تحذير.. وسائل التواصل الاجتماعي سبب ارتفاع الانتحار بين الشابات
معاناة الفتيات من ضغوط الحياة وقصص وسائل التواصل الاجتماعي غير الواقعية سبب في كثرة الانتحار بينهن.
كشفت دراسة مثيرة للقلق لمكتب الإحصاءات الوطني البريطاني أن معدل الانتحار بين الشابات في أوائل العشرينيات من العمر، بلغ أعلى مستوياته خلال عقدين من الزمن.
وذكرت صحيفة "التليجراف" البريطانية نقلاً عن الدراسة أن الخبراء حذروا من تزايد مشاكل الصحة العقلية لدى الشابات، بسبب معاناتهن من ضغوط الحياة العصرية ووسائل التواصل الاجتماعي.
ووأوضحت الإحصائية أن نسب الانتحار بين الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين ٢٠ و٢٤ عاماً في تزايد.
وفي العام الماضي، تم تسجيل ١٠٦ حالات وفاة بسبب الانتحار بين هذه الفئة العمرية، وهي المرة الأولى التي يزيد فيها عددهن عن ١٠٠ حالة منذ عام ١٩٩٢ عندما كانت ١١١ حالة.
ووصفت مؤسسة الصحة العقلية التابعة لوزارة الصحة البريطانية، هذه الأرقام بـ"المقلقة".
وكشفت أن معدل تدهور الصحة النفسية لدى النساء الشابات، على وجه الخصوص، هو ثلاثة أضعاف معدل أقرانهن من الذكور.
وأوضحت أن السبب الرئيسي يعود إلى حساسية الشابات وعاطفتهن وميلهن لإلقاء اللوم على أنفسهن إذا كانت الأمور لا تجري على ما يرام بالنسبة لهن، خاصة إذا كانت بسبب رسالة تلقينها عبر وسائل.
التواصل الاجتماعي تشير إلى أن الجميع يعيش حياة رائعة، ويحصلون على عطلات جيدة، ووظائف جيدة. لكن في حقيقة الأمر فإن معظم هذه الرسائل والقصص هي مجرد خيال ولحظات بسيطة من حياتنا. وليست حياتنا كلها، مما يؤثر فيما بعد على الصحة العقلية.
وأشارت إلى أنه في السنوات الأخيرة، ركزت حملات الوقاية من الانتحار من وزارة الصحة والمنظمات المدنية على الرجال الذين لا يزال لديهم معدل أعلى بكثير من النساء في معظم الفئات العمرية، وتتزايد لديهم احتمالات الموت بسبب الانتحار أكثر من ثلاثة أضعاف عن النساء.
والفئة الأكثر تعرضاً للخطر هي الرجال في أوائل الأربعينيات. لكن تبين أن الشابات والسيدات يمكن أن يواجهن العديد من المشاكل نفسها، وقد تجد النساء صعوبة في الحديث عن مشاعرهن أيضاً.
وفي العام الماضي وجد تحقيق أجرته مؤسسة الصحة العقلية في إنجلترا أن أكثر من واحدة من كل ٤ سيدات تتراوح أعمارهن بين ١٦ و٢٤ عاماً، كانت تعاني من القلق والاكتئاب والهلع والرهاب أو اضطراب الوسواس القهري، وواحدة من كل خمسة قالت إنهن حاولن إيذاء أنفسهن في مرحلة ما.
وخلص التحقيق إلى أن الشابات أصبحن من الفئات الرئيسية المهددة بمخاطر عالية. وبالفحص تبين أن واحدة من كل أربع حالات انتحار كان لها صلة بشكل ما بالإنترنت، بما في ذلك نشر خططهن على وسائل التواصل الاجتماعي أو البحث عن أساليب الانتحار.