سياسة
الاختناق يضرب إخوان تركيا.. التنظيم يستجدي التبرعات
يعاني تنظيم الإخوان الإرهابي في تركيا، بقيادة محمود حسين الأمين العام السابق للجماعة، حالة من الاختناق المالي.
أزمة التمويل التي تعانيها جبهة التنظيم في تركيا تأتي في خضم الخلاف الذي وقعه بين جبهته وجبهة إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد العام للجماعة المسلحة.
وتبحث الجبهة بشتى الطرق عن مصدر جديد للتمويل، عبر استجداء التبرعات من أعضاء التنظيم في مصر وخارجها، بعد أن فقدت ممولاً رئيسياً للأموال جراء نزاعتها الداخلية الأخيرة بين جبهتي إبراهيم منير ومحمود حسين.
وتعيش جماعة الإخوان منذ شهور حالة من الانقسام الداخلي وتراشق بين جبهتي إسطنبول ولندن، وسط اتهامات علنية متبادلة بالتربح والعمالة ووصلت إلى التشكيك في الذمم المالية للخصوم.
شبكة أخطبوطية
الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية في مصر، عمرو عبد المنعم أكد، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أنه على مدار التاريخ تلجأ الجماعة إلى جمع التبرعات متى تعرضت لأي نكبات أو نكسات، ولم تتوقف تلك التبرعات على مدار السنوات الأخيرة، بزعم أن أعضاء التنظيم يلاقون اضطهاداً في مصر، وعلى أثر ذلك تحصل قيادات الجماعة على تبرعات عينة ومالية بأرقام ضخمة طيلة الوقت.
ويرى عبد المنعم أن شبكات الإخوان تشبه إلى حد كبير "الأخطبوط" بحيث إن لها أذرعا كثيرة، وتتحرك بشكل اقتصادي داخلياً وخارجياً من خلال امتلاك شركات وأرصدة مالية كبيرة، وسعت خلال السنوات الأخيرة إلى اللجوء إلى كيانات اقتصادية صغيرة ومتوسطة للهروب من الملاحقات الأمنية.
شبكة علاقات سرية
ويؤكد عبد المنعم أن الجماعة تتشابك مع بعضها من خلال شبكة علاقات اجتماعية من خلال النسب والمصاهرة والعمل لكي لا ينفلت عقد الجماعة بأي طريقة من الطرق وتظل قائمة بذاتها تمول نفسها متى اقتضت الحاجة إلى ذلك حتى في حالة الاختلاف تظل العلاقات الاجتماعية تضمن السرية والمشاركة.
بدوره يعتبر أمين عام الجبهة الوسطية لمكافحة التطرف والتشدد الديني، صبرة القاسمي، أن جماعة الإخوان الإرهابية بشقيها لندن وإسطنبول تعيش حالة من التخبط المالي والإداري الكبير، خاصة أن الخلافات وصلت إلى العلن، وطلب التبرعات يؤكد أن الجماعة تعيش حالة من الاختناق الكبير سيما وأن مواردهم الاقتصادية كبيرة.
ويرى القاسمي في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن فريق إسطنبول ما كان له أن يقدم على خطوة تكشف لخصومه بطلب التبرعات من جديد إلا لأسباب تؤكد أنه تلقى ضربات قاصمة ويشهد انقساما أثبت للجميع أن تلك الجماعة هشة وبأسهم بينهم شديد.
وتابع: "هذه المجموعات الإرهابية تحتضر وتبحث عن قبلة الحياة وعلى العالم المتحضر ألا يسهم في حياة هذه الكيانات الإرهابية، وطلبهم للتبرعات دليل على إخفاقهم وقلة حيلتهم بعد النجاح في محاصرتهم واعتراف بالهزيمة.