الذكاء الاصطناعي.. هل يمنع الانتحار؟
معدلات الانتحار تزداد بين السجناء والمهاجرين واللاجئين.. فكيف يساعد الذكاء الاصطناعي على الحد من هذه المعدلات؟
يشكّل الانتحار مصدر قلق متزايدا في الأوساط الصحية، خاصة مع تزايد أعداد المنتحرين حول العالم، وخاصة في الدول التي يتمتع سكانها بالرفاهية.
في كندا على سبيل المثال يحصد الانتحار أرواح 4 آلاف شخص سنويًا، بمعدل 10 حالات انتحار في اليوم، ومن بين كل حالة انتحار هناك 5 أشخاص يُنقلون إلى المستشفى نتيجة إلحاق الأذى بالنفس.
وطبقًا لتقرير صادر عن وكالة الصحة العامة في كندا، هناك محاولات انتحار بين كل 25 إلى 30 شخصًا، بالإضافة إلى أن ما بين 7 إلى 10 أشخاص يتأثرون بكل مأساة.
وذكرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية أن معدلات الانتحار تعتبر الأعلى بين مجموعات محددة مثل السجناء والمهاجرين واللاجئين والمتحولين جنسيًا.
إذًا هل يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في منع تلك الوفيات؟
يقوم باحثون بالطب النفسي من شبكة التكامل الكندية لعلاج الاكتئاب، بجمع بيانات سريرية وبيولوجية خلال التدخلات العلاجية للأشخاص المصابين باكتئاب حاد، ويعملون على استكشاف العلامات الأولى لتغيرات السلوك والحالات المزاجية باستخدام التكنولوجيات الصحية.
وأوضح الباحثون أن أحد أهدافهم تحديد المؤشرات الأولى للانتكاسات وزيادة خطر السلوك الانتحاري.
الذكاء الاصطناعي ومعدلات الانتحار
في بداية عام 2018، أعلنت وكالة الصحة العامة في كندا عن مشروع تجريبي يقوم على بحث وتوقع معدلات الانتحار الإقليمية عبر فحص أنماط المنشورات عبر وسائل التواصل الاجتماعي في كندا، من بينها المحتويات المرتبطة بالانتحار، دون جمع هويات المستخدمين.
لن يعزل البرنامج الحالات عالية الخطورة ولن يتدخل على المستوى الفردي، لكن بدلًا من ذلك سيتم استخدام تلك البيانات في إعلام أقسام تخطيط موارد الصحة النفسية.
كان الذكاء الاصطناعي يُستخدم في الرعاية الصحية منذ التسعينيات لتحسين عملية كشف الأمراض ومختلف المؤشرات الصحية.
وفيما يتعلق بالصحة العقلية، عزز الذكاء الاصطناعي سرعة ودقة التشخيص وطبق أداة "شجرة القرار" لتوجيه عملية اختيار العلاج.
لكن لا تزال التقييمات الحالية وإدارة مخاطر الانتحار ذاتية الطابع إلى حد بعيد، ولتحسين النتائج فهناك حاجة لمزيد من استراتيجيات الذكاء الاصطناعي الموضوعية.