السودان وأمريكا.. الحظر أسوأ من العقوبات
مطالبات سودانية برفع اسم الخرطوم من قوائم الدول الراعية للإرهاب.
لم تكد فرحة السودان تكتمل بقرار الرفع الجزئي للعقوبات الأمريكية المفروضة عليه، حتى ضمه قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى قائمة الدول الـ7 المحظور دخول رعاياها المسلمين إلى الولايات المتحدة.
وبين التنديد بقرار الحظر ومحاولة استعادة العلاقات الاقتصادية على خلفية رفع العقوبات، نشأت المعضلة السودانية الأمريكية، ما دفع الحكومة السودانية لتجديد مطالبتها للإدارة الأمريكية بضرورة رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وأكدت في الوقت ذاته استمرار التعاون مع واشنطن في المجالات المختلفة.
فلم تدم الانفراجة في العلاقات الأمريكية السودانية أكثر من أسبوعين أنهاهم قرار ترامب التعسفي، الذي قابلته معارضة شديدة في الداخل الأمريكي، وأصبح حظر السفر المفروض عقبة أمام مجتمع الأعمال السوداني الذي انتظر تخفيف العقوبات لتحقيق مكاسب على المستوى الاقتصادي عن طريق طرح فرص استثمار وشراكات تجارية، سيعطلها وجود اسم السودان في قوائم الدول الراعية للإرهاب.
وفي تصريح لـ(المركز السوداني للخدمات الصحفية) قال وكيل وزارة الخارجية عبدالغني النعيم إن هناك تعاونا واضحا ووثيقا من قبل السودان في مكافحة الإرهاب، وأشار إلى أن هذا التعاون مشهود به من قبل المعنيين من كبار المسؤولين الأمريكيين.
وأضاف النعيم أن رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب كان من ضمن المسارات الخمسة التي تم التداول بشأنها في الستة أشهر الأخيرة، والتي على ضوئها تقرر رفع العقوبات عن السودان.
وأكد وكيل الوزارة حرص السودان على استمرار التعاون مع الإدارة الامريكية الجديدة في مجال مكافحة الإرهاب والمجالات الأخرى، الاقتصادية والثقافية والاستثمارية وغيرها.
وكان وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، قد تعهد بأن تعمل الخرطوم على تعزيز العلاقات الثنائية مع واشنطن.
وقال غندور في رسالة إلى نظيره الأمريكي ريكس تيلرسون إن البلدين تربطهما العديد من الأهداف المشتركة بينها مكافحة الإرهاب على المستويين الإقليمي والدولي، بحسب بيان وزارة الخارجية.
وذكر البيان أن هذه الجهود أدت إلى رفع العقوبات الأمريكية عن السودان.
ولم يشر البيان مباشرة إلى الحظر الذي فرضه ترامب، إلا أنه أكد التزام الخرطوم تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.
في 13 يناير/كانون الثاني أعلن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما رفع بعض العقوبات الاقتصادية التي فرضت على السودان قبل 20 عاما، في محاولة لتحسين العلاقات مع الخرطوم.
ويخضع السودان لحظر تجاري منذ 1997 بسبب اتهامه بدعم جماعات متطرفة، كما عاش زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في السودان من 1992 حتى 1996، وأدرجت واشنطن السودان على القائمة السوداء للدول الراعية للإرهاب منذ 1993.
aXA6IDE4LjE5MS4yNy43OCA= جزيرة ام اند امز