العدوان على سوريا.. العالم ينتفض ضد "مغامرات" أردوغان
عاصفة انتقادات ووعيد شملت استدعاء سفراء وتوعدا بتدمير الاقتصاد وتنديدا بالهجوم الذي بدأه أردوغان وسط مخاوف من تعزيزه للإرهاب
انتفضت دول العالم ضد العدوان التركي على سوريا، الذي أسفر عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين، واعتبرته "عدوانا وانتهاكا" لسيادة البلد الذي يعاني ويلات الحرب منذ سنوات.
- ضحايا مدنيون وتنديدات دولية.. حصيلة أول أيام العدوان التركي على سوريا
- اجتماع طارئ لمجلس الأمن الخميس بشأن العدوان التركي
عاصفة انتقادات ووعيد شملت استدعاء للسفراء وتوعدا بتدمير الاقتصاد وتنديدا بالهجوم الذي بدأه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، وسط مخاوف من تعزيزه لتنظيم داعش الإرهابي وإحيائه للجماعات المتطرفة بسوريا.
عقوبات أمريكية
وتعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، بتدمير الاقتصاد التركي بالكامل في حال إيذاء الأكراد بعد العدوان الأخير عليهم، مشيرا إلى موافقته على فرض الكونجرس عقوبات على تركيا.
وأكد ترامب، خلال مؤتمر صحفي، أن القرار الذي اتخذه بسحب القوات العسكرية من شمالي سوريا كان صحيحا، موضحا أن الدخول في مناطق النزاع بالشرق الأوسط كان خطأ فادحا.
وأوضح الرئيس الأمريكي أن بلاده أشرفت على نقل عناصر خطيرة من تنظيم داعش خارج سوريا، مطالبا أوروبا باستعادة رعاياها المقاتلين في صفوف داعش.
تجميد أموال أردوغان
وكشف عضوا مجلس الشيوخ الأمريكي الجمهوري ليندسي جراهام والديمقراطي كريس فان هولن عن عقوبات مقترحة ضد تركيا؛ منها استهداف أصول الرئيس رجب طيب أردوغان في الولايات المتحدة وفرض قيود على تأشيرات الزيارة.
كما ستفرض الولايات المتحدة، بموجب تشريع مقترح، عقوبات على أي معاملات عسكرية مع أنقرة و أي شخص يدعم صناعة الطاقة المحلية التي تستفيد منها القوات المسلحة التركية.
المفوضية الأوروبية تدعو لوقف العدوان
من جانبه، دعا رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر النظام التركي إلى وقف عدوانه على سوريا.
وقال في تصريحات أمام البرلمان الأوروبي: "أدعو تركيا وغيرها من الأطراف الفاعلة لضبط النفس"، منددا بمخططات النظام التركي لإقامة ما يسمى "منطقة آمنة" في شمال سوريا.
وقال: "إذا كانت خطط تركيا تتضمن إقامة ما يسمى منطقة آمنة فعليها ألا تتوقع أن يدفع الاتحاد الأوروبي أي أموال في هذا الشأن".
الاتحاد الأوروبي يهاجم خطط أنقرة
وفي سياق متصل، دعا الاتحاد الأوروبي تركيا إلى ضرورة وقف العمل العسكري أحادي الجانب في سوريا، قائلا إنه يرفض خطط أنقرة لإقامة منطقة آمنة للاجئين ولن يقدم أي مساعدات هناك.
ودعا بيان للممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية فيديركا موجيريني صادر باسم جميع الدول الأعضاء، تركيا إلى وقف العمل العسكري الأحادي.
وأكد البيان أن الأعمال القتالية المسلحة المتجددة في الشمال الشرقي لسوريا ستؤدي إلى تقويض استقرار المنطقة بأسرها وتفاقم معاناة المدنيين.
وأشار إلى أن العدوان التركي على سوريا سيؤدي إلى إثارة المزيد من عمليات النزوح، ما يصعب من احتمالات نجاح العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة لتحقيق السلام في البلد الذي مزقته الحرب.
وأضاف أن "ما يسمى (المنطقة الآمنة) في شمال شرق سوريا لن يفي على الأرجح بالمعايير الدولية لعودة اللاجئين".
وتابع: "الاتحاد الأوروبي لن يمنح مساعدات لإقامة أو تنمية المناطق التي يتم فيها تجاهل حقوق السكان المحليين".
بريطانيا: العدوان يهدد بكارثة إنسانية
قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، الأربعاء، إن لديه "مخاوف بالغة" بشأن الهجوم التركي على شمال شرقي سوريا.
وأضاف راب في بيان: "المخاطر (تتضمن) زعزعة استقرار المنطقة وتفاقم المعاناة الإنسانية وتقويض التقدم الذي أُحرز في مواجهة داعش، وهو ما يتعين أن نركز جميعا عليه".
وأبدى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون انزعاجه من الهجوم الذي تشنه تركيا حاليا على شمالي سوريا.
واتفق، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على أن العدوان التركي يهدد بكارثة إنسانية.
ألمانيا تندد بالعدوان: يزعزع استقرار المنطقة
من جانبه، أدان وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بقوة العدوان التركي، مؤكداً أنه يزيد من زعزعة استقرار المنطقة ويقوي تنظيم داعش الإرهابي.
وقال ماس، في بيان، إن "تركيا تخاطر بمزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة وعودة نشاط تنظيم داعش، والهجوم التركي قد يؤدي إلى كارثة إنسانية جديدة وأيضا تدفقات جديدة للاجئين".
وأضاف: "ندعو تركيا لوقف عملياتها والسعي لتحقيق مصالحها الأمنية بطريقة سلمية".
فرنسا تحث تركيا على وقف العدوان
وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، عن "قلقه الشديد" من العملية العسكرية التركية في شمال شرقي سوريا.
وقال بيان للرئاسة الفرنسية إن ماكرون التقى قياديين اثنين بقوات سوريا الديمقراطية ليؤكد تضامنه معها في حربها ضد تنظيم داعش الإرهابي.
وفي سياق متصل، قالت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي إن "العدوان التركي على سوريا خطير جدا ويجب أن يتوقف".
إيطاليا: يلحق الضرر بالمدنيين
بدوره، أكد رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي أن العدوان التركي على الأراضي السورية يزعزع استقرار المنطقة ويلحق الضرر بالمدنيين.
ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية عن كونتي قوله عقب لقائه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو" يانس ستولتنبرج في روما: "تحدثنا عن سيناريوهات الأزمات الدولية، لا سيما الأزمة في سوريا".
وأضاف: "أعربت عن القلق إزاء العدوان التركي على الأراضي السورية الذي من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة وإلحاق مزيد من المعاناة بالمدنيين".
كما أكد وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو أن "التحركات أحادية الجانب" تؤدي إلى تقويض النتائج التي تحققت في مجال مكافحة الإرهاب.
وقال: "نتابع عن كثب تطور الأوضاع بعد بدء الهجوم التركي في منطقة شمال شرق سوريا".
بدورها، أعربت نائبة وزير الخارجية الإيطالي مارينا سيريني، في تصريح، عن قلق بلادها إزاء العدوان التركي على الأراضي السورية.
وقالت: "يتعين على تركيا الامتناع عن الإقدام على عمل أحادي الجانب قد تكون له آثار مزعزعة للاستقرار في المنطقة".
وأضافت: "نحن مقتنعون بأن لا حل عسكرياً للأزمة في سوريا"، داعية النظام التركي لوقف عدوانه على الأراضي السورية.
هولندا تستدعي سفير تركيا
وفي سياق متصل، نددت وزارة الخارجية الهولندية بالعدوان التركي على سوريا، واستدعت سفير النظام التركي في أمستردام احتجاجا على هذا العدوان.
وقال وزير الخارجية الهولندي ستيف بلوك، في بيان، إن "هولندا تندد بالهجوم التركي على شمال شرق سوريا وتدعو تركيا إلى عدم مواصلة السير في الطريق الذي تسلكه".
وأضاف أنه تم "استدعاء السفير التركي في أمستردام بعد بدء الهجوم".
الدنمارك: العدوان له تداعيات خطيرة
بدورها، أكدت رئيسة الوزراء الدنماركية ميت فريدريكسون أن العدوان التركي على الأراضي السورية "مؤسف وله تداعيات خطيرة".
وقالت فريدريكسون في تغريدات عبر "تويتر": "أشعر بقلق شديد إزاء الهجوم التركي على الأراضي السورية".
وأضافت: "هذا القرار مؤسف وخاطئ، وقد تكون له تداعيات خطيرة على المدنيين وجهود محاربة تنظيم داعش الإرهابي"، داعية سلطات النظام التركي إلى "التحلي بضبط النفس".
الأمم المتحدة تدعو تركيا لاحترام القانون الدولي
من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس عن قلقه إزاء العدوان التركي على الأراضي السورية.
ودعا جوتيريس، في تصريحات صحفية، النظام التركي إلى احترام ميثاق الأمم المتحدة والقانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين والمناطق السكنية بما يتوافق مع القانون الدولي.
النمسا تطالب بإجراءات حاسمة ضد تركيا
طالب زعيم الكتلة البرلمانية النمساوية عن الحزب الاشتراكي أندرياس شيدر الحكومة النمساوية بالعمل على اتخاذ إجراءات حاسمة جراء العدوان التركي على الأراضي السورية في إطار العمل مع الاتحاد الأوروبي.
اجتماع طارئ لمجلس الأمن
أعلن مجلس الأمن الدولي عقد جلسة طارئة، الخميس، لبحث تطورات العدوان التركي العسكري على سوريا.
وقال دبلوماسيون إن جلسة المجلس الذي يضم في عضويته 15 دولة تأتي بطلب من أعضاء أوروبيين؛ بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا وبولندا.
ووصلت حصيلة ضحايا اليوم الأول للعدوان التركي على شمال شرقي سوريا إلى 15 قتيلا بينهم 8 مدنيين، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، كما قتل 7 عناصر من قوات سوريا الديمقراطية وأصيب 28 آخرون.
وكان المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالي أكد أن "القوات التركية تشن ضربات جوية على مواقع للمدنيين شمال شرقي سوريا".
aXA6IDE4LjIyNC41Mi4xMDgg جزيرة ام اند امز