سلاسل الإمدادات.. أزمات تتراكم على رأس أوروبا
يعني استمرار انخفاض هطول الأمطار أن عمق نهر الراين انخفض بمقدار يزيد على المترين، يوم الأحد الماضي، وذلك على طول النهر البالغ 1200 كم.
مشكلة عميقة تواجه الشحن في الاتحاد الأوروبي تتزايد مع جفاف نهر الراين، أهم ممر مائي في أوروبا الغربية، والذي يعتبر من أهم طرق الملاحة في القارة العجوز، وأحد أكثر الأنهار ضحلًا بحيث لا تستطيع السفن المرور به إلا ضمن إجراءات معينة.
مستويات المياه على نهر الراين، النهر الداخلي الرئيسي في أوروبا الذي يربط الموانئ الضخمة في روتردام وأنتويرب بقلب ألمانيا الصناعي وسويسرا غير الساحلية، منخفضة للغاية.
- سلاسل الإمدادات.. التغير المناخي يعمق أزمة صناعة التوريد العالمية
- سلاسل الإمدادات.. هل يكون الركود علاجا لأزمة التوريد العالمية؟
انخفاض مياه نهر الراين الناجم عن الجفاف غير المسبوق في القارة العجوز، جعل من الصعب على الشاحنين نقل الفحم والمكونات والمواد الكيميائية والسلع الأخرى إلى المصانع ومحطات الطاقة على امتداد النهر.
هذه مشكلة ملحة بالنسبة للصناعات الكبرى في أوروبا، لكنها أيضا تضع قيودا على خطط الاتحاد الأوروبي لزيادة حركة البضائع على طول الممرات المائية بنسبة 25% بحلول عام 2030 وبنسبة 50% بحلول عام 2050 كجزء من الجهود المبذولة لخفض الانبعاثات من قطاع النقل.
ويعني استمرار انخفاض هطول الأمطار أن عمق نهر الراين انخفض بمقدار يزيد عن المترين، الأحد الماضي، وذلك على طول النهر البالغ 1200 كيلومتر.
يمتد نهر الراين، بطول حوالي 1200 كم من جبال الألب السويسرية إلى بحر الشمال، وهو ثاني أكبر نهر في وسط وغرب أوروبا بعد نهر الدانوب.
ويحتاج عودة النهر لمستوياته الطبيعية، أمطارا غزيرة لفترات طويلة لزيادة العمق بشكل ملموس، إذ لا يُتوقع حدوث مثل هذه الأمطار الغزيرة خلال الأسبوعين المقبلين، بينما المستويات الآن عند نقطة الاختناق.
كان مستوى المياه منخفضا لدرجة أن النهر أغلق أمام حركة السفن لأسابيع في عام 2018، واليوم يتجه ليغلق بشكل كامل أمام حركة الملاحة التجارية.
وأجبرت الشركات على تحويل شحناتها إلى السكك الحديدية والطرق؛ لكن هذا مكلف وغير فعال لأن الأمر يتطلب مئات الشاحنات أو عربات القطار للتعامل مع الشحنات التي يمكن تحميلها على بارجة واحدة.
تأتي هذه الأزمة في وقت تشهد أوروبا أزمة متصاعدة في وفرة الطاقة، ما دفعها لتشغل محطات توليد الكهرباء تعمل بالفحم، فيما يعتبر النهر ممرا رئيسا لإمدادات الفحم لمحطات التوليد خاصة في ألمانيا.
وحذرت شركة Uniper، أكبر موزع للغاز الروسي في ألمانيا، والتي احتاجت مؤخراً إلى خطة إنقاذ بمليارات اليورو من الحكومة الألمانية لمنعها من الانهيار، من احتمال "الأداء غير المنتظم" للشهر المقبل في محطة Staudinger-5، التي تعمل بالفحم، وهي محطة طاقة بقدرة 510 ميغاواط شرق فرانكفورت - رافد رئيسي لنهر الراين - بسبب انقطاع إمدادات الفحم على طول النهر.
ومع زيادة الطلب على الفحم، قرر وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، إعادة تشغيل محطات الطاقة التي تعمل بالفحم، والتي كانت متوقفة في السابق ولكن يُنظر إليها الآن على أنها حل مؤقت لمساعدة ألمانيا على التخلص من الغاز الروسي.
كما تأتي أزمة نهر الراين في وقت تشهد أوروبا أزمة تضخم غير مسبوقة، وأزمة سلسلة توريد عالمية، وأزمة غاز تلوح في الأفق، فإن انخفاض مستويات نهر الراين يمثل صداعا لدول التكتل.
نهر الراين يصل عادة إلى أعلى مستوياته المائية في الربيع وأوائل الصيف، وأدنى نقطة له في الخريف، لكن هذا النمط يتغير بسرعة بسبب التغير المناخي وتغير مواسم هطول الأمطار وكمياتها.
في كل عام، يتم شحن ما يزيد عن 300 مليون طن من البضائع على طول نهر الراين.
aXA6IDE4LjExNy4xMDYuMjMg جزيرة ام اند امز