سلاسل الإمدادات.. التغير المناخي يعمق أزمة صناعة التوريد العالمية
يبدو أن سلاسل الإمدادات قد تكون على موعد مع أزمة طويلة الأمد، مرتبطة بالتغير المناخي وتراجع حدة إنتاج سلع في مناطق على حساب أخرى، وأحوال جوية متطرفة تعوق حركة التجارة.
وبينما تأثرت سلاسل الإمدادات بحدة خلال جائحة كورونا، لكن الطقس المتطرف من الفيضانات إلى حرائق الغابات، يطرق بشكل متزايد الموانئ والطرق السريعة والمصانع في جميع أنحاء العالم.
وتعتبر تأثيرات تغير المناخ على استدامة سلاسل الإمدادات، أزمة بطيئة الحركة ستستمر لفترة طويلة، وستتطلب بعض التغييرات الأساسية.. "كل مجتمع ساحلي، وكل شبكة نقل ساحلية ستواجه بعض المخاطر من هذا"، بحسب تقرير حديث صادر عن "Yale School of the Environment".
- سلاسل الإمدادات.. هل يكون الركود علاجا لأزمة التوريد العالمية؟
- نهر الراين.. طعنة في قلب "سلاسل الإمداد" الأوروبية
ومن بين جميع تهديدات تغير المناخ لسلاسل التوريد، يكمن ارتفاع مستوى سطح البحر باعتباره الخطر الأكبر المحتمل.
ولكن حتى الآن، قبل سنوات من بدء ارتفاع مستوى سطح البحر في إغراق الموانئ والبنية التحتية الساحلية الأخرى، فإن الاضطرابات في سلسلة التوريد التي تسببها الأعاصير والفيضانات وحرائق الغابات وغيرها من أشكال الطقس القاسي بشكل متزايد تهز الاقتصاد العالمي.
وفي فبراير/شباط الماضي، تسبب تجمد تكساس في أسوأ توقف لا إرادي في إمدادات الطاقة في تاريخ الولايات المتحدة.
وقد أجبر التجمد، ثلاثة مصانع رئيسية لأشباه الموصلات على الإغلاق، مما أدى إلى تفاقم النقص في أشباه الموصلات الذي تسبب في جائحة عالمية، كما أدى إلى تباطؤ إنتاج السيارات المعتمدة على الرقائق الدقيقة.
كما أدى التجمد إلى إغلاق السكك الحديدية في الولاية، مما أدى إلى قطع روابط سلسلة التوريد المستخدمة بكثافة بين تكساس وشمال غرب المحيط الهادئ لمدة ثلاثة أيام.
كذلك، تسببت الأمطار الغزيرة وذوبان الجليد في فبراير/شباط الماضي في بدء انفجار بعض ضفاف نهر الراين، أهم ممر مائي تجاري في أوروبا، مما أدى إلى توقف الشحن النهري لعدة أيام.
بعد ذلك، في أبريل/نيسان الماضي انخفض منسوب المياه على نهر الراين، الذي كان يواجه جفافاً طويل الأمد، لدرجة أن سفن الشحن اضطرت إلى تحميل ما لا يزيد عن نصف طاقتها المعتادة لتجنب الاصطدام بقاع النهر.
وفي السنوات الأخيرة، واجه المصنعون الذين يعتمدون على نهر الراين "انخفاضا متزايدا في قدرة الشحن مما أدى إلى تعطيل تدفقات المواد الخام الواردة والصادرة إلى الخارج".
كما عطلت الفيضانات في وسط الصين خلال يوليو/تموز الماضي، سلاسل التوريد لسلع مثل الفحم والخنازير والفول السوداني، وأجبرت على إغلاق مصنع نيسان للسيارات.
من الأمثلة كذلك، ضرب إعصار إيدا، خامس أكبر إعصار في تاريخ الولايات المتحدة تكلفة، ساحل خليج المكسيك في أواخر أغسطس/آب 2021، وألحق أضرارا بالمنشآت الصناعية الحيوية التي تولد مجموعة من المنتجات، بما في ذلك البلاستيك والمستحضرات الصيدلانية، وأجبر على تحويل الشاحنات.
وشكلت الحرائق في كولومبيا البريطانية في الفترة من أواخر يونيو/حزيران حتى أوائل أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، والتي اندلعت بسبب موجة حر غير مسبوقة، ثالث أسوأ موسم حرائق غابات في تاريخ المقاطعة.
وأغلقت الحرائق نقطة اختناق للنقل في فريزر كانيون والتي عطلت الآلاف من عربات السكك الحديدية وتقطعت السبل بمحتوياتها.
aXA6IDMuMTM4LjY5LjM5IA== جزيرة ام اند امز