صحيفة سويسرية تقول إن نظام أردوغان يشن حملة وحشية لقمع منظمات المجتمع المدني، ويوجه اتهامات عبثية للنشطاء الذين أكدوا أنهم لن يتسلموا.
قالت صحيفة "نيو زوريشر تسايتونغ" السويسرية إن نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يشن حملة وحشية لقمع منظمات المجتمع المدني، ويوجه اتهامات عبثية للنشطاء الذين أكدوا أنهم لن يتسلموا.
- قمع الداخل ومؤامرات الخارج.. معارض تركي يكشف لـ"العين الإخبارية" ألاعيب أردوغان
- اقتصاديون: 3 أكاذيب ساقها أردوغان في خطابه الانتخابي
وأضافت الصحيفة في تقرير نشرته الإثنين: "منذ أكثر من 15 شهرا يقبع رجل الأعمال التركي والناشط في المجتمع المدني عثمان كافالا في السجن، حيث وجه الادعاء العام ضده لائحة مكونة من 657 صفحة، تتهمه وآخرين بتنظيم احتجاجات "جيزي بارك" في 2013، ومحاولة تنفيذ انقلاب، ما يهدد المتهمين بالسجن مدى الحياة".
وتابعت:" مدة العقوبة وعبثية الاتهامات تظهران وحشية النظام التركي في حملته ضد المجتمع المدني، لكن الحملة رغم وحشيتها لن تجعل المجتمع المدني يركع".
ونقلت الصحيفة عن أسينا جونال، مدير منظمة "أناضول كورتور"، وهي منظمة غير حكومية معنية بالتبادل الثقافي ويترأسها كافالا، قولها: "لن نتراجع.. ولن نركع أمام حملة القمع".
ووفق الصحيفة، فإن جونال سبق وتعرضت للاعتقال مع مجموعة من النشطاء الذين يعملون مع كافالا، ووجه إليها اتهاما بمحاولة الإطاحة بالحكومة وتنفيذ انقلاب، ورغم بشاعة الاتهامات، لكن أفرجت السلطات عنها، والمجموعة التي كانت معتقلة معها باستثناء "يجيت أكساك أوغلو" الذي يواجه عقوبة السجن مدى الحياة.
وشددت الصحيفة على أن موجة القمع الجديدة ضد المجتمع المدني التركي التي بدأت في 2016، تركت ثغرات كبيرة في هذه التنظيمات، وبعد إعلان الطوارئ أغلق النظام 1400 منظمة مجتمع مدني، وتراجعت نسبة المنظمات العاملة في مجال الدفاع عن الحريات بنسبة 75%.
ونقلت الصحيفة عن ناشط تركي فضلت عدم الإفصاح عن اسمه واكتفى فقط بالحرف الأول من اسمه "A"، قوله: "لقد أضعف المجتمع المدني بصورة كبيرة.. والعديد من النشطاء تركوا البلاد، وآخرون توقفوا عن العمل.. فيما يقبع عدد كبير في السجون".
وأشارت الصحيفة إلى أن الاتهامات المزيفة وموجات الاعتقال دفعت أكاديميين ومدرسين وموظفين حكوميين للانسحاب من مشروعات لمنظمات المجتمع المدني، وانهارت المشاريع المشتركة بين الجامعات والمنظمات غير الحكومية".
وفي نوفمبر الماضي، أنهت منظمة "open society"، وهي منظمة دولية غير حكومية يترأسها جورج سورس أنشطتها في تركيا بعد تعرضها للتضييق.
إلا أن الصحيفة شددت على أنه رغم الصعوبات والقمع، يبدو أن النشطاء يرفضون الهزيمة، فالمسرحيون والمصورون والموسيقيون والفنانون والنشطاء يؤسسون حاليا منظمات ثقافية صغيرة ومستقلة، ومعارض ومسرحيات لاستكمال أنشطتهم.
وقال الناشط، الذي فضل عدم ذكر اسمه: "نحن نبحث عن تكتيكات بديلة في مواجهة القمع.. لن نستسلم وسنستمر".
وحول الدعم الأوروبي، قال "نحن نعتقد أنه ليس من الصواب أن تبعد الدول الأوروبية أنظارها عن تركيا، فتركيا ليست فقط أردوغان".