الروائي السوري نبيل سليمان يدعو لمواجهة "المثقف الطاغية"
"طغيانيادا.. حفريات في التاريخ الثقافي للاستبداد" كتاب جديد للروائي السوري نبيل سليمان يحذر فيه من نموذج الناشط الثقافي
يرى الكاتب السوري نبيل سليمان أن الرواية العربية لم تنجح في تحليل نموذج الطاغية على النحو الذي يساهم في مواجهته، مؤكدا أن الثقافة رغم ذلك لا تزال أبرز أدوات مواجهة الطغيان لأنها روح الحضارة، ومتهما الكيانات المؤسسية التي تجمع المبدعين العرب بأنها ساهمت في إقرار ثقافة الطغيان دون العمل على مواجهتها.
ويدعو الروائي المعروف في كتابه "طغيانيادا.. حفريات في التاريخ الثقافي للاستبداد" إلى إلغاء تلك الكيانات التي لا تفرّق بين المبدعين وتضعهم جميعا في قائمة واحدة، دون النظر إلى الفروق في المستوى الإبداعي أو الموقف السياسي.
وصدر الكتاب في 256 صفحة من القطع الكبير عن دار لوسيل، ويطرح فيه الكاتب تصوراته عن الارتباط بين الثقافي والسياسي، انطلاقا من نصوص فكرية وروائية عالجت موضوع الاستبداد، مؤكدا أن مواجهة الطغيان تستلزم دائما نقد تاريخنا معه.
ويقرأ سليمان روايات لواسيني الأعرج وحيدر حيدر وغازي القصيبي وهاني الراهب ونجم والي، مشتغلا على ما يتواتر في الرواية من سيرة الديكتاتور العربي عبر السنوات الأخيرة، إلى جانب تناول خطاب حقوق الإنسان في الرواية عبر نصوص لبشير مفتي وبهاء طاهر ومحمد برادة، حيث أصبح الناشط الحقوقي موضوعا للسيرة الروائية، مثلها في ذلك مثل لوحات تشكيلية يستعرضها لفنانين مثل حلمي التوني ويوسف عبدلكي ومحمد حجي.
ونبيل سليمان روائي وناقد سوري له أكثر من 20 عملا إبداعيا، أبرزها: ينداح الطوفان، مدارات الشرق، مجاز العشق وحجر السرائر.
تخرج في قسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة دمشق عام 1967، وعمل في التدريس بين 1963 و1979. ثم أسس "دار الحوار" وتفرغ للكتابة منذ عام 1989.
ويحذر سليمان في الكتاب من نموذج للمثقفين يرى أنهم "بطانة الطغيان الثقافي" في إشارة إلى المثقف الذي يقبل بالتواطؤ مع السلطة وطغيانها، ويحلل نماذج "المثقف السمسار"، وفي الوقت نفسه يربط بين ثقافتي الطغيان العربي والطغيان العولمي.
ويرصد الكتاب ما يسميه المؤلف "فضائيات الطغيان" التي تحولت إلى منابر للتحريض، وباتت أقرب إلى "سرطنة فضائية"، حيث فاق عدد الفضائيات السياسية عربيا أكثر من 300 محطة فضائية مارست دورا سلبيا في تخدير الجماهير بدلا من الارتقاء بوعيهم.
ووفقا للكتاب، شهدت السنوات الأخيرة انغلاقا غنائيا على لهجات محلية غيبت التأثير القومي، الذي كان للأغنيات العربية في الماضي.
ويقدم الكتاب تحليلا لبعض الأغنيات التي رافقت الانتفاضات الجماهيرية بعد 2011 وسميت "الأغنيات المعارضة"، التي تطورت في الحالة السورية إلى أداة للشحن الطائفي والانقسام والاستقطاب الجماهيري.
ويفكك الكتاب خطاب التسامح في عالمنا العربي، مؤكدا أن غياب التسامح هو تعبير عن موقف مغلق يعادي التعددية، كما يقوم المؤلف بالتعرض لخطاب الاستبداد انطلاقا من اللغة التي تظهر تماسكه.
aXA6IDE4LjExOS4xMzcuMTc1IA==
جزيرة ام اند امز