بالصور والفيديو.. "العين الإخبارية" ترصد سرعة إنجاز العمل بأنفاق قناة السويس
20 دقيقة بسرعة 60 كيلومترا، تنقلك بالسيارة من قارة آسيا إلى أفريقيا والعكس، عبر أنفاق قناة السويس التي تربط سيناء بوادي الدلتا.
20 دقيقة بسرعة 60 كيلومترا، تنقلك بالسيارة من قارة آسيا إلى أفريقيا والعكس، أنت فقط بحاجة لعبور أحد الأنفاق الخمسة المارة أسفل قناتيْ السويس لتربط سيناء بدلتا مصر وواديها، والتي يتم تنفيذها عبر 4 شركات مصرية تحت إشراف كامل من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية.
- بالصور.. "تيوليب الفرسان" أحدث مشروعات مصر السياحية يزين قناة السويس
- البطالة في مصر تتراجع بعد مشروعات كثيفة العمالة
"العين الإخبارية" عايشت هذه التجربة بمدخليْ النفقين، الشمالي القادم من سيناء إلى الإسماعيلية بطول ما يقارب 5 كيلومترات، والجنوبي في الاتجاه المعاكس، كل منهما يضم حارتي سير في اتجاه واحد، وذلك بعد انتهاء 80% من الأنفاق، بعد عمل استمر 3 سنوات أي منذ عام 2015.
المهندس هيثم جاويش، مدير مشروع النفق الشمالي الذي تنفذه شركة كونكورد، قال إن النفق يبلغ طوله 4830 متر حفر، وقُطرُه الخارجي 13 مترا ، والداخلي حوالي 11 مترا، وهو عبارة عن حارتين لسير السيارات في اتجاه واحد.
ويضيف: "بدأنا قبل 3 سنوات، ورغم قصر هذا الوقت إلا أننا حققنا معدلات عالمية يومية وأسبوعية وشهرية، فقد أتممنا الحفر في عام و3 أشهر، ومرحلة التبطين استغرقت 4 أشهر، والآن تم تشطيب حوالي 85% من الإجمالي، وخلال وقت قليل سيكون النفق لمرور السيارات بعد افتتاحه رسميا".
وحول أخطر المواقف التي واجهت فريق العمل في هذا الجزء من المشروع، يقول جاويش: "كانت هناك صعوبات كبيرة جدًا، حيث كانت أجزاء كبيرة من الحفر تتم أسفل المناطق السكنية، ومكمن الخطورة فيها أنه يمكن أن تتعرض المنطقة لانهيارات وربما فقْد أرواح، لكن بفضل الله تمكنا من الحفر بسلام أسفل المناطق السكنية وأسفل القناتين الأولى والثانية.
ومن بين الصعوبات أيضا تربة الحفر، وأكد أنها "كانت متغيرة على طول النفق، وماكينات الحفر مجهزة لنوع تربة معينة، كنا نقوم بتبريد التربة إلى ما يقارب أو يزيد على 25 درجة مئوية تحت الصفر، لنستطيع التعامل معها، وتم الإنجاز".
وعن طبيعة العمل بموقع المشروع على مدار السنوات الثلاث الماضية، أشار مدير المشروع إلى أن العمل كان مستمرا دون انقطاع بما في ذلك مواسم رمضان والأعياد.
مصنع الحلقات الخرسانية
مصنع على مساحة 3.5 فدان أي حوالي 14500 متر مربع، أُنشئ خصيصا لمشروع الأنفاق، كانت مهمته إنتاج الكتل الخرسانية مسبقة الصنع لتبطين الأنفاق، التي يتم تبطين الواحدة منها بـ9 قطع خرسانية، كما تزن 15 طنا، ما يفسر وصول العمر الافتراضي للنفق إلى 120 عاما على الأقل.
ويؤكد مدير المشروع أن مهمة المصنع لن تنتهي بافتتاح الأنفاق، وتابع: "بدأنا التجهيز لمشروع ازدواج نفق الشهيد أحمد حمدي، بنفس الماكينة التي حفرت أنفاق الإسماعيلية، بطول 3200 كيلومتر، والمصنع نفسه سينتج القطع الخرسانية الخاصة بالمشروع الجديد، وسيظل المصنع يعمل ما دامت المشروعات القومية مستمرة".
من جانبه، قال المهندس الحسين محمد الأمير، مدير صيانة النفق الشمالي من شركة كونكورد، إن صيانة المعدات تتم يوميا، فهناك معدات تتم صيانتها بعدد ساعات التشغيل، فمنها ما يتم صيانتها كل 250 ساعة مثلا، وأخرى كل 500 ساعة، وكل 1000 ساعة، بحسب نوعية كل معدّة.
وعن إسهام المشروع في تشغيل الشباب والحد من البطالة، قال الأمير: "المشروع أحدث انتعاشة ضخمة في الإسماعيلية ليس تشغيل العمالة فقط، وإنما أيضا إنعاش السوق نفسه، العمال يحتاجون للأكل والشرب وغيرها من المتطلبات التي يتم توفيرها من أسواق الإسماعيلية".
من جانبه، قال محمد محمود العليمي، مشرف عام النفق الشمالي: "نعمل على مدار ورديتي عمل طوال الـ24 ساعة، وكل مشروع جديد يستعين بشباب مصر، وعمال النفق الشمالي بالكامل مصريون".
أنفاق بهذا الحجم، كانت بحاجة إلى أعلى مستويات الأمان، وهنا أكد المهندس كريم عبدالله مسؤول السلامة المهنية للنفق الشمالي، أن هناك خطة طوارئ لإخلاء العاملين حال وقوع أي خطر، إذ يوجد غرفتان خطر كملجأ للعاملين، قادرة على استيعابهم لمدة تصل إلى 24 ساعة حتى يتم التعامل مع الخطر، كم يتم تدريب العاملين على الإخلاء، والتعامل مع هذه المواقف.
ويتم تنفيذ 4 "ممرات عرضية" داخلية تربط بين النفقين، الفاصل بينهما 1000 متر، ويمكن أن تستوعب الأفراد في حالات الخطر للهروب من نفق إلى آخر، بالإضافة إلى 23 مدخل هروب على طول النفق، مشددا على أن كل وسائل الأمان للأفراد متوافرة.
الأنفاق التي ينتهي كل منها إلى منطقة ترفيهية، تولت 4 شركات مصرية تنفيذها تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية، ومن العاملين فيها محمد عبد الحميد المصري، وهو الوحيد الذي يقود ماكينات الحفر حتى الآن.
وقال عبدالحميد، الذي يتولى مسؤولية تشغيل ماكينة حفر الأنفاق: "كنت أقود ماكينة الحفر التي حفرت النفق الشمالي المؤدي من سيناء إلى الإسماعيلية، وكانت تجربة فريدة؛ لأنه لأول مرة شركة مصرية تستطيع تشغيل ماكينة بهذا الحجم".
وعن خبراته السابقة، يقول المهندس المصري الشاب: "عملت من قبل في ماليزيا ودول الخليج العربي على نفس نوع الماكينات، وكنت أتدرب مع أجانب، أخذت منهم الخبرة إلى أن أصبحت قادرا على إنجاز المهمة وحدي، واليوم بدأنا تدريب 3 مهندسين مصريين آخرين على تشغيل الماكينات ذاتها".
أما الموقف الذي لم ينسه عبدالحميد خلال فترة الحفر، فكان لحظة الانتهاء من حفر النفق بكسر الحائط الأخير، في حضور رئيس الجمهورية المصري عبدالفتاح السيسي.
aXA6IDE4LjE4OC4xMTMuMTg5IA== جزيرة ام اند امز