سوناك يصدم زيلينسكي.. هل تفقد أوكرانيا ثاني أكبر حليف لها؟
مع تولي رئيس الوزراء البريطاني الجديد ريشي سوناك السلطة في بريطانيا، فإن أوكرانيا قد تفقد بالفعل ثاني أقرب حليف لها في الحرب.
ورغم تصريحاته العلنية المؤيدة لكييف في حربها ضد روسيا، فإنه مع توليه السلطة في بريطانيا، قد تتغير استراتيجية بلاده، في وقت بالغ الحساسية لكييف.
- استقالة جونسون وحرب أوكرانيا.. كييف تخسر حليفا قويا
- هل تتخلى أمريكا عن أوكرانيا؟.. رسالة تحذير "ديمقراطية" ورد
وقال تقرير لصحيفة "بوليتيكو" إن سوناك فور توليه السلطة أكد أنه لا تغيير في دعم بلاده لأوكرانيا، لكنه أكد أن هذه الحرب "البشعة لا بد أن تنتهي بنجاح".
كما أبقى رئيس الوزراء البريطاني الجديد في الوقت نفسه على "بن والاس" و"جيمس كليفرلي" وزيري الدفاع والخارجية للبلاد على التوالي، وهو ما يشير علانية إلى اعتزام سوناك البقاء في فلك الخطوط العريضة للدفاع والسياسة الخارجية التي وضعها جونسون واستمرت فيها ليز تراس.
لكن الخطوة ذاتها قد يكون لها معنى آخر. فسوناك يضع في جل تركيزه الوضع الاقتصادي، وأي أمر آخر قد لا يكون محل أولوية بالنسبة له. وكانت التطورات السياسية التي شهدتها البلاد في المرحلة الماضية تتضمن أدلة على هذه التوجهات.
فوفقا للمراقبين، فإن أشرس المدافعين عن دعم أوكرانيا في حربها كانوا هم بوريس جونسون، رئيس الوزراء الأسبق، ووزيرة خارجيته (التي خلفته لاحقا) ليز تراس، ووزير الدفاع بن والاس.
أما وقد رحل جونسون وتراس عن المشهد السياسي فلم يتبق مدافع قوي عن دعم كييف عسكريا وماليا في حكومة المحافظين إلا وزير الدفاع بن والاس الذي قال تقرير بوليتيكو إنه أدهش زعماء الناتو بنهجه الصارم فيما يتعلق بالحرب.
ووفقا لتقرير "بوليتيكو"، فلم يكن والاس من مؤيدي سوناك في مسعاه السابق لزعامة حزب المحافظين، ربما لأنه يعلم موقفه من حرب أوكرانيا. ففي وقت سابق من هذا العام، وخلال قمة الخلاف بين جونسون وسوناك، تسربت بعض الحقائق عما كان يجري داخل داونينج ستريت.
ووفقا للتسريبات، فإن سوناك لم يكن متحمساً للحرب ولدعم كييف بالقدر ذاته الذي كان يوليه جونسون في سياسات حكومته.
وكتبت صحيفة "صنداي تايمز" في أبريل/نيسان أن سوناك يعتقد أنه "لا بد من الحديث مع روسيا، وأن اتفاقا سوف يجرى يوما ما مع موسكو فيما يتعلق بالحرب".
وضع غير محسوم
ومن ناحية أخرى، فإن وضع والاس نفسه غير مستقر، وبقاءه في حكومة سوناك غير مضمون لا سيما عندما تبدأ المناقشات والمفاوضات المتعلقة بميزانية وزارة الدفاع في الحكومة. فقد وعدت تراس حليفها في دعم كييف، والاس، بزيادة قدرها 3% في الإنفاق الدفاعي.
ومع تأزم الحالة الاقتصادية، وتولى جيرمي هانت حقيبة المالية في الأيام الأخيرة من حكومة تراس، هدد والاس بالاستقالة من منصبه إذا لم يقر هانت هذه الزيادة التي كانت تراس قد وعدته بها. والأمر ذاته قد يحدث مع سوناك.
بل إنه بحسب تقرير "بوليتيكو"، فإن الموازنة التي سيعلن عنها سوناك تتضمن خفضا في الإنفاق الحكومي، وصفه رئيس الوزراء الجديد بـ"القرارات الصعبة المقبلة"، وذلك في مسعاه لإعادة الثقة في الاقتصاد الوطني.
قلق في كييف
وكان سوناك يندد طوال وقت حملته السابقة ضد تراس بوعدها بزيادة موازنة الدفاع بنسبة 3% بحلول عام 2030، كما ذكر تقرير بوليتيكو أن موقفه لم يتغير منذ ذلك الحين.
ووفقا للتقرير، فإن كل هذه التطورات تعتبرها كييف مقلقة.
ونقل التقرير عن مصدر مقرب من الحكومة الأوكرانية أسفه، لأن سوناك قال "لا شيء تقريبًا عن الدفاع عن أوروبا باستثناء أنه ستكون هناك تخفيضات في ميزانية الدفاع الوطني".
وقال سفير دول البلطيق في المملكة المتحدة إنه من "المهم" للمنطقة أن ترى سوناك متمسكًا بهدف 3%، وحذر من حقيقة أن "أوراق اعتماده لا توجد في السياسة الخارجية والدفاع"، بل إنه قائد اقتصادي.
ووفقا لمحللين، فإن سوناك الذي تتمحور خبرته المهنية والعملية حول الاقتصاد والمال، يتوقع أن يجلب البعد المادي والاقتصادي في أي نقاش يتعلق بالسياسة الخارجية. ووفقا لهؤلاء، فإن المرات القليلة التي تحدث فيها سوناك عن الأمور الدولية كان دوما ينظر للأمور من عدسة اقتصادية.
aXA6IDMuMTQ3LjY4LjM5IA==
جزيرة ام اند امز