مشاركات طلابية وغلق مؤسسات الدولة.. استراتيجيات جديدة لمتظاهري لبنان
تلاميذ المدارس اللبنانية رفضوا محاولات الإدارات التعليمية لمنعهم من المشاركة في المظاهرات
دخل تلاميذ المدارس على خط المظاهرات اللبنانية في يومها الـ21، فيما انتقل النشطاء من استراتيجية قطع الطرقات إلى الاعتصام أمام المؤسسات الرسمية لغلقها.
ورفض تلاميذ المدارس اللبنانية، الأربعاء، محاولات الإدارات التعليمية منعهم من المشاركة في المظاهرات، وجسد وجودهم بزيهم المدرسي حالة من الزخم في قلب الحراك الشعبي.
ومثلت مدينة صيدا جنوب لبنان نقطة البداية لمشاركة التلاميذ، إثر تداول تسجيلات صوتية لمديرة مدرسة تهدد طلابها بالطرد وتحذرهم من الغياب عن المدرسة أو الانضمام إلى الاحتجاجات.
وأمام التفاعل الواسع مع هذه التهديدات، تدخل وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب، وأصدر بيانا أكد فيه ترك الحرية لمديري المؤسسات التربوية في تقدير الظروف المحيطة لجهة إمكان استئناف الدراسة أو الاستمرار في الإقفال دون أي إكراه أو إرغام.
وعبر وزير التربية اللبناني عن رفضه ممارسة أي تسلط أو إرغام من قبل المؤسسات التعليمية على طلابها إذا أرادوا المشاركة في التحركات الشعبية القائمة.
وتعهد بتكليف مصلحة التعليم الخاص في وزارة التربية بإجراء التحقيق اللازم في الحادثة، وحول الحالات المشابهة ليصير الجميع في طريق الإجراءات المناسبة.
ومنذ صباح اليوم الأربعاء، قام عدد كبير من طلاب المدارس في مناطق عدة بتنظيم تحركات، وفيما انضم تلاميذ بصيدا إلى ساحة الاعتصام المركزية (عند تقاطع إيليا)، اختار آخرون المشاركة في التحركات التي نظمت أمام المؤسسات الرسمية.
وفي موازاة لذلك، ومنذ ساعات الصباح، بدأ المتظاهرون اللبنانيون يتوزعون على المؤسسات العامة التي يصفها المحتجون بـ"بؤر الفساد" في عدد من المناطق، حيث أغلقوا مداخلها، مطالبين بتشكيل حكومة اختصاصيين ومحاربة الفساد في هذه المؤسسات.
وتوجه المتظاهرون إلى فروع المصرف المركزي في عدد من المناطق، محاولين تعطيل عمله.
وفي جونيه، وجد عدد من المتظاهرين في مركز "أوجيرو" و"ليبانبوست" وأغلقوا مداخلهما بمشاركة عدد من طلاب المدارس.
كما نُفّذت وقفة احتجاجية أمام قصر العدل في بيروت، وسط تدابير أمنية مشددة من قبل عناصر قوى الأمن الداخلي وانتشار لقوة من مكافحة الشغب حول المبنى.
وشهدت مدينة طرابلس تجمّعا لعدد من المحتجين أمام جامعة العزم ومصرف لبنان، وأمام شركة قاديشا في الميناء؛ حيث أخرجوا جميع الموظفين من المبنى.
وأغلق محتجون صباحا معمل الجية الحراري في جبل لبنان الجنوبي، واضعين ورقة كتب عليها "ممنوع الدخول".
كما قامت مجموعة من الشبّان صباحا بإغلاق البوابة الخارجية لمعمل "سبلين" الحراري في جبل لبنان أيضا، لمنع الموظفين من الدخول.
وكانت مجموعات المتظاهرين قد أطلقت دعوات لا مركزية لعدة تحركات في جميع المناطق لاستكمال الضغط على قوى السلطة عبر محاصرة مرافق ومؤسسات تغذي النظام، وذلك مع الحفاظ على تسهيل مرور الناس وتسيير أمورهم الحياتية والبقاء على جهوزيّة التصعيد في حال عدم الاستجابة إلى مطالب الحراك الشعبي.
وانطلاقا من هذا التوجه، ذكرت غرفة التحكم المروري اللبناني أن معظم الطرق في مختلف المناطق باتت سالكة مع بعض الاستثناءات في شمال البلاد.
وأقفلت المدارس الرسمية والخاصة وكذلك المصارف، وعدد من المؤسسات والمصالح الرسمية، حيث لم يتمكن الموظفون من بلوغ مواقع عملهم.
ومنذ 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشهد لبنان مظاهرات احتجاجية عقب قرار اتخذته الحكومة بفرض ضريبة على تطبيق "واتساب"، وهي متواصلة رغم إلغاء القرار.
وقادت الاحتجاجات إلى استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بعد رفض المتظاهرين خطة إنقاذ تم إعلانها من جانب الحكومة تشمل إجراءات إصلاح اقتصادي.