قصة سهم.."أمازون" لا تزال تمتلك مقومات النمو رغم سعي أمريكا لعرقلتها
رغم أن "أمازون" عملاق التجارة الإلكترونية، تكبد خسائر 19.5% خلال الأشهر الستة الأخيرة، إلا أنه لا يزال يملك العديد من الحوافز.
رغم أن سهم أمازون، عملاق التجارة الإلكترونية، تكبد خسائر تقترب من 19.5% خلال الأشهر الستة الأخيرة ليسجل 1620.80 دولار مؤخرا، وذلك بالمقارنة بأعلى قمة سجلها السهم في 31 أغسطس/آب الماضي عند 2012.71 دولار، علما بأنه سجل أدنى مستوى في 21 ديسمبر الماضى/كانون الأول عند 1377.45 دولار، إلا أن السهم لا يزال يملك العديد من الحوافز، حيث ترجع قوة السهم إلى الميزة التنافسية للشركة من خلال ريادتها وحصولها على أكبر حصة من السوق، كما أنها تهيمن على التجارة الإلكترونية في عدة أسواق عن طريق سرعة التوصيل، بالإضافة إلى تواصل أفضل مع العملاء. تربح "أمازون" المزيد من العملاء يوميا وتحافظ على ولائهم لها بفضل تنوع خدماتها ومنتجاتها وقدرتها على تلبية احتياجاتهم بشكل متميز.
وبدأ السهم في رالي الصعود منذ إدراجه في سوق ناسداك في مايو/أيار 1997، إلى أن بلغ قمته عند مستوى 2012.71 دولار في أغسطس/آب الماضي، وسجل السهم ارتفعا بنسبة 26.4% خلال عام 2018 ليسجل مستوى 1478.02 دولار في آخر ديسمبر/كانون الأول، مقابل 1169.47 دولار في 2017.
وترجع أهم أسباب التراجع إلى استهداف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشركة التجارة الإلكترونية، حيث أعلن في مارس/آذار 2018 عن أنه ينوي تغيير المعاملة الضريبية مع "أمازون" لإضرارها بصناعة التجزئة والعديد من الشركات والوظائف في هذا القطاع –على حد قوله، ونتيجة لذلك خسر السهم حينها 5.6% إلى 1412.3 دولار، إلا أنه سريعا ما تجاوز هذه الأخبار ليعاود الصعود مرة أخرى، ليسجل أعلى مستوى له على الإطلاق في 31 أغسطس/آب، إلا أن إعلان هيئة البريد الأمريكية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي مقترحا لزيادة تكاليف الشحن على "أمازون" بنحو 12%، على أن تدخل هذه التغييرات حيز التنفيذ في 27 من يناير/كانون الثاني 2019، أسهم في معاودة السهم للهبوط ليسجل أدنى مستوى له في 21 ديسمبر/كانون الأول عند 1377.45 دولار للسهم فاقدا نحو 30% بالمقارنة بأعلى مستوى حققه السهم على الإطلاق.
وجاء الإجراء الذي قامت به هيئة البريد الأمريكية بعد انتقادات الرئيس الأمريكي لها بسبب منحها "أمازون" صفقة جيدة للغاية. وتعتبر خدمة الطرود هي الخطوة الأخيرة والأكثر تكلفة في عملية الشحن وتوصيل الطرود إلى منازل العملاء.
وكان قد أصدر "ترامب" أمراً تنفيذياً في أبريل/نيسان الماضي لإنشاء فريق عمل لدراسة حالة هيئة البريد الأمريكية، مدعياً أنها تسير على نهج مالي غير مستدام، وألقى اللوم عليها بأنها لا تجني أموالا مناسبة من "أمازون"، مما دفع الشركة للإعلان في فبراير/شباط الماضي عن أنها لن تمضي قُدماً في خطط لبناء مقر في مدينة نيويورك الأمريكية، خاصة بعد تزايد المعارضة من جانب سياسيين محليين.
تعتبر شركة أمازون الأمريكية من أكبر شركات العالم المتخصصة في بيع وتجارة الإلكترونيات على الإنترنت بالإضافة إلى العديد من المنتجات والخدمات الأخرى، وهي من الشركات المحدودة المسؤولية، كما أنها شركة متعددة الجنسيات، وتسمى بعملاق التجارة الإلكترونية في العالم.
أسس “جيف بيزوس” أمازون في 1994، لتصبح بعدها من الشركات الأكثر نموا على مستوى العالم، وتمتلك مئات المقرات في عدة دول.
طرحت أسهم أمازون للاكتتاب العام لأول مرة في 1997 حيث يتم تداول أسهمها على مؤشر ناسداك تحت اسم AMZN.
تتركز أرباح أسهم الشركة الأمريكية في أوقات معينة من العام، على رأسها عيد الميلاد Christmas ومواسم الشراء الإلكترونية، حيث تزيد الأرباح وترتفع معها الأسهم نتيجة للمبيعات الخيالية في مثل هذه الأوقات من كل عام.
وكذلك مواسم التخفيضات مثل"Black Friday" ذلك اليوم الذي يعتبر من أهم أيام العام التي ترتفع فيها أسهم شركة أمازون لأن ذلك هو يوم عالمي للتخفيضات، فيزيد الإقبال بشكل رهيب على الشراء بسبب التخفيضات والخصومات التي يقدمها موقع أمازون بالتعاون مع التجار.
واستطاعت شركة أمازون أن تحقق نموا بفضل عمليات استحواذ ناجحة مثل صفقة شرائها لـ"هول فودز" بقيمة 13.5 مليار دولار، والتي نتج عنها إيرادات بنحو 4.5 مليار دولار.
وأقدمت الشركة على أولى خطواتها الكبيرة في يونيو/حزيران الماضي عندما اشترت شركة تجارة المنتجات الصيدلية عبر الإنترنت "بيل باك"، في خطوة ستمنحها تراخيص صيدلانية في كل ولاية أمريكية تقريبًا بمجرد إتمام الصفقة، وأدى ذلك إلى تسريع وصولها إلى السوق المستهدف بشكل كبير، ومنحها فرصة لجني مليارات الدولارات من الإيرادات، كما يمكن ربط هذه الأعمال بسلسلة متاجر "هوول فودز" التي تملكها "أمازون"، حيث سيتم بيع الأدوية من خلالها.
كما أن أعمال "أمازون" للحوسبة السحابية "أمازون ويب سيرفسز" كانت محرك النمو الأكثر وضوحًا خلال السنوات الأخيرة. والآن مع توقعات بلوغ إيرادات "أمازون" خلال الاثني عشر شهرًا المقبلة 25 مليار دولار، لا تزال أعمال هذه الوحدة هي العمود الفقري لتوسع "أمازون".
وينمو نشاط الإعلانات والدعاية لدى "أمازون" بشكل سريع، حيث تجاوزت مبيعاتها الفصيلة ملياري دولار، لكن هذا الرقم لا يزال صغيرًا نسبيًا مقارنة بما تحققه كل من "جوجل" و"فيسبوك"، إذ حصلت الأولى على 28 مليار دولار والثانية على 13 مليار دولار خلال الربع الثاني، لكن "أمازون" لا تزال في بداية الطريق، ولم تستغل جميع الفرص الإعلانية المتاحة عبر جميع منصاتها، بما في ذلك الخدمات الصوتية، وحتى خدمة "برايم فيديو" لم تشملها الإعلانات إلى الآن.
ووفقًا لـ"فوربس" فقد تضررت الصورة الذهنية لدى كثيرين عن الشركة بعدما قررت وقف بيع بعض السلع التي لا تحقق لها ربحًا بسبب ثقل الوزن وكبر الحجم ورخص الثمن (السلع الثقيلة الكبيرة أقل من 15 دولارا)، وذلك رغم رفع الشركة للحد الأدنى للأجور لديها مؤخرًا مما أسهم في تحسين صورتها كثيرًا.
ولعل هذا هو ما دفع "أمازون" للدخول في مفاوضات لضم شركة "كوستكو" Costco، والتي تعد من أكبر الشركات التي توفر خدمات التخزين في المستودعات الضخمة التي تمتلكها عبر الولايات المتحدة بأكملها، لحل تلك المشكلة التي جعلت بعض المستهلكين ينصرفون عن الشركة بل يدعون لمقاطعتها.
وفي سبيل ذلك أيضًا أقامت أول مستودعات "جوية" في العالم تملكها شركة، حيث تعتمد على وصول الطائرات رأسا إلى المستودع بدلًا من تفريغها في الشاحنات.
ولا شك أن المزيد من التوسع لـ"أمازون" سيعني المزيد من العقبات المتعلقة بالخدمات اللوجيستية المتعلقة بالنقل والتخزين، وعلى الرغم من أنها تظل في صدارة الشركات الناجحة عالميًا إلا أن تلك التحديات التي ظهرت مؤخرًا أصبحت تثير علامات الاستفهام حول الشركة التي ما زالت شهيتها للتوسع في كل المجالات مفتوحة للغاية، ليبقى الأمر -حتى الآن- في إطار التحديات لا التهديدات.
ودعم الأداء في سهم "أمازون" نتائج الأعمال والتي حققتها الشركة في الربع الأخير من 2018، وأعلنت عن نمو جديد في صافي مبيعاتها وصل إلى 20% محققة بذلك دخلا بقيمة 72.4 مليار دولار بعد أن كانت صافي مبيعاتها ضمن الفترة نفسها من العام الذي سبقه 60.5 مليار دولار.
وقالت الشركة في بيانها إن الدخل التشغيلي في الربع الأخير، ارتفع إلى 3.8 مليار دولار مقارنة مع 2.1 مليار دولار من الربع الرابع من 2017. كما أن صافي الدخل ارتفع ليصل 3.0 مليار دولار في الربع الرابع من 2018 – أي 6.04 دولار لكل سهم مقارنة مع العام الأسبق الذي وصل فيه صافي الدخل إلى 1.9 مليار دولار و3.75 دولار لكل سهم.
وبالحديث عن الأرقام السنوية للشركة في 2018، فقد استطاعت الشركة تحقيق صافي مبيعات بقيمة 232.9 مليار دولار، وبزيادة 31% عن العام 2017، حيث حققت الشركة وقتها 177.9 مليار دولار. وكان الدخل التشغيلي خلال تلك الفترة بقيمة 12.4 مليار دولار مقارنة مع 4.1 مليار دولار فقط في 2017، كما وصل صافي الدخل إلى 10.1 مليار دولار خلال 2018 وبقيمة 20.14 دولار لكل سهم مقارنة مع صافي دخل 3 مليارات دولار في 2017 وقيمة 6.15 دولار لكل سهم.
aXA6IDUyLjE1LjM3Ljc0IA== جزيرة ام اند امز