سودانيات في تشاد.. ألم المخاض ينزف في أكواخ اللجوء
أراضٍ جرداء وشمس حارقة وأكواخ متهالكة، وتقلصات حمل تعلو في سماء المكان.
آمنة مصطفى، إحدى السودانيات اللاتي فررن من نيران المعارك الجارية في بلدها إلى الجارة تشاد، قبل ثمانية أيام، توشك على الولادة.
تقلصات الحمل تصيب آمنة (٢٣ عاما) بالدوار، فيما تتورم قدماها بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وغير بعيد عنها زوجها الذي يجمع الأعواد والحبال لاستقبال المولود المنتظر في مأواه.
ومنذ اندلاع الصراع في الخامس عشر من الشهر الماضي، بين الجيش وقوات الدعم السريع، فرّ آلاف السودانيين من بلادهم إلى دول مجاورة، غير أن العديد من تلك البلدان وبينها تشاد لديها مشاكلها الخاصة لا سيما نقص الغذاء وارتفاع الأسعار، ناهيك عن الجفاف.
وبينما كانت تحتمي بظل شجرة بدت ملاذها الوحيد من لهيب الشمس (درجات الحرارة إلى 45 درجة مئوية)، قالت آمنة لوكالة رويترز "لا أعرف ماذا أفعل. سمعت أن هناك قابلات، لكن منذ أن لجأنا إلى هنا، أنجبت العديد من النساء بدون مساعدة طبية. والآن أنتظر دوري".
آمنة التي فرت من إقليم دارفور غربي السودان، ليست الوحيدة في هذا المخيم، بل هناك ثماني نساء أخريات وضعن بدون مساعدة في المخيم الكائن بقرية الكفرون.
يقول زوجها خميس هارون، وهو يقف بجوار كومة من العصي يجمعها لبناء كوخ للعائلة "أنجبت هنا عدة نساء، لكن ليس لديهن مأوى... وليس بإمكان أي شخص بناء حتى هذا المأوى البسيط (الكوخ)".
أزمة إنسانية
ويقدم برنامج الأغذية العالمي حصص إعاشة لهؤلاء اللاجئين، لكن المسؤولين يتحدثون عن ضرورة المزيد من التمويل.
وهو ما جاء على لسان بيير هونورات مدير برنامج الأغذية العالمي في تشاد "نقوم بتوصيل الغذاء... لكننا سنحتاج إلى المزيد... نحن بحاجة حقا إلى مساعدة ضخمة".
ووفق برنامج الأغذية العالمي فإن ما بين 1000 آلاف إلى 20 ألف سوداني عبروا الحدود إلى تشاد.