القمة رقم 39 هي مؤشر مرجح وصريح كي تقرر «قمة أو لا قمة»، «تعاون أو لا تعاون»، «خليج أو لا خليج».
أكتب إليكم من الرياض....
بصرف النظر عن البيان الصادر عن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبداللطيف الزياني، حول جدول أعمال القمة رقم 39 الخليجية بالرياض، فإن «الجدول الحقيقي غير المعلن» هو الأخطر والأهم.
هذه القمة هي قمة استمرار التدهور في علاقات دول المجلس، أو إنقاذ ما يمكن إنقاذه على المستويات الثنائية والشخصية والأمنية والواقعية.
هل ستستمر قطر في عضويتها في مجلس التعاون أم ستفعل كما فعلت وأعلنت أنها سوف تنسحب من منظمة الأوبك؟ أم ستبقى كما هي؟ أم ستبقى، مع قيامها بالدخول في تحالف إقليمي جديد يضم تركيا وإيران؟!
هذه القمة هي مؤشر مرجح وصريح كي تقرر «قمة أو لا قمة»، «تعاون أو لا تعاون»، «خليج أو لا خليج»، وإنما تصبح تشرذماً، ومقاطعة، وتعاوناً ولكن مع مشروعات غير عربية مكانها أنقرة وطهران وتل أبيب؟!
هذه القمة تعقد عقب 4 محطات رئيسية ذات تأثير حاكم وهي:
1- رفض قطر المستمر للامتثال لـ13 شرطاً صريحاً وضعتها دول التحالف العربي لها.
2- استمرار الدوحة في التعاون مع أنقرة وطهران والقوى المتحالفة معهم على الإضرار الفعلي والمادي بمصالح السعودية والإمارات ومصر والبحرين.
3- استخدام قطر لكل ما لديها من أموال وتعاقدات مع شركات علاقات عامة وقوى لوبي دولية ووسائل إعلام مشتراة لاستخدام كل وسائل الدعاية السوداء الشريرة ضد زعامات السعودية ومصر والإمارات والبحرين صراحة دون مواربة ودون أي حساب، وكأنهم لا يحسبون أي حساب لأي مستقبل لأي تفاهم أو تعامل مقبل مع هذه الزعامات.
4- عاصفة ملف قضية جريمة اغتيال الزميل جمال خاشقجي رحمه الله، واستغلالها من قبل الدوحة وأنقرة بأسوأ شكل سياسي ودعائي ممكن.
هذا كله يطرح 3 أسئلة:
1- أي مستقبل لقطر كزعامة وكدولة وكشريك في مجلس التعاون؟.
2- أي شكل يمكن أن تكون عليه أي علاقة شخصية للقيادة القطرية التي أمرت ووجهت ولم يسؤها أبداً إطلاق الشتائم والسباب واختلاق الادعاءات ضد زعامات عربية تعرف أنها سوف تقابلها وجهاً لوجه طال الزمان أو قصر.
3- هل ستستمر قطر في عضويتها في مجلس التعاون أم ستفعل كما فعلت وأعلنت أنها سوف تنسحب من منظمة الأوبك؟ أم ستبقى كما هي؟ أم ستبقى، مع قيامها بالدخول في تحالف إقليمي جديد يضم تركيا وإيران؟!
لا أحد - حتى كتابة هذه السطور - يعرف مستوى تمثيل الوفد القطري في هذه القمة، وهل سيحضر الأمير تميم إلى الرياض متقبلاً دعوة الملك سلمان بن عبدالعزيز التي سلمها أمين عام مجلس التعاون الخليجي لقطر في الدوحة منذ أيام؟.
إذا لم يحضر فهذه رسالة واضحة، وإذا حضر فهذه مشكلة شخصية لسموه، لأنه من الصعب بعد كل ما فعلته بلاده في الشهور الأخيرة أن يحصل على أي معاملات ودية من شركائه من القادة العرب الذين يحضرون هذه القمة.
بالتأكيد إذا جاء ستتم معاملته بروتوكولياً وأخلاقياً بما يليق بضيف دولة عضو في مجلس التعاون، لكنه لن يحصل - بالتأكيد - على قلوب وعقول الزعماء الحاضرين.
هذه القمة هي قمة مفترق طرق حاد في خارطة مستقبل علاقات دول مجلس التعاون والمنطقة، لذلك كله هي ليست قمة تقليدية بصرف النظر عن جدول أعمالها أو ما يصدر عنها من بيان ختامي.
نقلا عن "الوطن المصرية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة