دخول المرتزقة الأفارقة على خط الحرب يحرق ما تبقى من السودان
تتواصل حلقات الأزمة السودانية، التي تزداد تعقيدا يوما تلو آخر، وصولا إلى اتهامات بالاستعانة بـ"مرتزقة أجانب" في هذا الصراع.
فقد اتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني بالاستعانة بمرتزقة أجانب، للقتال إلى جانبه في الحرب الدائرة بالبلاد، حسب بيان اطلعت عليه "العين الإخبارية".
ولم يصدر الجيش السوداني، في المقابل، أي تعليق على تلك الاتهامات، لكن عادة ما ينفي مثل هذه الأمور، وما يأتي على شاكلتها منذ بداية هذا النزاع في 15 أبريل/نيسان من العام الماضي.
تفاصيل الاتهام
ويؤكد البيان أن قوات الدعم السريع توفرت لديها "معلومات موثقة" عن وجود قوات من جبهة تحرير تيغراي تقاتل إلى جانب قوات الجيش السوداني، وهم من العناصر غير الموقعة على اتفاق سلام مع الحكومة الإثيوبية، ومتهمة "بارتكاب فظائع وأعمال إجرامية في إثيوبيا".
كما اتهمت الدعم السريع الجيش بالاستعانة "بمليشيات النظام البائد، وكتائبه الجهادية ذات الارتباط المعلوم بمجموعات إرهابية معروفة، فضلا عن استعانته بمرتزقة الحركات المسلحة"، حسب ما جاء في بيانها.
وتأتي الاتهامات السابقة اتساقا مع حديث تقارير إعلامية على مدار الفترة الماضية عن مشاركة ما تسمى بـ"كتائب الظل" التابعة لتنظيم الإخوان الدولي في الحرب المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى تعقيد الأزمة، ومقتل الآلاف ونزوح الملايين.
و"كتائب الظل"، كما يتعارف عليه بين السودانيين، تطلق على مليشيات إخوانية كانت تقاتل إلى جانب الجيش السوداني في حروبه بجنوب السودان والنيل الأزرق وجنوب كردفان، كما طالتها اتهامات بالمشاركة في "تصفية متظاهرين سلميين" إبان ثورة ديسمبر/كانون الأول 2019.
رد إثيوبي
وبينما لم يعلق الجيش السوداني حتى وقت نشر الخبر، أعلنت الحكومة الإثيوبية في بيان، اطلعت عليه "العين الإخبارية"، أنه قد وصلها عدة معلومات تفيد بوجود قوات من جبهة تحرير تيغراي المتمردة سابقا تقاتل إلى جانب قوات الجيش السوداني.
وأوضحت أن العناصر المقصودة في اتهامات الدعم السريع مجموعة تدعى قوات سامري، متهمة بارتكاب مذبحة في بلدة ماي كادرا قرب الحدود السودانية، وتعتبر أكبر مذبحة وتطهير عرقي للمدنيين الأبرياء نُفذت خلال الحرب الإثيوبية في 9- 10 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2020.
وتلفت أديس أبابا إلى أن هذه المجموعة لم تدخل إثيوبيا بعد توقيع اتفاق سلام في نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي، خوفا من العقاب أو الاعتقال بالإضافة إلى خوفها من الأهالي في حال تعرفوا عليها.
اتهامات متبادلة
لكن سلسلة الاتهامات المتبادلة بين طرفي الأزمة السودانية لا تتوقف، إذ ذكرت وزارة الخارجية السودانية، في بيان اطلعت عليه "العين الإخبارية"، أن الأجهزة المختصة رصدت في الأيام الماضية وصول مركبات عسكرية عبر إحدى الدول الأفريقية المجاورة وجهتها النهائية إلى قوات الدعم السريع.
وتقول الأمم المتحدة، إن السودان الذي كان، حتى قبل الحرب، أحد أفقر بلدان العالم، يشهد "واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، وهو مرشح لأن يشهد قريبا أسوأ أزمة جوع في العالم".
ويعاني 18 مليون سوداني، من بين إجمالي السكان البالغ عددهم 48 مليونا، من نقص حاد في الغذاء، وبات مئات الآلاف من النساء والأطفال معرضين للموت جوعا.
ومنذ 15 أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" حربا خلّفت نحو 14 ألف قتيل وملايين النازحين واللاجئين، وفقا للأمم المتحدة.
ولم تفلح وساطات قادها الاتحاد الأفريقي تارة، وكل من السعودية والولايات المتحدة تارة أخرى في إنهاء تلك الحرب، التي دخلت عامها الثاني، لتتواصل مأساة السودانيين.