قمة ثلاثية محتملة حول ليبيا.. البحث عن حل "بعيد المنال"
تسعى تونس إلى عقد لقاء ثلاثي يجمع وزير خارجيتها بنظيريه المصري والجزائري لبحث الأزمة السياسية الليبية.
قال الرئيس التونسي الباجي، قائد السبسي، إن بلاده تسعى إلى عقد لقاء ثلاثي يجمع وزير خارجية بلاده بنظيريه المصري والجزائري لبحث الأزمة السياسية الليبية، تمهيدا لقمة محتملة على المستوى الرئاسي، لا يمثل انعقادها بحد ذاته فرصة لحل يعتبره مراقبون "بعيد المنال".
وجاء التحرك التونسي في وقت تتسارع فيه جهود القاهرة والجزائر لحلحلة الوضع السياسي في ليبيا التي تعاني من فوضى منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي قبل 6 سنوات، فيما تتنازع 3 حكومات شرعية الحكم في البلاد.
الحراك المصري الجزائري لتسوية الأزمة "غير مرشح للنجاح"، بحسب الباحث المتخصص في الشؤون الليبية كامل عبدالله. ويقول عبدالله لـ"العين" إن التنافس الصريح بين القاهرة والجزائر حول الملف الليبي لن يفضي إلى التوصل لتسوية حتى لو نجحت جهود الرئيس التونسي في عقد القمة.. ستظل تلك المعالجة حبيسة الأدراج".
وزار الجزائر مؤخرا مسؤولون ليبيون رفيعو المستوى بحثا عن حل سياسي، كما عقد رئيس الأركان المصري، الفريق محمود حجازي، المكلف بالملف الليبي من قبل القيادة المصرية لقاءات بالقاهرة مع نواب ونشطاء ليبيين.
وأشار الرئيس التونسي إلى أن ملف ليبيا كان حاضرا في قمته الأخيرة مع الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، خلال زيارته في ديسمبر/كانون الأول الماضي، لافتا في حوار مع مجلة "ليدرز" التونسية إلى أنه أوفد كذلك وزيره للشؤون الخارجية إلى القاهرة للقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي، لطرح مبادرة سياسية لحل الأزمة، مشيرا إلى "أن تونس بصدد العمل لرأب الصدع وإصلاح ذات البين وتقريب الشقّة وإحلال الوئام والوحدة الوطنية وكلها أشياء لا تصب إطلاقا في صالح الأطراف المترددة".
ويرى عبدالله وهو باحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية إن جهود دول الجوار ستصطدم بالمصالح الإقليمية المتضاربة والوضع الداخلي المتأزم.
ويعتقد سياسي ليبي بارز تحدث لـ"العين"، مشترطا عدم ذكر اسمه، أن مساعي مصر والجزائر لن تفضي إلى حل قائلا: "المشكلة أعمق.. السلاح منتشر بشكل كبير والحالة الليبية تغري بتدخل خارجي إقليمي ودولي.. والغنيمة متوفرة".
ويضيف السياسي الليبي أن كل مقاربة أمنية هي عمل مؤقت حتى لو دام طويلا، لن تتجاوز ليبيا أزمتها إلا عبر استدعاء دستور 1951 الذي هو نتاج كفاح الحركة السونسية لبناء دولة وطنية في ليبيا.. هذه هي الشرعية الدستورية التي يمكن أن نقيم عليها دعائم الدولة كل ما دون ذلك لن يفضي إلا لاستمرار الصراع العنيف.
ويدور الصراع الإقليمي على تشكيل هوية النظام الجديد في ليبيا بحسب المراقبين. ويقول عبدالله إن الجزائر التي يلف مستقبلها السياسي الغموض تتبنى مقاربة تثبيت الوضع في ليبيا لمنع انفجار محتمل، لكن دون تدخل مباشر في الشأن الليبي، بل الحيلولة دون تدخل أطراف إقليمية أخرى بشكل مباشر.
في المقابل، تعتمد المقاربة المصرية على قدرة الجيش الوطني الليبي على فرض هيمنته على كامل التراب الوطني، لكن المراقبين الذين تحدثت معهم "العين" يشيرون إلى أن جوهر الأزمة في المقاربة المصرية هي اعتمادها على الفريق خليفة حفتر الذي بسط سيطرته على شرق البلاد وهي مساحة جغرافية لا يتجاوز نسبة السكان فيها 20%، فيما الصراع الأساسي محتدما في الغرب مناطقيا وقبليا.
ويقول عبدالله إن مساعي حفتر لفتح جبهة للجيش في الغرب من شأنها أن يطيل أمد الأزمة لعقد من الزمان على الأقل. فيما يقول السياسي الليبي المرموق إن من يرغب في رؤية مستقبل الصراع في ليبيا عليه أن ينظر للحالتين الصومالية واللبنانية، واقع مكرس للصراع على الطريقة الصومالية أو تكريس للطائفية بصيغة ليبية.
aXA6IDE4LjIyMi40NC4xNTYg
جزيرة ام اند امز