رفع التضخم.. هكذا يواجه "المركزي الأمريكي" أكبر ركود في 73 عاما
جيروم باول قال إن اقتصاد الولايات المتحدة يبقى "سليما" لكن البطالة قد تبقى مرتفعة لفترة طويلة.
وضع البنك المركزي الأمريكي استراتيجية جديدة، في مواجهة أكبر ركود في 73 عاما في الربع الثاني من 2020، وذلك لاستعادة التوظيف الكامل واستهداف معدل تضخم 2%.
وكشف مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي (البنك المركزي الأمريكي)، الخميس، عن استراتيجية جديدة لاستعادة التوظيف الكامل بالولايات المتحدة والعودة بالتضخم إلى مستويات أفضل لسلامة الاقتصاد في ظل أوضاع يَرى أنها تنطوي على "مخاطر متزايدة تهدد التوظيف والتضخم".
وبموجب النهج الجديد، الوارد في بيان لأهداف مجلس الاحتياطي طويلة الأمد واستراتيجية السياسة النقدية أقره جميع صناع سياساته السبعة عشر، يستهدف البنك المركزي الأمريكي تضخما يبلغ 2% في المتوسط، مع تعويض فترات التراجع عن 2% بمعدلات أعلى "لبعض الوقت"، وبما يكفل عدم نزول التوظيف عن سعته القصوى.
- الاقتصاد سينهض بسرعة
وأعلن رئيس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي جيروم باول الخميس، أن اقتصاد الولايات المتحدة يبقى "سليما" لكن البطالة قد تبقى مرتفعة لفترة طويلة ولاسيما في القطاعات الأكثر تضررا جراء الأزمة الاقتصادية الناتجة عن تفشي وباء كوفيد-19.
وقال باول "كان الاقتصاد متينا في فبراير/ شباط، وبالتالي هناك الكثير من القوة في الاقتصاد".. مضيفا أن "الانتعاش في مايو/ أيار ويونيو/ حزيران حصل في وقت مبكر وكان أقوى من التوقعات".
وأضاف أنه "لا يزال هناك اقتصاد سليم باستثناء القطاعات المتضررة مباشرة" جراء الأزمة الصحية، ذاكرا قطاعات المطاعم والسفر والفنادق.
وقال إن ملايين الأشخاص خسروا وظائفهم في هذه القطاعات وسيكون من الصعب عليهم إيجاد وظائف أخرى طالما لم تتم السيطرة على الوباء.
وتابع أن "هذا القسم من الاقتصاد سيجد صعوبة كبيرة في النهوض".. مشيرا إلى أن هذه القطاعات توظف أشخاصاً لديهم مؤهلات أقل من سواهم ويصعب عليهم بالتالي التوجه إلى قطاعات أخرى.
وقال "علينا أن نقف بجانب هؤلاء الأشخاص، علينا دعمهم ومساعدتهم على استئناف حياة مهنية".. متوقعا أن تستمر معاناتهم "عدة سنوات".
وختم أنه بعد "السيطرة" على الوباء، فإن "باقي الاقتصاد سينهض بسرعة".
وفي ظل أزمة عميقة يمر بها الاقتصاد الأمريكي وقبيل أشهر قليلة فحسب من تصويت الأمريكيين في انتخابات الرئاسة، ينطوي النهج الجديد لمجلس الاحتياطي على إقرار بالتغييرات الجذرية في الاقتصاد التي بدأت من قبل جائحة فيروس كورونا.
كما تتضمن الاستراتيجية الجديدة خارطة لسبل إدارة سياسة المجلس في ظل نمو ضعيف وتضخم منخفض وأسعار فائدة متدنية، وهي أوضاع من المتوقع استمرارها لفترة.
وفي وقت لا يجد فيه عشرات الملايين عملا بسبب تداعيات الجائحة ويتسارع فيه قطار حملة انتخابات الرئاسة المقررة في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، فإن تغيير مجلس الاحتياطي لطريقة تعاطيه مع السياسة النقدية قد يفضي إلى بقاء الفائدة منخفضة لفترة أطول مما كان متوقعا، وإن كان المجلس لم يصدر تعهدات صريحة في هذا الصدد.
طلبات البطالة فوق المليون
واستمر عدد الأمريكيين المتقدمين بطلبات جديدة للحصول على إعانة البطالة عند نحو مليون طلب في الأسبوع الماضي مما يشير إلى أن تعافي سوق العمل يتعثر مع استمرار جائحة كوفيد-19 وتوقف مساعدة مالية من الحكومة.
وقالت وزارة العمل الأمريكية، الخميس، إن إجمالي الطلبات الجديدة للحصول على إعانة البطالة المُعدل في ضوء العوامل الموسمية بلغ 1.006 مليون للأسبوع المنتهي في 22 أغسطس/آب الجاري مقارنة مع 1.104 مليون في الأسبوع السابق.
كان اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم توقعوا أن يبلغ عدد الطلبات مليون طلب في أحدث أسبوع.
وساهم إعادة فتح الأنشطة في مايو/أيار الماضي في دفع طلبات الإعانة للانخفاض من مستوى قياسي عند 6.867 مليون في مارس/آذار الماضي، حين جرى غلق المنشآت غير الضرورية في مسعى لإبطاء انتشار فيروس كورونا.
وانخفض عدد الطلبات دون المليون في وقت مبكر من الشهر الجاري للمرة الأولى منذ بدأت الجائحة في الولايات المتحدة.
أكبر انكماش
وأكد تقرير منفصل صادر عن وزارة التجارة، الخميس، أن الاقتصاد عانى من أكبر انكماش فيما لا يقل عن 73 عاما في الربع الثاني.
وهوى الناتج المحلي الإجمالي بوتيرة سنوية 31.7% في الربع الماضي بحسب ما قالت الحكومة في تقديرها الثاني.
ويمثل ذلك تعديلا من وتيرة قدرها 32.9% أعلنت الشهر الماضي.
وانزلق الاقتصاد إلى ركود في فبراير/ شباط الماضي.