السوشي.. "موضة" يابانية تتحول إلى طبق عالمي
السوشي يتم إعداده من أنواع مختلفة من الأسماك وفواكه البحر مثل الروبيان الحلو والإسكالوب والحبار والبطلينوس العملاق والماكريل والسلمون
لم تعد وجبة السوشي مجرد موضة يابانية عابرة بل باتت طعاما آخذا في الانتشار يلقى إقبالا خارج اليابان في مختلف أنحاء العالم.
وتعني كلمة سوشي "حامض" وهي تشير إلى الأرز المخلوط مع الخل والسكر والملح الذي يتم إعداد الطبق الياباني التقليدي منه، والشيء الأهم لإعداد سوشي جيد "هو تحقيق التوازن بين الأرز والسمك. فإذا لم يتم تحقيق تناسق بينهما لن يكون مذاق السوشي جيدا"، وفقا لما يقوله جيرو أونو في الوثائقي "Jiro dreams of Sushi".
ويعد جيرو طاهيا متخصصا في السوشي يبلغ 93 عاما، ويمتلك مطعم "سوكياباشي جيرو" الصغير في مترو طوكيو وحاصل على نجمتي ميشلان وتبلغ قيمة الـ20 قطعة من السوشي فيه نحو 350 دولارا.
ويفرض جيرو قواعد صارمة في مطعمه سواء فيما يخص طريقة إعداد السوشي أو تناوله، فإعداد هذا الطبق بالنسبة له احتفالية وطريقة تناوله يجب أن تكون كذلك.
وحتى 2015 كانت ميساو أوكاوا أكبر امرأة معمرة في العالم وتوفيت بعد شهر من إتمام 117 عاما، وعندما كانت تسأل عن سر هذا الأمر كانت تقول: "النوم كثيرا وتناول السوشي".
وتأتي اليابان دوما على رأس الدول المعمرة، الأمر الذي يعود فضله إلى نظام الحياة في البلد الآسيوي بما في ذلك النظام الغذائي، حيث إن الوجبات السريعة لم تلقَ إقبالا هناك، إذ يتمسك اليابانيون بنظام غذائي خالٍ من الدهون ومتوازن وغني ومكون في أغلبه من الأسماك وثمار البحر والأرز والخضراوات والتوفو، وهو جبن نباتي مصنوع من حليب الصويا.
ويثبت هذا وجود نسبة ضئيلة من الأشخاص الذين يعانون من البدانة بين سكان اليابان، ففي عام 2017 سجل البلد الآسيوي أن نسبة 3.5% فقط يعانون من السمنة مقابل 40% في الولايات المتحدة.
وتعود جذور السوشي إلى الصين في القرن السابع تحديدا عندما كان يتم حفظ الأسماك في الأرز، فكان يتم وضع قطع من السمك في أوعية أرز مطهي لتخمر السمك وتجعله صالحا للأكل بعد أشهر عدة.
وعندما وصلت هذه التقنية إلى اليابان، فضل سكان الجزيرة تناول الأرز وتطور الأمر إلى إعداد السوشي.
وعلى الموقع الرسمي للسياحة في اليابان تبرز 6 أنواع من السوشي منها "شيراشي زوشي" وهو فراش من الأرز مع طبقات مختلفة من السمك يقدم في وعاء، و"فوتوماكي" وهو أكبر نوع من الماكي يحتوي على مكونات مختلفة بالداخل وهو الأكثر قربا من اللفائف المنتشرة في الغرب ولكن أكبر بقليل.
وفي "إيناري زوشي" يحل التوفو البني المقلي محل الأرز، أما "النيجيري" فهو حفنة أرز مع قطعة سمك من فوقها وأخيرا "أوشي زوشي" وهو سوشي مضغوط عبر وضعه في قوالب و"تيماكي" وهو أشكال مخروطية من طحالب النوري بداخلها أرز ومكونات أخرى.
ومن أنواع السوشي التي تلقى إقبالا كبيرا أيضا "ساشيمي" وهو مجرد قطعة سمك لكن إتقان إعدادها قد يتطلب أعواما.
ويتم إعداد السوشي من أنواع مختلفة من الأسماك وفواكه البحر مثل الروبيان الحلو والإسكالوب والحبار والبطلينوس العملاق والماكريل والسلمون والنهاش الأحمر والأخطبوط، إلا أن النجم الرئيسي هو سمك التونة.
وفي اليابان هناك نظام لتناول السوشي، حيث يجب البدء بالأسماك الأخف في الطعم والدهون ويمكن تناول القطع بالعصي أو باليد، الأمر الذي لا يعد عادة سيئة في اليابان.
ويعد السوشي وجبة صحية للغاية، حيث يحتوي على نسبة قليلة من السعرات الحرارية وغني بأحماض الأوميجا الدهنية، إلا أن اتباع نظام قائم فقط على السوشي سيكون خطأ غذائيا.
وفي بعض الأحيان، تتم الإشارة إلى خطر احتمالية تلوث الأسماك والمنتجات البحرية الأخرى بالزئبق لكن التسمم بسبب الزئبق من تناول الأسماك أمر نادر الحدوث.
ولتجنب تماما هذه الاحتمالية الضئيلة يجب تناول السوشي في مكان يحرص على الالتزام بالقواعد الصحية ويتمتع بالاحترافية.