خبراء عن طرد السودان لـ"الإخوان": خطوة على الطريق الصحيح
خبراء وصفوا الاتجاه السوداني نحو تطهير أرضها من الوجود الإخواني، بأنها "خطوة في الاتجاه الصحيح".
وصف خبراء الاتجاه السوداني نحو تطهير أرضها من الوجود الإخواني، بأنها "خطوة في الاتجاه الصحيح".
وكان التنظيم الدولي للإخوان قد طلب من منتسبيه مغادرة السودان، معللاً ذلك بقيام الخرطوم بملاحقات أمنية واعتقالات لعناصر تابعة للتنظيم، وصلت إلى اعتقال 13 من اتباع الجماعة خلال الأسبوع الماضي، وفق ما أوردته صحيفة البوابة المصرية.
كما قام الخرطوم في ديسمبر الماضي بطرد العشرات من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الهاربين من مصر، والذين لجأوا إليها بعد الإطاحة بالرئيس المعزول، محمد مرسي، حيث اعتبر الخرطوم وجودهم غير مرغوب فيه.
من هم "الإخوان المطرودون" من السودان؟
ترامب وتصنيف تنظيم الإخوان جماعة إرهابية
اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، في تصريح لـ"العين" علل هذه الخطوة السودانية بالقول، إن النظام السوداني بات يدرك خطورة الإخوان المسلمين وبدأ ينسق مع النظام المصري ضدهم، ومن أبرز ملامح ذلك وجود تنسيق أمني بين القاهرة والخرطوم لتسليم المطلوبين في قضايا إرهاب إلى مصر، ومن ثم لم يعد لهم غير تركيا وقطر في العالم كله، خاصة بعد أن أصبحت الولايات المتحدة بصدد إعلان الإخوان كجماعة إرهابية.
وأضاف نور الدين، أن النظام السوداني بقيادة عمر البشير اتخذ خطوة هامة نحو الطريق الصحيح، لينضم بها إلى الجهود العالمية في مكافحة الإرهاب.
ويرى نور الدين، أن تنظيم الإخوان حكم على نفسه بالفشل نتيجة غباء قياداته الموجودة حالياً وقيامها بأعمال عنف في مصر والدول العربية، وهو يرتدي قناعاً مزيفاً ويظهر نفسه للغرب كتنظيم دعوى مُسالم، ونوه إلى أن الجماعة عملت على إظهار نفسها منذ نشأتها كقسمين أحدهما دموي وآخر دعوي متبرئ من أفعال الأول، لكن أُثبت من خلال محاضرهم السرية فيما بعد أن القسم الدموي لا يتصرف بمعزل عن نظيره الدعوى، وأن الأخير على علم تام بما يقوم به الأول.
وفسر أحمد بان، الباحث في الحركات الإسلامية، في حديثه عبر الهاتف لـ"العين" ذلك التوجه السوداني بإدراك الخرطوم أهمية الانضمام للجهود الدولية لمكافحة الحركات التي قد تصنف إرهابية مثل جماعة الإخوان المسلمين.
وتبنت إدارة أوباما في يناير الماضي قراراً تنفيذياً يفيد برفع العقوبات الاقتصادية والتجارية المفروضة على الخرطوم، على أن يتم تأجيله لمدة 180 يوماً، بهدف تشجيع حكومة السودان على الحفاظ على جهودها المبذولة بشأن حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب.
مدير مركز أمني لـ"العين": يد الإخوان لا تزال تعبث بأمن 4 دول عربية
أردوغان: لن أتسامح مع الإخوان إن قاموا بالإرهاب
وأشار "بان" إلى أن السودان بهذه الخطوة تدعم علاقتها مع مصر، والتي أخذت زخماً في عهد الرئيس السيسي، بدليل اللقاءات المتبادلة بين الرئيسين.
ومن جانبه سلط سامح عيد، القيادي الإخواني المنشق في تصريحه لـ"العين"، الضوء على أنه في ظل انقسام الإخوان في السودان إلى جناحين أحدهما تابع إلى محمود عزت (القائم بأعمال مرشد الجماعة محمد بديع) وآخر تابع إلى القيادي محمد كمال (عضو مكتب الإرشاد)، وفى حال خرج الإخوان من السودان فإن الجناح المرجح للخروج هو جناح محمد كمال، لأن جناح عزت معروف بعلاقته الطيبة بالبشير.
ورجح عيد أن خروج جناح كمال هو جزء من التوافق داخل الجماعة الأم ضد المنشقين منها (اتباع محمد كمال) وبإيعاز من محمود عزت.
يشار إلى أن جماعة الإخوان الموجودة في السودان أصبحت برأسين منذ ديسمبر الماضي، الأول بقيادة محمود عزت، يقابله التيار الثاني وهم مجموعة القيادي محمد كمال (أعلنت الداخلية المصرية مقتله في 10 إبريل/نيسان الماضي في تبادل إطلاق نار مع قوات الأمن).
واعتبر عيد أن طرد السودان لعدد من أعضاء الجماعة في ديسمبر الماضي نابع عن توافر معلومات لدى الحكومة المصرية بأن هناك عدداً من الإخوان يتدربون في السودان على حمل السلاح، وهو الأمر الذي يرفضه الخرطوم في إطار جهوده للتأكيد على أنه دولة تحارب الإرهاب والجماعات الإرهابية.