من لندن إلى الخرطوم.. "للسودان سلام" ولراديو "بي بي سي" عربي الحياة
رسالة من أجل السلام، هكذا أوحى عنوان برنامج أعاد راديو "بي بي سي عربي" إلى الحياة مجددًا، بعد أن طوت هيئة الإذاعة البريطانية صفحاته الـ84، قبل قرابة ستة أشهر.
وكانت خدمة "بي بي سي" العالمية أعلنت في 30 سبتمبر/أيلول 2022، عن خطط لتسريع وتيرة تحولها صوب المحتوى الرقمي وزيادة التأثير الجماهيري حول العالم، تتضمن إغلاق إذاعة "بي بي سي" العربية بعد 84 عاما من انطلاقها، بالإضافة إلى البث الإذاعي بعدد من اللغات الأخرى منها الفارسية والصينية والبنغالية.
إلا أن القتال الدائر في العاصمة السودانية الخرطوم، منذ 15 أبريل/نيسان المنصرم، أعاد النبض مجددًا إلى جسد راديو بي بي سي عربي، الذي كانت هيئة الإذاعة البريطانية، أحالته إلى غرفة "الموت السريري"، بعد أن بلغ عامه الرابع والثمانين.
للسودان سلام
وبدءًا من اليوم الثلاثاء، تطلق "بي بي سي نيوز عربي"، بثا إذاعيا خاصا موجها إلى السودان، في برنامج يومي يحمل عنوان "للسودان سلام".
البرنامج الذي يبدأ بثه مساء الثلاثاء في الثالثة بتوقيت غرينتش مساء الثلاثاء على الموجة القصيرة 15310 KHZ، تبث الحلقة الثانية منه في السابعة بتوقيت غرينيتش من صباح اليوم التالي (الأربعاء) على الموجة القصيرة 21510 KHZ ، على أن تكون مدته نصف ساعة.
وتقول "بي بي سي"، إن البرنامج الذي سيذاع يوميًا، سيخصص لمناقشة القضايا المتعلقة بالأزمة الحالية التي يمر بها السودان، وانعكاسات ذلك على الأوضاع الإنسانية في البلاد.
ما أسباب غلق راديو بي بي سي؟
الخطوة التي أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، قبل قرابة 6 أشهر، عزتها الشبكة البريطانية، إلى أنها تأتي تعزيزا لاستراتيجية، بأن تكون منظمة عصرية ذات قيادة رقمية سهلة الاستخدام.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية، في بيان إغلاق الخدمة الذي بُث -آنذاك- إن هذه الخطوة تتماشى مع تغيرات طرأت على احتياجات الجمهور حول العالم، وسط تحول المزيد من الناس صوب المنصات الإخبارية الرقمية، إضافة إلى التحديات المالية الراهنة حول العالم.
سلسلة قرارات "مؤلمة" كانت ضمن مخطط أكبر يسعى لخفض ميزانية الهيئة الكلية بنحو 500 مليون جنيه استرليني، يقول المسؤولون عن الإذاعة إن المتسبب فيها حكومة بلدهم.
وتعتمد هيئة الإذاعة البريطانية في تمويلها على "رسوم الترخيص"، وهي قيمة تقارب 160 جنيهًا استرلينيا تدفعها كل أسرة عند شراء جهاز تلفزيون.
وفي بيان لها، قالت مديرة الخدمة العالمية في "بي بي سي" ليليان لاندور إن هناك "حجة مقنعة" لتوسيع الخدمات الرقمية، فقد زاد عدد المشاهدين أكثر من الضعف منذ عام 2018.
ورغم العلاقة المعقدة بين إذاعة البلد التي احتلت عدة أقطار في الشرق الأوسط منذ القرن التاسع عشر ودشنت بثها الموجه في أواخر ثلاثينيات القرن المنصرم، اعتمد المتابعون في العالم العربي على مصداقية الإذاعة البريطانية في كثير من القضايا.
إجلاء الرعايا
وكانت وزارة الخارجية البريطانية قالت في 29 أبريل/نيسان المنصرم، إنها أجلت 1888 شخصا من السودان في 21 رحلة جوية منذ بدء عملية الإجلاء.
وفي 30 أبريل/نيسان الماضي، قالت الحكومة البريطانية، إن لندن رتبت رحلة إجلاء إضافية من بورتسودان، غادرت في الأول من مايو/أيار الجاري، مضيفة أنها أجلت 2122 شخصا حتى الآن.
وقال وزير الخارجية جيمس كليفرلي في بيان "جهودنا للإنقاذ مستمرة من بورتسودان. نواصل بذل كل ما في وسعنا لتأمين وقف طويل الأمد لإطلاق النار وانتقال مستقر إلى الحكم المدني وإنهاء العنف في السودان".
وسارعت دول غربية إلى إجلاء مواطنيها من السودان بعد أن احتدم القتال في ثالث أكبر بلد أفريقي، بين الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني ونائبه محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع، مما أدى إلى مقتل المئات وتقطع السبل بالأجانب.