دار الإفتاء المصرية تجيب.. هل التصوف يخالف الكتاب والسنة النبوية؟
بعد انتشار بعض الأخبار المتداولة حول الطرق الصوفية المختلفة في مصر والدول العربية، أجابت دار الإفتاء المصرية عن هل التصوف يخالف الكتاب والسنة النبوية؟
أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال "هل التصوف يتعارض مع الكتاب والسنة النبوية؟" في أكثر من موضع، خاصةً بعد اتهام البعض للمتصوفة بالمخالفة.
الصوفية تخالف الكتاب والسنة النبوية؟
في فتوى سابقة لدار الإفتاء المصرية، عبر موقعها الرسمي، أجابت عن سؤال "هل الصوفية من أهل السنة أم يخالفوها، وهل مصادرها بعيدة عن الإسلام؟"، فقالت: "التصوف قد تم اتهامه بمخالفة الكتاب والسنة النبوية، لبعض الأسباب، أهمها: الممارسات التي يقوم بها بعض مدعي الصوفية، دون الاطلاع على مبادئها، وأقوال الأئمة فيها، الأمر الذي جعل البعض يصدر أحكاما عامة على كل من ينتمي إلى الصوفية، فتقول دار الإفتاء إن أهل الله من الصوفية كانوا من المخلصين، الذين يعتنون بأن بعض المظاهر -التي يتبعها البعض- ليس من الصوفية".
واستشهدت دار الإفتاء المصرية ببعض عبارات أئمة الصوفية، التي تؤكد ألا تصوف دون موافقة القرآن الكريم والسنة النبوية، حيث يقول الإمام الجنيد في كتابه "الرسالة القشيرية": "الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا من اقتفى أثر الرسول ﷺ، وقال: من لم يحفظ القرآن، ولم يكتب الحديث، لا يُقتدى به في هذا الأمر؛ لأن علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة".
وذكر ذو النون المصري في "الرسالة القشيرية": "مِن علامات الـمحبة لله عز وجل متابعةُ حبيب الله ﷺ وآله وسلم في أخلاقه وأفعاله وأوامره وسننه".
فيما يقول الشيخ عبد الله الصديق الغماري في "الإعلام بأن التصوف من شريعة الإسلام": "إن التصوف مبنيٌّ على الكتاب والسنة، لا يخرج عنهما قيد أنملة".
علماء أنصفوا الصوفية
أنصف ابن خلدون التصوف، وهو واحد من العلماء الذين لم ينتسبوا إليه، مؤكداً أن أصل التصوف متابعة الكتاب والسنة وسلف هذه الأمة، فقال في مقدمته: "وأصله -أي التصوف- أن طريقة هؤلاء القوم لم تزل عند سلف الأمة وكبارها -من الصحابة والتابعين ومن بعدهم- طريقة الحق والهداية، وأصلها العكوف على العبادة والانقطاع إلى الله تعالى، والإعراض عن زخرف الدنيا وزينتها، والزهد فيما يقبل عليه الجمهور من لذةٍ ومالٍ وجاه، والانفراد عن الخلق في الخلوة للعبادة، وكان ذلك عامًّا في الصحابة والسَّلف، فلما فشا الإقبال على الدنيا في القرن الثاني وما بعده، وجنح الناس إلى مخالطة الدنيا، اختصَّ الـمقبلون على العبادة باسم الصوفية والـمتصوفة".
يذكر أن ابن خلدون، أكد على هذا المعنى؛ كونه يرى أن تدوين التصوف لم يكن بدعة ابتدعها العباد، وإنما كان تدوينه كتدوين العلوم الشرعية، فمنهم من كتب في الورع، ومنهم من كتب في محاسبة النفس، ومنهم من كتب في أدب الطريقة.
aXA6IDQ0LjE5Mi45NS4xNjEg جزيرة ام اند امز