9 محطات ابتكارية في قمة الحكومات 2019
القمة العالمية للحكومات بدبي أصبحت منصة تجمع الابتكارات النوعية حول العالم، إذ أنها تحتضن في دورتها السابعة، 9 محطات
أصبحت القمة العالمية للحكومات منصة تجمع الابتكارات النوعية حول العالم، إذ أنها تحتضن في دروتها السابعة، 9 محطات لابتكارات الحكومات الخلاقة التي ضمت كلا من"ألمانيا وسويسرا وباكستان وسنغافورة وكندا وإندونيسيا والصين"، الذين قدموا نماذج ابتكارية متميزة، تعالج "أزمة اللاجئين والتلوث وإدارة البيانات الشخصية عبر الإنترنت".
وقالت هدى الهاشمي مساعد المدير العام للاستراتيجية والابتكار في مكتب رئاسة مجلس الوزراء بوزارة شؤون الوزراء والمستقبل بالإمارات، إن أعداد اللاجئين تشهد زيادة في مختلف دول العالم، وبلغ عددهم 25 مليون لاجئ حول العالم، ترتكز احتياجاتهم في المسكن والحصول على وظيفة، لذا جاء الابتكار الأول ليحل إشكالية إسكان اللاجئين، في ألمانيا حيث طورت مدينة هامبورج، مع جامعة هافن سيتي بالتعاون مع مختبر الإعلام التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ابتكاراً لحل إشكالية إسكان اللاجئين، حيث تم تحديد الأماكن استقبال اللاجئين، من خلال تكنولوجيا خوارزميات المحاكاة ونماذج الواقع الافتراضي المعزز ومكعبات الليغو لتحديد الأماكن المتاحة لإسكان اللاجئين، وتم تحديد 161 موقعا مناسبا لاستيعاب أكثر من 24 ألف لاجئ كنواة أولى لدمج اللاجئين في المجتمع.
أما الابتكار الثاني فكان من نصيب سويسرا التي وفرت فرص عمل للاجئين في مختلف المجالات، حيث نجحت الهيئة السويسرية للهجرة بمختبر سياسات وتشريعات الهجرة، في توظيف تكنولوجيا البيانات لتحديد أفضل المناطق المعيشية والعمل للاجئين، بما يمكنهم من الاندماج في المجتمع، واستخدمت أيضا خوازرمية مبتكرة لتحديد المناطق التي تتناسب ومتطلبات سوق العمل فيها مع مهارات اللاجئ وخبراته، لتنجح في رفع معدلات تشغيل اللاجئين بنسبة 73% في سويسرا، و41% في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضافت الهاشمي أن الابتكار الثالث كان من نصيب فنلندا التي ابتكرت مشروع التوائم الرقمي، لتمكين أفراد المجتمع من إداراة بياناتهم الشخصية، واستخدامها بطرق مطورة تسهم في تخطيط مستقبلهم وتحسين ظروفهم، وأسهم هذا الابتكار في استعادة السيطرة على البيانات من خلال "أورورا" الذي طورته وزارة المالية الفنلندية لتمكين مواطنيها من استعادة السيطرة على حياتهم الرقمية.
وأفادت بأن الابتكار الرابع خاص بالحكومة الكندية التي سخرت التكنولوجيا ومنهجية الاقتصاد السلوكي ومزايا برامج الولاء لتغيير سلوكيات أفراد المجتمع لتبني نمط حياة صحي، حيث استطاعت خلال عام واحد رفع مستوى وعي الأفراد بالمخاطر المرتبطة بضعف مستويات النشاط البدني بنسبة 29% وزيادة النشاط البدني للأفراد بنسبة 34%، من خلال أدوات التبصر السلوكي، إذ لاحظت الحكومة ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية، وأظهرت الدراسات أن تقليل عدد الأشخاص غير النشطين بنسبة 1% فقط، سيوفر 2.1 مليار دولار من تكاليف الر عاية الصحية سنويا، وهنا ابتكرت هيئة الصحة في كندا فكرة لتحفيز المجتمع من خلال الانضمام إلى مبادرة carrot rewards، التي تمنح المستخدمين نقاط ولاء عن كل خطوة بهدف تحفيزهم وتيقيفهم بأهمية اتباع نمط حياة صحي.
وأوضحت أن الابتكار الخامس ركز على الزراعة باستخدام الكهرباء، لتفادي الهدر في الموارد الطبيعية، حيث نجح الباحثون في الصين في معالجة هذا التحدي، وتحقيق إنجاز جديد أدى إلى زيادة إنتاج الغذاء دون هدر الموارد الطبيعية، معتمدين على الترددات العالية للكهرباء، لتخفيز عمليات التمثيل الغذائي والقضاء علي الأمراض الناقله للبكتريا والفيروسات في الهواء والتربة، لتنجح الصين في زيادة محصول الخضراوات بنسبة 30% وتقليل استخدام المبيدات بنسبة 70% -100% و تقليل استخدام الأسمده بنسبة تزيد عن 20%.
وأشارت الهاشمي إلى أن مدينة تيلبورغ الهولندية نجحت في تبني فكرة مبتكرة جديدة لتحسين أمن الطرق في المناطق المزدحمة، باستخدام تطبيق ذكي يحمل اسم "cross walk"، يسهم في تحديد المواقع، وإشارات المرور الذكية، ويعتمد عمله على أجهزة استشعار لمنح كبار السن واصحاب الهمم وقتاً إضافياً لعبور الطريق.
وقالت إن كراتشي الباكستانية، كان لها نصيب في ابتكارات الحكومات الخلاقة هذا العام، حيث نجحت في حل مشكلة تلوث الهواء من خلال تطوير حل مبتكر قائم على استخدام روث الأبقار كوقود للحافلات، حيث تم تحويل النفايات الحيوانية، إلى غاز ثنائي ميثان واستخدامه كوقود لتشغيل الحافلة، مما يساهم في تقليل التأثير السلبي على البيئة، وتنقل شبكة الحافلات المعتمدة على هذا النوع من الوقود 320 ألف راكب يوميا، مما أسهم في تقليل انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون المسبب للاحتباس الحراري بمقدار 2.6 مليون طن على مدار 30 عاما، والمحافظة على المحيطات التي كانت مكبا لنحو 3.200 طن من روث الأبقار يومياً، فضلا عن توفير أكثر من 50 ألف جالون من المياة العذبة التي كانت تستخدم في تنظيف مياه الخليج، وبالنظر إلى القيمة السوقية الحالية لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري فستجد أن هذا المشروع يساهم في إنتاج ما تبلغ قيمته 57 مليون دولار من سوق الكربون.
وأفادت الهاشمي، بأن التلوث الذي يسببه البلاستيك في المحيطات دعا مدينة سورابايا ثاني أكبر مدن إندونيسيا وأكثرها تلوثا، إلى ابتكار وسيلة فاعلة، أتاحت المدينة لسكانها استخدام الحافلات مقابل التزامهم بجمع الزجاجات البلاستيكية بدلا من إلقائها في النفايات، وقد حققت تلك التجربه نجاحا كبيرا إذ أن استخدام خمس زجاجات بلاستيكية في رحلة مدتها ساعتان يساوي جمع5.7، طن من البلاستيك من حافلة واحدة شهريا، و حتي هذا اليوم تم جمع ما يقارب 62 ألف كجم من النفايات البلاستيكية.
وأوضحت أن سنغافورة نجحت في ابتكار وسيلة للتنبؤ بالحوادث المرورية قبل وقوعها بفترة كافية، كحل استباقي يقلل من الحوادث المرورية، والحفاظ على أمن مستخدمي الطرق، حيث لجأت مدينة سنغافورة إلى الذكاء الاصطناعي للتنبؤ باحتمال تسبب سائقي الحافلات في الحوادث المرورية، من خلال مراقبة البيانات السلوكية للسائقين، واستخدمت المعلومات الخاصة بأدائهم علي الطرق في تطوير خوارزمية للتبؤ بالحوادث وبناء عليها إعادة تدريب وتأهيل السائق حسب كل حالة، مما أسهم في انخفاض معدل حوادث سائقي الحافلات إلى 1.41 .