن تأييد تلك المطالب أو مطالبة الدول الأربع بأية إجراءات.
وأضاف أن الدول الأربع قررت الاعتراض على هذا القرار لأنها ترى أن المنظمة قد مارست اختصاصها الفني بشكل كامل من خلال تعاون الدول الأربع مع المكتب الإقليمي للمنظمة في القاهرة في وضع خطوط طيران دولية بديلة للطائرات القطرية في الأجواء الدولية، مع مراعاة أعلى معايير الأمن والسلامة الجوية وفقًا لخطة الطوارىء التي تم مناقشتها في جلسة مجلس المنظمة بحضور الوزراء المعنيين في الدول الخمس الأطراف في هذا النزاع وذلك بجلسة مجلس المنظمة التي عقدت في 31 يوليو 2017 كما جاء في بيان المنظمة آنذاك.
وترى الدول الأربع أن جوهر القضية هو أن قطر تقوم بانتهاكات مستمرة وجسيمة لكافة الحقوق السيادية للدول الأربع بما في ذلك تدخلها في شؤونها الداخلية ودعم الإرهاب، مما يجعل هذا النزاع سياسيًا أمنيًا بالدرجة الأولى، وبالتالي فإن قبول مجلس المنظمة بدراسة المطالب القطرية غير قانوني لخروجه عن اختصاص المنظمة الفني.
انعكست المقاطعة العربية لقطر، على اقتصاد الدوحة التي تتلقي ضربات متتالية، وسط توقعات بإستمرار تراجع مؤشرات اقتصاد البلاد حال استمرت المقاطعة العربية.
اقتصاد الدوحة ينزف
وواصل الاقتصاد القطري دفع ثمن أخطاء تميم السياسية رغم تأكيد قطر المستمر على أن اقتصادها لم يتأثر بالمقاطعة من الدول الأربع .
وقدر مراقبون وخبراء، خسائر الاقتصاد القطري بعد 3 سنوات على قرار المقاطعة العربية بما يفوق التريليون دولار، وأكد المراقبون، أن هذه الخسائر تشمل الخسائر الفعلية، والمكاسب التي فاتت شركاتها، بالإضافة إلي قيام الدوحة بعقد صفقات أسلحة بمئات المليارات الدولارات تفوق احتياجاتها لتحاول فك عزلتها، أو لتمويل الجماعات الإرهابية التي تدعمها.
المصارف وحدها فقدت نحو 40 مليار دولار من الودائع الخاصة، وصعد إجمالي الدين العامّ إلى أكثر من نصف تريليون ريال قطري.
ومنذ بداية عام 2020، أي في أقل من 6 أشهر، لجأت الدوحة للاستدانة من بوابة الأذونات 18 مرة من أجل توفير نفقاتها الجارية بالعملة المحلية، حيث تشهد المالية العامة انخفاضًا حادًّا، مع تراجع الإيرادات المالية بشكل كبير.
ووصل إجمالي قيمة الأذونات المحلية الصادرة عن الحكومة من خلال البنك المركزي القطري، نحو 3.6 مليار ريال أي ما يعادل 995 مليون دولار أمريكي خلال العام الجاري 2020.
وأقرت الخطوط القطرية على لسان رئيسها التنفيذي أكبر الباكر بأنها تواجه وضعا صعبا مع استمرار تسجيلها لخسائر لم تتوقف منذ قرار المقاطعة العربية في الخامس من يونيو/حزيران 2017.
وتضاعفت خسائر الناقلة الجوية القطرية بنحو 8 مرات خلال العام المالي المنتهي في 31 مارس/آذار الماضي، لتبلغ 640 مليون دولار ارتفاعا من خسائر بلغت في 2019 حوالي 69.55 مليون دولار، وفق مجلة "فوربس".
ومثلت الخسائر التراكمية للشركة بنهاية السنة المالية أيضا نحو 9.1% من رأسمالها مقابل 4.5% بنهاية السنة المالية المنتهية في مارس/آذار2018