مصرفيون لـ"العين": فشل خطة إنقاذ صندوق قطر السيادي للمصارف
مصرفيون يؤكدون أن الأموال التي ضخها صندوق الثروة السيادي القطري لن تفلح في تصحيح الأوضاع والبنوك بحاجة لهيكلة شاملة.
قال مصرفيون لـ"العين"، إن مساندة صندوق الثروة السيادي القطري لبعض البنوك لتجاوز أزمة السيولة وشح النقد، لن تجد نفعاً، واصفين إياها بأنها مجرد حلول مؤقتة ستفشل بشكل سريع مع غياب حلول لتصاعد أزمة الاقتصاد القطري.
وقال مصرفيون ببنوك تجارية في قطر لـ"رويترز"، إن صندوق الثروة القطري ضخ إيداعات دولارية في بعض البنوك المحلية، الأسبوع الماضي، كإجراء احترازي بعد أن قطعت عدة دول عربية العلاقات الدبلوماسية وخطوط النقل مع الدوحة، لدعمها الإرهاب.
وأكد المصرفيون، أن هذه الأموال من الصندوق مجرد مسكنات في ظل مخاوف استمرار انهيار العملة القطرية وتأزم الأوضاع التجارية للدولة الخليجية الصغيرة.
وقال أيمن أبوهند، رئيس قطاع الاستثمار المباشر لأسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشركة كارتل كابيتال الأمريكية، إن ضغوط السحب النقدي للودائع بالمصارف القطرية ستستمر لبعض الوقت، نتيجة الفزع من الإجراءات الصارمة التي اتخذتها مجموعة من دول المنطقة ضد الدوحة.
وأوضح أن سلسلة هبوط الريال القطري وتسجيله أدنى مستوى منذ قرابة 20 عاماً وتوجه المواطنين إلى تحويل مدخراتهم للدولار، ستؤدي إلى استنزاف الأموال التي يضخها الصندوق السيادي.
وقد نقلت رويترز عن مصادر مصرفية لم تسمها، أن من المعتقد أن يكون إجمالي الودائع الجديدة التي ضخها جهاز قطر للاستثمار في النظام المصرفي بنهاية الأسبوع الماضي، قد بلغ مليارات عدة من الدولارات، وذلك كإجراء احترازي.
وليست هذه المرة الأولى التي يدعم فيها جهاز قطر للاستثمار الجهاز المصرفي المحلي، فقد حدث في 2009 أن استحوذ الجهاز على حصص في بعض البنوك القطرية، ووافق على شراء جزء من محافظها العقارية، في سعي للحد من تأثير أزمة الائتمان العالمية، آنذاك.
وشبه أبوهند هذا الإجراء من الصندوق بالدعم المالي الذي قدمه المجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في 2008، للاستحواذ على بنوك ومؤسسات مالية بسبب تعثر عملائها، ولكن هذه الخطوة صاحبها إعادة هيكلة للبنوك لمواجهة الأزمة المالية.
وأضاف أن القطاع المصرفي القطري في حاجة ماسة إلى عملية إعادة هيكلة لمواجهة مخاطر استحواذ البنوك الخارجية على حصص كبيرة من الودائع داخل البنوك القطرية، والتي ترتفع مستوى خطورتها في ظل تصاعد مخاطر نزيف العملة الأجنبية وسحب الودائع.
وحسب شبكة الأنباء الأمريكية "بلومبرج"، فإن البنوك القطرية لديها نحو 16 مليار دولار بما يعادل 60 مليار ريال من ودائع عملاء وودائع من بنوك بدول خليجية.