روسيا وحرب السودان.. هل تحرك مياه البحر الأحمر «صخرة» الحل؟
![وزيرا خارجية روسيا والسودان](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/12/204-174800-sudan-russia-war-solution_700x400.jpg)
وساطات متعددة دخلت على خط الأزمة في السودان، دون إحداث اختراق يُذكر، فهل تمتلك روسيا مفتاح الحل، وإن كان في أعماق البحر الأحمر؟
واليوم الأربعاء، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عن استعداد بلاده للتعاون مع اللاعبين الخارجيين الآخرين، في مجال المساعدة بتطبيع الوضع في السودان.
ومن جانبه، أكد وزير الخارجية السوداني علي يوسف شريف، أن الخرطوم وموسكو اتفقتا "على كل شيء" فيما يتعلق بإنشاء قاعدة بحرية روسية على سواحل البحر الأحمر.
تصريحات لافروف وشريف جاءت خلال لقاء جمعهما بموسكو، وذلك في إطار زيارة عمل يجريها وزير الخارجية السوداني إلى روسيا تستغرق 3 أيام بدأت الإثنين، وفق وكالة "سبوتنيك" الروسية.
وقال الوزير الروسي"بالطبع نحن كأصدقاء جيدين نشعر بالقلق إزاء الأحداث الدرامية التي تجري حاليا في السودان.. نريد العمل مع اللاعبين الخارجيين الآخرين للمساعدة في تطبيع الوضع".
بدوره، أشار شريف إلى أن بلاده "تقدر وقوف روسيا الاتحادية إلى جانب الشعب السوداني" في ظل الحرب المتواصلة بين الجيش والدعم السريع.
وقال في إفادة صحفية عقب محادثاته مع لافروف: "توصلنا إلى تفاهم متبادل بشأن إنشاء قاعدة بحرية روسية، وبالتالي فإن المسألة بسيطة للغاية. ليس لدي ما أضيفه.. لقد اتفقنا واتفقنا على كل شيء".
ويوم أمس، أجرى وزير الخارجية السوداني محادثات مع وزير الموارد الطبيعية الروسي ألكسندر كوزلوف، الذي أعلن في أعقاب الاجتماع عن انعقاد اللجنة الحكومية الدولية للتعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين.
صراع الجنرالين
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يشهد السودان معارك عنيفة بين قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو والجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان، خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفق أرقام نشرتها الأمم المتحدة والسلطات المحلية.
وسبق لطرفي الصراع أن أجريا جولات من المباحثات في مدينة جدة بالسعودية اتُّفِق خلالها على السماح بدخول المساعدات إلى مناطق القتال، لكن دون الاتفاق على وقف لإطلاق النار.
وفي أغسطس/آب الماضي، قرر الجيش عدم المشاركة في محادثات جرت في سويسرا، برعاية أمريكية. كما تعثرت وساطة الاتحاد الأفريقي لوقف النزاع.
وحاليا، يسيطر الجيش السوداني على شمال البلاد بينما تسيطر قوات الدعم السريع على معظم أجزاء إقليم دارفور.
وقبل يومين، انقسم أكبر تحالف سياسي مدني في السودان "تقدم" إلى فصيلين، إثر خلافات بشأن تشكيل حكومة في مناطق تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
وقالت تنسيقية القوى الديموقراطية المدنية "تقدم" التي تضم أحزابا سياسية ونقابات مهنية في بيان، إن الانقسام جاء جراء "موقفَين متباينين حول قضية الحكومة".