القائد الملهم، الذي عاصر أربعة رؤساء فرنسيين، يدخل جمهوريتهم اليوم وهو رئيس لدولته، نعم رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وفي مُفارقة تاريخية بارزة.. الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، أول مسؤول عربي يزور فرنسا عقب انتخاب رئيسها الأسبق جاك شيراك للمرةالثانية في 2002، كذلك هو أول مسؤول عربي يزور فرنسا بعد فوز "ماكرون" بولاية جديدة.. والفاصل بين الزيارتين عشرون عامًا.
عشرون عامًا من تاريخ دولة الإمارات، الذي كُتب بأحرف من النور، في ظل وجود قائد استثنائي يعرف العالم أجمع قيمته ووزنه. لذا جرت للشيخ محمد بن زايد آل نهيان مراسم استقبال رسمية فور وصول موكبه إلى ساحة المتحف بحضور سباستيان لوكونور، وزير الدفاع الفرنسي.. وهنا يعلق "أبو خالد" قائلا: "فرنسا صديق وحليف استراتيجي لدولة الإمارات، تميزت علاقاتنا التاريخية بالمواقف الثابتة والتعاون المثمر في العديد من المجالات، واليوم أعبّر عن سعادتي بزيارة باريس العريقة ولقاء صديقي الرئيس إيمانويل ماكرون.. ماضون في تعزيز هذه العلاقات نحو آفاق أكثر تنوعًا ونموًّا وازدهارًا".
وشهد رئيس الإمارات ونظيره الفرنسي توقيع اتفاقية لتأسيس شراكة استراتيجية شاملة في مجال الطاقة بين الإمارات وفرنسا، وذلك لتعزيز وتسريع العمل في هذا القطاع الحيوي والمهم، سعيًا لترسيخ العلاقات بروابط اقتصادية قوية ومستدامة، كما تكللت الزيارة التاريخية بالتوقيع على 10 اتفاقات للتعاون في مختلف المجالات، ما يفتح آفاقًا جديدة بين البلدين لتعزيز دورهما في المنطقة والعالم.
ولأن التاريخ المشترك بين الإمارات وفرنسا حافل بالتعاون والصداقة الحقيقية، فلا ننسى شارع جاك شيراك في العاصمة الإماراتية أبوظبي، احتفاء بدور وقيمة الرئيس الفرنسي الراحل في ترسيخ العلاقات بين الإمارات وفرنسا والوصول بها إلى مستويات رفيعة المستوى.. كذلك نذكر يد الإمارات السخيَّة التي كانت وراء ترميم قصر "فونتينبلو" التاريخي بتمويل وصل إلى 10 ملايين يورو.. وعرفانًا من فرنسا بصنيع الإمارات سُمي المسرح باسم الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيّب الله ثراه.
وأنا أراجع تاريخ الزيارات بين القادة الفرنسيين والإماراتيين، صادفت صورة نادرة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وهو يرافق والده، الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان، طيّب الله ثراه، في أول زيارة لسموه إلى فرنسا عام 1975.. وهذه الصورة تلخص الكثير وتعكس عمق العلاقات الإماراتية الفرنسية في الزمن والمصالح والتاريخ، لكنها في النهاية تعطي لمحة جلية عن خبرات رئيس دولة الإمارات، والتي تراكمت عبر سنوات من العمل الجاد المخلص لخدمة وطنه والمنطقة والعالم، ما جعله شخصية استثنائية، ليس على مستوى العلاقات الإقليمية، بل على مستوى المجتمع الدولي بأكمله.. ما يؤكد أن شمس الإمارات سطعت في باريس خلال هذه الزيارة التاريخية، وفي هذه اللحظة القلقة من عمر المنطقة والعالم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة