"فورين بوليسي" توصي برفع السودان من "قائمة الإرهاب"
رفض واشنطن رفع اسم السودان من قائمة الدول راعية الإرهاب يؤدي إلى تباطؤ عملية الانتقال الديمقراطي وربما فشلها
قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إنه رغم زيارة رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك لواشنطن الأسبوع الماضي، واتفاق البلدين على تبادل السفراء للمرة الأولى منذ 23 عاما، لا يزال أمام السودان والولايات المتحدة طريقا طويلا قبل تطبيع العلاقات.
وضعت الولايات المتحدة السودان ورئيسه السابق عمر البشير، الذي وجهت إليه المحكمة الجنائية الدولية اتهامات بارتكاب جرائم حرب، على قائمة الدول الراعية للإرهاب منذ عام 1997.
- الحكومة السودانية والحركة الشعبية وجها لوجه في جوبا
- حمدوك يطلب دعما سياسيا واقتصاديا من "أصدقاء السودان"
بيد أنه رغم سقوط نظام البشير لا يزال السودان على قائمة الدول الأمريكية الراعية لقائمة الإرهاب، وهو ما يحول دون عبور السودان إلى حقبة جديدة.
وأشارت المجلة إلى أن حمدوك اتخذ سلسلة من الخطوات المشجعة التي تشير إلى استعداد حكومته لتصبح عضوا أكثر مسؤولية في المجتمع الدولي، لافتة إلى تشجيعه للمنظمات التي حظرها النظام السابق على العودة إلى السودان، ودعم مشاركة الأمم المتحدة في المناطق التي تأثرت بالصراع.
وقالت إن حمدوك ضم إلى حكومته نساء ونشطاء في مجال حقوق الإنسان، ودعاة الإعلام والحرية الدينية في حكومته.
وألمحت إلى إعلان حمدوك عن لجنة لإصلاح القوانين، وأظهر التزاما جادا بمبدأ المساواة في المواطنة، بما في ذلك حرية الدين والمساواة بين الجنسين، في الوقت الذي تعمل فيه وزارة العدل على معالجة قضايا التمييز وعدم المساواة.
ولفتت إلى أن حمدوك وضع خطة لإعادة النازحين داخليا إلى منازلهم وقراهم، ووقع اتفاقية مع الأمم المتحدة لتمكين وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في جميع أنحاء البلاد.
وأشادت المجلة بجهود الحكومة السودانية وبدء محادثات مع الحركات المسلحة المحلية، وتعزيز وصول المساعدات الإنسانية إلى البلاد، وإظهار دعمها للمنظمات غير الحكومية ومنظمات حقوق الإنسان.
لكن رفع اسم السودان من قائمة الدولة الراعية للإرهاب لا يزال عملية صعبة للغاية، ويشكل خطرا ينذر بضياع المكاسب التي حققها السودان الأخيرة، حسب فورين بوليسي.
وشددت المجلة على أنه ينبغي على واشنطن أن تعلم أن الحكومة المدنية الجديدة في السودان ليس لديها مصلحة في رعاية الإرهاب، أو تبني أيديولوجية متطرفة تسعى إلى تبريره.
وأضافت فورين بوليسي أن حكومة السودان واصلت في عام 2018 متابعة عمليات مكافحة الإرهاب إلى جانب الشركاء الإقليميين، بما في ذلك عمليات مواجهة التهديدات التي تستهدف مصالح الولايات المتحدة والموظفين الأمريكيين في السودان.
وبينت أن التصنيف الأمريكي للسودان كدولة راعية للإرهاب يضع عبئا اقتصاديا وسياسيا هائلا على حكومة تعمل على قيادة السودان إلى الديمقراطية.
وأوصت بأن على واشنطن أن تعلم أن حذف السودان من قائمة الدول راعية الإرهاب صار ضرورة ملحة.
ونصحت بأنه بدلاً من عزل ومعاقبة الحكومة المدنية الجديدة، يجب على المجتمع الدولي أن يساعد في تفكيك شبكات العمليات المصرفية والإرهابية.
aXA6IDUyLjE1LjE3MC4xOTYg جزيرة ام اند امز