شهر على "اعتصام الخرطوم".. إصرار سوداني على تحقيق مطالب الثورة
خبراء يتوقعون استمرار المواجهة بين المجلس العسكري الانتقالي والقوى السياسية من واقع تباعد المواقف حول تشكيل السلطة الانتقالية.
أكمل المحتجون السودانيون، اليوم الإثنين، 6 مايو/أيار شهرا بالتمام وهم معتصمون أمام القيادة العامة للجيش بالخرطوم، وما زلوا متمسكين بالبقاء إلى حين تحقيق أهداف الثورة.
ووسط لهب الشمس الحارقة استقبل آلاف السودانيين اليوم الأول من شهر رمضان المبارك وهم معتصمون أمام قيادة الجيش بالخرطوم، مطالبين بنقل السلطة إلى حكومة مدنية بغرض تحقيق الحرية والسلام والعدالة.
- متاريس اعتصام القيادة تربك المشهد في السودان والجيش يتراجع عن إزالتها
- تعيين أبوبكر دمبلاب مديرا للأمن والمخابرات بالسودان خلفا لقوش
ومنذ 6 أبريل/نيسان الماضي لحظة وصول المحتجين السودانيين لمقر قيادة الجيش، جرت كثير من المياه تحت الجسر بعد عزل الرئيس عمر البشير من الحكم، ولكن حالة الغضب الشعبي لم تراوح مكانها وسط إصرار على اجتثاث نظام الإخوان الإرهابي من جذوره.
وتطاول أمد الاحتجاجات السودانية نتيجة تعثر المفاوضات بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير حول نقل السلطة.
وبعد أيام من الشد والجذب بين الطرفين، دفعت قوى إعلان الحرية والتغيير التي تقود الاحتجاجات، بوثيقة دستورية لإدارة المرحلة الانتقالية، إلى المجلس العسكري الذي تقبلها بصورة إيجابية أزالت كثيرا من الاحتقان بالمشهد السوداني.
وتنص الوثيقة الدستورية التي ينتظر أن يرد عليها المجلس العسكري اليوم الاثنين، على مد الفترة الانتقالية 4 سنوات من دخول الدستور الانتقالي حيز التنفيذ، وتكوين مجلس سيادة انتقالي بالتوافق بين قوى إعلان الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي.
كما طالبت بتأسيس مجلس انتقالي للوزراء يتكون من رئيس ونائب وعدد من الوزراء لا يتجاوز 17 وزيرا يتم اختيارهم بواسطة قوى الحرية والتغيير.
وتوقع خبراء استمرار المواجهة بين المجلس العسكري الانتقالي والقوى السياسية التي تقود الاحتجاجات من واقع تباعد المواقف حول تشكيل السلطة الانتقالية.
وقال المحلل السياسي عبداللطيف محمد سعيد إنه لا يتوقع احتواء الأزمة السودانية، نظرا للخلافات التي تسود قوى المعارضة نفسها من ناحية، وتباعد المواقف مع المجلس العسكري من الناحية الأخرى.
وأضاف سعيد لـ"العين الاخبارية" أن إصرار كل من المجلس العسكري، بالحصول على الأغلبية في مجلس السيادة المقترح، سيعطل كثيرا التوصل لاتفاق ينهي الأزمة السياسية في البلاد.
وأشار إلى أن أي تصعيد بين المجلس العسكري وقوى الاحتجاجات ليس في صالح السودان، وسيقود إلى نتائج غير محمودة.
من جانبه، دعا الجنرال المتقاعد في الجيش السوداني خليل محمد الصادق إلى ضرورة تحكيم العقل وعدم ممارسة أي تصعيد من الأطراف من أجل الحفاظ على أمن واستقرار البلاد والخروج من نفق الأزمة.
واعتبر الصادق خلال حديثه لـ"العين الاخبارية" أن "كل تصرفات المجلس العسكري الانتقالي توحي بأنه جاد في تسليم السلطة للمدنيين بخلاف الاتهامات من هنا وهناك".
وقال "شهر من الاعتصام أمام قيادة الجيش، يكفي جدا وحان لهؤلاء الشباب والشيوخ أن يستريحوا، وذلك لن يتحقق إلا بالمسارعة في التوصل لاتفاق".
aXA6IDMuMTMzLjEyMy4xNjIg
جزيرة ام اند امز