تاريخ صناعة "المروحة".. خفافيش الأثرياء التي أسعدت الفقراء
دفع لهيب الصيف الإنسان منذ القدم للتفكير في اختراع يخفف عنه معاناة الحر.. فكانت المروحة هي إحدى هدايا البشر.
المروحة ليست اختراعا حديثا كما يظن البعض، بل تعود إلى ما قبل الميلاد وتطورت على مدار قرون عديدة حتى أصبحت على ما هي عليه الآن.
طرق التهوية القديمة
منذ آلاف السنين استخدم المصريون القدماء أوراق اللوتس الضخمة في التهوية، بينما لجأ الإغريق والرومان إلى ريش الطاووس للتهوية.
وفي القرن الثامن الميلادي اخترع اليابانيون مراوح قابلة للطي، مستوحاة من طريقة طي الخفافيش لأجنحتها، ثم ظهرت المروحة المحمولة الصينية في القرن الرابع عشر الميلادي، التي غزت أوروبا بعد ذلك، لتكن سمه للأغنياء لتتحول إلى بذرة اختراع المروحة التي أسعدت الفقراء في الصيف.
اختراع المروحة
في عام 1882، كشف المهندس الأمريكي سكايلر سكاتس ويلر، عن اختراع جديد وصفه بأنه الحل السحري لتخفيف درجة الحرارة المرتفعة خلال فصل الصيف، وهو عبارة عن مروحة كهربائية تعمل بشفرتين.
توصل ويلر إلى اختراعه حين كان عمره 22 عامًا، وحصل على وسام من معهد فرانكلين عام 1904.
تطور أشكال المراوح
تطور اختراع المروحة بعد هذا التاريخ كثيرا، ففي عام 1882 أيضا، ابتكر المهندس فيليب ديهيل أول مروحة كهربائية معلقة في السقف، وهي مروحة ذات 4 شفرات.
وتميز هذا النوع من المراوح بمنح كمية كبيرة من الهواء المنعش، لأنها تغطي أرجاء المكان، وعدم استحواذها على مكان بالمنزل، مع بعدها عن الأطفال حتى لا يتعرضون للمخاطر.
وتطورت تصميمات مروحة السقف حتى أصبحت جزءا من ديكور المنازل، خاصة بعد أن تم تزويدها بلمبات الإضاءة.
بعد ذلك ظهرت المروحة الاستاند التي توجد في الأسواق حتى الآن، وتتميز بسهولة التركيب والتنقل من مكان لآخر، وتغطية كافة أرجاء المكان بالهواء.
والآن كشفت شركات تكنولوجية مثل شاومي عن مروحة عمودية جديدة قابلة للطي، والتي يمكن استعمالها كجهاز لترطيب وتنقية الهواء في نفس الوقت.
المروحة الجديدة تعمل بشكل لاسلكي ويمكن وضعها بشكل عمودي أو أن يتم وضعها على الأرض.
كما يمكن فك حامل المروحة الجديدة، بحيث يمكن استعمالها كمروحة مستديرة على الأرضية، وعندئذ ستكون بحجم مدمج للغاية وسيبلغ ارتفاعها 14.1 سم، وهنا يمكن تشغيل الوظيفة الثانية واستعمال المروحة كجهاز ترطيب وتنقية هواء الغرفة؛ حيث تقوم المروحة برش بخار ماء في الهواء ويتم توزيعه على شفرات المروحة، التي تدور بسرعة تصل إلى 3000 لفة/الدقيقة.
فكرة عمل محرك المروحة
يعمل محرك المروحة الكهربائية على مبدأ الحث الكهرومغناطيسي، بحيث يتكون من جزأين رئيسيين هما الجزء الثابت والجزء المتحرك.
يسري تيار كهربائي في الجزء الثابت والذي يتكون من ملفات سلكية لينتج مجال مغناطيسي يؤثر بدوره على الجزء المتحرك المكون من مغناطيس كهربائي يمتلك مجالا مغناطيسيا معاكسا للجزء الموجود في الجزء الثابت.
هذه العملية تخلق قوة تنافر مغناطيسي تجبر الجزء المتحرك بالدوران وإنتاج عزم يتم نقله عبر عمود الدوران إلى المروحة، ومن ثم ينتج الهواء المنعش.
aXA6IDMuMTcuNzYuMTc0IA==
جزيرة ام اند امز