اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين.. اعترافات الجلاد تنصر الضحية
تقرير صادر عن الشاباك يفيد بأن هجمات المستوطنين على الفلسطينيين منذ مطلع العام الجاري، فاقت ما أقدموا عليه في 2017
أقدم مستوطنون على إعطاب إطارات سيارات، وخطوا شعارات معادية للعرب، في قريتين بالضفة الغربية، تزامنا مع تقرير رسمي يفيد بارتفاع وتيرة هجمات هذه القطعان الإسرائيلية، على القرى الفلسطينية.
ففي قرية رامون بمحافظة رام الله، وسط الضفة الغربية، أعطب مستوطنون إطارات عدد من السيارات وخطوا شعارات من قبيل "سنقرر مصيرنا بأيدينا".
وفي شمال غرب مدينة القدس المحتلة، أعطبوا إطارات 20 سيارة وخطوا شعارات بينها "الموت للعرب" و"اليهود ينتقمون"، في قرية بيت اكسا.
ويُطلق المستوطنون على هذه الهجمات تعبير "تدفيع الثمن" في إشارة إلى جعل الفلسطينيين يدفعون ثمن ما لا ترضى عنه جماعات المستوطنين.
وتستهدف هجمات "تدفيع الثمن" الأماكن الدينية الإسلامية والمسيحية وممتلكات فلسطينية بما فيها السيارات والأشجار.
ولكن في بعض الأحيان تكون الهجمات دموية كما حصل مع عائلة الدوابشة في بلدة دوما، شمالي الضفة الغربية، حينما ألقى مستوطنون مواد حارقة على المنزل ما أدى إلى استشهاد صاحبه وزوجته وابنهما الرضيع، فيما أصيب بجروح خطيرة الابن الأخير للعائلة أحمد الذي ما زال يتلقى العلاج منذ وقوع الهجوم في 31 يوليو/تموز 2015.
وقال غسان دغلس، مسؤول ملف الاستيطان في شمالي الضفة الغربية، للعين الإخبارية إن "هجمات المستوطنين هذه لا تأتي من فراغ وإنما هي ضمن تخطيط مسبق يستهدف إجبار الفلسطينيين على ترك أراضيهم توطئة لبناء المستوطنات عليها".
وأضاف" ما يجري لا يختلف كثيرا عن ما نفذته جماعات الإرهاب اليهودية مثل "الهاجاناه" قُبيل نكبة عام 1948 حيث تم تنفيذ مجازر وهدم قرى لإجبار السكان الفلسطينيين على الرحيل بفارق أن هذه الجماعات اليوم تحظى بدعم حكومي ومن جيش الاحتلال الإسرائيلي".
ولفت دغلس إلى أن هجمات المستوطنين "لا تتوقف وهي تتركز في المنطقة الشمالية للضفة الغربية".
وأوضح أن "مركز هذه الجماعات الإرهابية هي المستوطنات الإسرائيلية في شمالي الضفة الغربية وتحديدا المقامة على الأراضي الفلسطينية في محافظة نابلس مثل يتسهار ".
دغلس أشار إلى أن هذه الهجمات تُنَفَذ بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي، قائلا: " في معظم الحالات شارك جنود الاحتلال المستوطنين في هجماتهم".
ويقول فلسطينيون ومؤسسات حقوقية إسرائيلية ودولية إن حكومة بنيامين نتنياهو تتساهل مع المستوطنين ولا تلاحقهم على هجماتهم ما يؤدي إلى ارتفاعها.
ففي الشهر الماضي أقدم مستوطنون على محاولة إحراق مسجد في قرية عقربا ، شمالي الضفة الغربية، وخط شعارات في حادثتين منفصلتين في اللبّن الشرقية والساوية، ولاحقا تم اقتلاع أشجار في قرية عريف.
ويأتي تصاعد الهجمات في وقت قال فيه جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) إن عدد هجمات المستوطنين على الفلسطينيين منذ مطلع العام الجاري فاق فعلا عدد الهجمات التي نفذوها طوال العام الماضي.
واستنادا إلى تقرير أصدره (الشاباك) فإن هجمات المستوطنين تركزت في منطقة شمالي الضفة الغربية وتحديدا محافظة نابلس.
ولفت التقرير إلى أن المستوطنين نفذوا 13 هجوما منذ مطلع العام الجاري، فيما وصل عدد هجماتهم عام 2017، إلى 8.
يُشار إلى أن الهجمات الواردة في تقرير الشاباك لا تشمل الاعتداءات اليومية للمستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم وخاصة الاستيلاء عليها.
ولم تعلن الشرطة الإسرائيلية عن اعتقال أي مستوطن على خلفية هذه الحوادث رغم وجود إثباتات بينها تسجيلات لكاميرات محلية في القرى التي تعرضت للاعتداء.