دراسة: جمال الصحراء الجزائرية ناقلة لطفيلي القطط المهدد للبشر (خاص)
أظهرت دراسة حديثة، أن جمال الصحراء الجزائرية تحمل معدلات مرتفعة من عدوى طفيلي "التوكسوبلازما الغوندية".
وتعد القطط المصدر الرئيسي للعدوى بهذا الطفيلي، حيث يخرج في برازها lملوثا التربة والمياه، وهو قادر على الانتقال بين الحيوانات والبشر، ويمكن أن ينتقل إلى الإنسان عبر تناول الحليب الخام أو اللحوم غير المطهية جيدًا، ولا يسبب هذا الطفيلي غالبا أعراضا للأشخاص الأصحاء، لكنه قد يشكل خطراً كبيراً على النساء الحوامل والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة، مما يجعل هناك حاجة إلى إجراءات وقائية صارمة.

شملت الدراسة التي تنشرها دورية "كومبارتف إيميونولوجي، مايكروبايولوجي أند إنفكشس دزيزز" في يناير/كانون الثاني المقبل، وحصلت "العين الإخبارية" على نسخة منها، 76 جملا بالغا تم أخذ عينات دم منها بين يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط 2025 في أربع ولايات صحراوية هي بسكرة، الأغواط، تندوف، ووادي سوف، وتم تحليل العينات باستخدام الاختبار المناعي المرتبط بالإنزيم "ELISA"، وهو اختبار تجاري للكشف عن الأجسام المضادة للطفيلي.
وأظهرت النتائج أن 61.8% من الجمال كانت إيجابية للعدوى، مع اختلاف واضح بين المناطق، حيث سجلت بسكرة أعلى معدل إصابة بنسبة (90%)، مما يشير إلى تعرض مكثف أو متكرر للطفيلي، وبلغت نسبة الإصابة في تندوف (69.7%)، والأغواط سجلت ( 57.1%)، بينما كانت أقل نسبة في وادي سوف (25%)، والتي اعتُبرت المرجع الإحصائي.
كما أظهرت قياسات الأجسام المضادة أن مستوياتها كانت مرتفعة بشكل ملحوظ في بسكرة وتندوف، ما يعكس تعرضا متكرا للطفيلي، وربما ضعف إجراءات النظافة أو كثافة القطط في البيئة المحلية، إضافة إلى اختلاف مصادر المياه وإدارة القطيع والظروف المناخية الدقيقة.
ويحذر الباحثون من أن هذه المعدلات العالية للعدوى قد تؤثر على إنتاجية الحيوانات وتشكل خطرا صحيا للإنسان، خصوصا مع استهلاك الحليب الخام أو اللحوم غير المطهوة جيدًا من الجمال.

وتعد هذه الدراسة الأولى من نوعها في الجزائر التي تقدم صورة شاملة عن دور الجمال في انتقال التوكسوبلازما، مؤكدين أهمية تنفيذ برامج مراقبة شاملة، والتحقق الجزيئي من العدوى، وتطبيق تدابير وقائية للحد من المخاطر الصحية في المناطق الصحراوية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTExIA==
جزيرة ام اند امز